تابعت التعليم برغبة الاستزادة من أي فرصة للحصول على شهادة جديدة، ونالت شهادتين جامعيتين، وشهادة عليا إلى جانب اللغات، ومهارات تعليم الأطفال صعوبات التعلم، حيث أهلها ذلك لافتتاح مدرستها الخاصة.

ولع واضح بالكتاب والمعرفة سمة لشابة انتقلت بعد امتلاك الخبرة إلى "فنزويلا"، لتؤسس مدرسة لتعليم اللغة العربية في ثاني أكبر محافظة فيها، وتقدم خبراتها لأبناء الجالية على أمل التأسيس لخطوات تعليمية قادمة ظهرت بوادرها، كما تحدثت من خلال مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 1 أيار 2019، وقالت: «في مدرسة قريتي "قنوات" بدأت رحلة التعليم الابتدائي، ضمن أسرة شجعتني على التفوق والمتابعة. كانت أحلامي مع التعليم كبيرة لأجتاز مراحل عدة، هدفي الوصول إلى حلمي بامتلاك خبرات متنوعة تجاري بحثي عن أسلوب حياة أفضل وأكثر فائدة للمجتمع.

امتلكت تصميماً كبيراً على العمل لتحدث فرقاً في محيطها وبين طلابها، امتزجت لديها موهبة التعليم ومساعدة المحيط، لكن شغفها بالحصول على المعرفة تفوق؛ لتنذر له سنوات من حياتها حتى حققت غايتها، وهذا على مستوى الشهادات المتميزة التي حصلت عليها. لكنها من ناحية أخرى امتلكت الأسلوب الجميل والمحبب من قبل طلابها، لأنها تمكنت في تخصصها كمعلمة، وحاولت تطعيم هذا الأسلوب بخبرات مختلفة، وهي أحد الأمثلة على وضع أهداف والوصول إليها وتحقيقها ودائماً تبقى عينها على هدف جديد. "لمى" اليوم أحدثت خطوة مميزة باستقطاب الطلاب العرب بأعداد كبيرة، وهي قادرة على إيصال رسالتها لهم بما تمتلكه من مقومات، وهذا بحد ذاته نجاح يحسب لها

خطوتي الأولى بعد الشهادة الثانوية كانت التسجيل في الجامعة لأدرس معلم صف؛ مع العلم أن معدلي جيد جداً ويؤهلني لدراسة فروع أعلى، لكن رغبتي كانت بالتدريس؛ واختبار هذه التجربة التي حرصت على التحضير الجيد لها، لأتخرج وأبدأ ممارسة المهنة التي لم تعرقل عملية اكتساب معرفة جديدة على المستوى القانوني، وأعيد الشهادة الثانوية وأسجل في كلية الحقوق بجامعة "دمشق".

لمى ناجي خير بجانب مدرّستها في فالنسيا

سنوات من العمل والمتابعة كانت عبارة عن تحدٍّ وصراع مع الذات لا غاية فيها إلا النجاح وتسهيل فرصة الحصول على نمط حياة ينسجم مع طبيعتي وحرصي الدائم على التقدم. في عام 2009 حصلت على إجازة جامعية من كلية التربية معلم صف، وفي عام 2014 كنت الأولى على رأس دفعة المتخرجين في كلية الحقوق، في تجربة لا أنساها لكونها قدمت لي دفعة قوية في مجال المعرفة القانونية والحقوق والتبحر في هذا العالم الرحب الجميل».

بين التعليم والحقوق، ومهارات إضافية؛ قدمت جهدها بمتعة حقيقية، تتحدث عنها بفخر، وتضيف: «في ظروف الحرب اضطررت للتوقف مدة من الزمن، وكان لدي رغبة كبيرة بمتابعة الدرب للحصول على شهادة الماجستير بالعلاقات الدولية والدبلوماسية، مستفيدة من كم كبير من القراءات والاطلاع الواسع على هذا المجال، وكانت الدراسة باللغة الإنكليزية، وتخرجت في مرحلة كانت من أصعب الفترات على بلدنا، وكنت أسأل نفسي دائماً هل لدي القدرة على الاستمرار؟ والإجابة كانت دائماً بالتأكيد وتجاوز صعاب كبيرة، لكنها عابرة بفضل قناعتي بأننا يجب أن نكون أوفياء لأحلامنا وطموحنا لنحقق الأفضل على الدوام.

