تعلّم عن طريق أقاربه طرائق بدائية لصناعة الصابون قبل أن يتعلم فنون الصناعة الحديثة أثناء غربته في الخارج، ليعود ويؤسس لأول مصنع متكامل بأشكال متعددة وطرائق جديدة مطعمة بما اكتسبه من الماضي، ويحقق نجاحات كبيرة.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 28 نيسان 2019، التقت "سلمان عبد الوهاب" ليتحدث عن هذه الصناعة قائلاً: «بدأت صناعة الصابون في منزلنا بقرية "الغارية" منذ منتصف القرن الماضي بأسلوب بسيط، حيث كان يزورنا أقاربنا من "جبل لبنان"، وهم من مؤسسي صناعة الصابون البلدي الشهير في "لبنان"، ويقومون بصناعة كميات كبيرة منه؛ لنقوم ببيعها في القرية والمناطق المجاورة، وكانت تلقى رواجاً كبيراً لما يحتويه الصابون من زيوت طبيعية نظيفة وعطور طبيعية متنوعة».

كنت طفلاً صغيراً عندما كنا نذهب إلى تلك الورشة لنشتري حاجتنا من الصابون البلدي، وننظر إلى مراحل العمل لهذه الصناعة الغريبة عن مجتمعنا، ونستمتع بروائح العطور والطيوب المستخدمة فيها

ويتابع: «انقطعت هذه الصناعة لفترة من الزمن في بلدتنا بسبب بعض الظروف، وسفري إلى "الإمارات العربية المتحدة"، حيث أمضيت عدة سنوات تعلمت خلالها طرائق حديثة ومتعددة في الصناعة، مثل طريقة صنع الصابون المغربي، والصابون الحلبي السوري، والصابون الأفريقي. كما طورت بتجارب شخصية نوعيات جديدة من الصابون لاقت إقبالاً كبيراً في السوق العربية عامةً، والخليجية بوجه خاص».

أشكال متعدة من الصابون

وعن إنشاء معمله الخاص في بلدته "الغارية"، تابع بالقول: «عدت إلى "سورية" من أجل تأسيس أول معمل لصناعة الصابون في محافظة "السويداء"، وحرصت على أن يكون مزيجاً من عراقة الماضي الذي تعلمته بأدق تفاصيله من أجدادي، وحداثة الحاضر الذي درسته في غربتي؛ وطورته من خلال احتكاكي بالجاليات المغاربية والهندية والأفريقية. أنشأت معملي بأجود الآلات الحديثة المصنوعة من "الستانلس ستيل" الذي يحافظ على الجودة والمواصفات الطبية المميزة، واعتمدت في موادي الأولية زيت الزيتون النقي تماماً، والعطور الطبيعية المستخرجة من النباتات والزهور فقط، من دون اللجوء إلى المواد الكيماوية في أي مرحلة من مراحل إنتاجي الذي غزا من اللحظة الأولى أسواق "السعودية"، و"الأردن"، و"المغرب"، و"الإمارات"، إضافة إلى السوق المحلي، وما زال انتشاري فيه خجولاً نوعاً ما بالنسبة لباقي الأسواق».

"مهدي عماد" أحد المعاصرين لصناعة الصابون بمراحلها الأولى في بلدة "الغارية"، يقول: «كنت طفلاً صغيراً عندما كنا نذهب إلى تلك الورشة لنشتري حاجتنا من الصابون البلدي، وننظر إلى مراحل العمل لهذه الصناعة الغريبة عن مجتمعنا، ونستمتع بروائح العطور والطيوب المستخدمة فيها».

أسواق خارجية تستقبل هذه الصناعة

وعن جودة المنتج، تحدث "شادي البعيني" صاحب صالون للعناية بالبشرة قائلاً: «لقد فوجئت بوجود مثل هذه الأنواع من الصابون هنا في "السويداء"، حيث كنت أحصل على ما أريده من خلال الأسواق العربية المجاورة، لكن تجربتي لهذه المنتجات جعلتني أعتمدها في عملي بوجه دائم، وبنتائج جيدة تضاهي الماركات العالمية».

لم ينسَ "سلمان عبد الوهاب" المولود في "الغارية" عام 1967 مهنة الأجداد التي عايشها شاباً يافعاً، وتعلم تفاصيلها بدقة، بل عاد ليزيد عليها ما اكتسبه من علوم حديثة، وتجارب غنية تجعل منه منافساً حقيقياً في الأسواق العربية والمحلية.