بعد تعرّض تمثال "الجندي المجهول" للتخريب والعبث، بادر فريق "براعم عتيل" لكرة القدم، بالتعاون مع منظمة "جذور"، وفعاليات أهلية، ونخبة من فناني "السويداء" التشكيليين، ترميم التمثال، وفردوا أجنحة الحمام الأبيض في الهواء، معلنين انتصارهم للحياة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 9 حزيران 2019، الفنان "كمي الحلبي" مصمّم التمثال، فقال عن هذه المبادرة: «أعدّ هذه المبادرة التي قام بها أطفال بلدتي رسالة سلام ترسلها الطفولة عن أهمية الفن، وأهمية الحفاظ عليه، لما يعبّر عنه من رقي وحضارة أي أمة، ومسؤولية المجتمع تجاه الفن. هذا العمل رمز للخير والمحبة، نحلم بالسلام والأمان وبناء أجيال بعيدة عن الحرب والرصاص، وما وجود هؤلاء هنا إلا دليل على ذلك».

قام الأطفال بتحطيم نموذج لسلاح خشبي، رافضين بذلك هذه اللغة البعيدة عنا، ورسالة منهم إلى الأهل بضرورة المحافظة على المرافق العامة، وعدم استباحتها، والوقوف جنباً إلى جنب لنشر الثقافة والسلام، ونبذ العنف والحروب

"إسماعيل معروف" أحد أهالي البلدة، والمرافق للأطفال، قال عن مبادرتهم: «قام الأطفال بتحطيم نموذج لسلاح خشبي، رافضين بذلك هذه اللغة البعيدة عنا، ورسالة منهم إلى الأهل بضرورة المحافظة على المرافق العامة، وعدم استباحتها، والوقوف جنباً إلى جنب لنشر الثقافة والسلام، ونبذ العنف والحروب».

براعم عتيل ينشرون السلام في بلدتهم

الفنان التشكيلي "فرزان شرف" قال: «أن يجمع الأطفال الأموال من مصروفهم المخصص للعب، وتقديمه كمبادرة من أجل ترميم ما قام به العابثون، فهذا يؤكد أننا بخير، ولا خوف على جيل يؤمن بالمحبة طريقاً للخلاص، وأن الفن أسلوب من أساليب الحضارة، ومنبع للجمال بكل رمزيته. نحن بخير على الرغم من كل ما يحيط بنا من حروب، وبالفن والمحبة ننتصر».

وبعد نهاية الفعالية التي قام خلالها الفنانون المشاركون بترميم التمثال، وعودته كما كان، أطلق الأطفال المشاركون الحمام الأبيض في الهواء؛ عربون سلام ومحبة.

الفنانان فرزان شرف وكمي الحلبي
الأهالي والفنانون حول التمثال