مع طلابها في مدرستها

بعدها حصلت على بعثة للمعهد العالي للغات في "دمشق"، وتابعت دروس اللغة الإنكليزية لأطور لغتي أكثر، منجزةً بذلك مرحلة مهارات اللغة والاستفادة منها لأبحاث قادمة، واليوم أحصد نتائجها عندما انتقلت إلى "فنزويلا" وأجد فرصةً كبيرة لتقديم الخدمات للجالية في بلد تكثر به نسبة العرب، وأطفالهم بحاجة إلى تعلم لغتهم الأم إلى جانب لغات أخرى.

افتتحت العام الفائت مدرسة في "فالنسيا" ثالث أكبر مدن "فنزويلا" متخصصة بتعليم اللغة العربية والإنكليزية، وباشرت بعد الوصول بمدة قصيرة بتنظيم العمل، وانطلقت بدروس اللغة لعدد كبير من الأطفال».

مارينا جزان

تعليم أطفال صعوبات التعلم، وتعديل السلوك، مهارة اكتسبتها لتكمل مشوارها في مجال التعليم، وتضيف: «بعد الحصول على الماجستير، بقي لدي فضول كبير للاطلاع على مهارات التعامل مع صعوبات التعلم؛ لكونها ترتبط بدراستي الأولى، وعملت على اجتياز دراسة عدة شهادات دبلوم على شكل دورات مكثفة ومتخصصة في هذا المجال، وحصلت على عدة شهادات سبقت قرار السفر إلى "فنزويلا" عام 2018، لأبدأ هنا رحلة جديدة أشعر بأنني هيأت نفسي لها جيداً، وأمارس العمل على أرضية المعرفة والخبرة.

واليوم أتلقى عروضاً من دول لها باع طويل في مجال التنمية البشرية والانتقال إلى تطبيق هذا التخصص في مدارسهم، الخيارات مفتوحة، لكن أتصور أن مشروع تعليم اللغة له أولية كبيرة، خاصة أنني في طور التجربة التي أعول عليها الكثير لتكون إضافة حقيقية إلى مشروعي وعلاقتي مع التعليم، وأحضّر لسلسة كتب لتعليم العربية والإنكليزية؛ وهي قيد الطباعة، ألفتها لتكون موازية لعمل المدرسة وأحد مناهجها التي سنتبعها خلال المرحلة القادمة».

تابعتها "مارينا جزان" مدرّسة العلوم في مشوارها الغني بالعمل، وقالت: «امتلكت تصميماً كبيراً على العمل لتحدث فرقاً في محيطها وبين طلابها، امتزجت لديها موهبة التعليم ومساعدة المحيط، لكن شغفها بالحصول على المعرفة تفوق؛ لتنذر له سنوات من حياتها حتى حققت غايتها، وهذا على مستوى الشهادات المتميزة التي حصلت عليها.

لكنها من ناحية أخرى امتلكت الأسلوب الجميل والمحبب من قبل طلابها، لأنها تمكنت في تخصصها كمعلمة، وحاولت تطعيم هذا الأسلوب بخبرات مختلفة، وهي أحد الأمثلة على وضع أهداف والوصول إليها وتحقيقها ودائماً تبقى عينها على هدف جديد.

"لمى" اليوم أحدثت خطوة مميزة باستقطاب الطلاب العرب بأعداد كبيرة، وهي قادرة على إيصال رسالتها لهم بما تمتلكه من مقومات، وهذا بحد ذاته نجاح يحسب لها».

ما يجدر ذكره، أن "لمى ناجي خير" من مواليد "قنوات" 1986، خريجة كلية التربية معلم صف، وكلية الحقوق في جامعة "دمشق"، ماجستير علاقات دولية.