يعكس الدكتور "مرهف الحلال" نتاج عمله الطبي والإنساني، إجماع أفراد مجتمعه بعلاقته القائمة على ركائز إنسانية وغير تجارية مع مرضاه.

حول مسيرته المهنية الطبية والاجتماعية، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 21 حزيران 2019، التقت الدكتور "مرهف الحلال"، الذي أوضح قائلاً: «يرتكز المكان الذي ولدت فيه على مجموعة معطيات تفرض على الفرد سلوكاً لا يتعدى المنظومة الكلية، وذلك احتراماً لتاريخ المكان وطبيعته الاجتماعية والأخلاقية، فأنا من مواليد قرية "عرمان" عام 1976، وهي التي اشتهرت بالخبرات العلمية والاجتماعية والتاريخية والاقتصادية. فقد عشت ضمن أسرة كلفة بالعلم، فالوالد الذي درس في كلية الآداب، قسم الجغرافية، ولم يستطع الاستمرار بسبب ظروف الحياة وتكوين أسرة مؤلفة من طبيبين، وثلاث شقيقات درسن علم النفس والعلوم الطبيعية ومعلمة الصف، وكنت ضمن مدارس "عرمان" الإلزامية أتوق إلى التفوق حتى نلت الشهادة الثانوية وحصلت على الدرجة الأولى في مدينة "صلخد"؛ والثالث على مستوى "السويداء".

يتميز الدكتور "مرهف الحلال" بخصال عديدة أهمها رغبته الجامحة بالمزيد من المعرفة العلمية لتطوير الاختصاص، فهو من الأطباء الأكفاء علمياً ليس فقط لأنه يحمل الماجستير باختصاصه فحسب، بل لأن دوافعه الإنسانية فرضت عليه متابعة المريض حتى مرحلة الشفاء، وتراه يعمل بالخفاء مجاناً مع كل محتاج يأتي إليه، والأهم ثقة المغتربين به، إذ بات صندوقاً للأمانات والتبرعات الخيرية التي يرغب المغتربون بتقديمها لمن يستحق، عدا مشاركته في الجمعيات الخيرية الاجتماعية والإنسانية، وكزميل في مهنة الطب، إنه واحد من القلائل المحبين لمهنتهم والمجسدين لطبيعتها إنسانياً وأخلاقياً وعلمياً

تتميز القرية بطبيعة أهلها الصابرين على آلام المرض؛ إذ كثيراً ما شاهدت رجالاً يأتون إلى والدي متجاهلين آلامهم نتيجة شظف العيش الكريم، ويعملون على الرغم من مرضهم في الإنتاج الزراعي مقابل الرفعة والمنعة، وربما هذا وغيره من المواقف والمشاهد المؤلمة جعلتني أصمم على دراسة الطب لخدمتهم، وكان تركيزي على ذلك، وبالفعل دخلت الطب عام 1994، وتخرجت في جامعة "دمشق" عام 2000، لكن الأهم في حياتي مذ دخلت الجامعة وفي السنوات الأولى منها؛ وأنا مصمّم أيضاً على اختصاص الجراحة، لرغبتي الجامحة فيه، ولأمر أحببته؛ وهو شعور المريض بعد العمل الجراحي حين تأتيه يبتسم إليك بكل مودة؛ بأنك أسهمت في علاجه مما كان يعانيه، ونشوة الطبيب في تلك الابتسامة تدفعني للارتقاء بالاختصاص، وتحقق ما أردت، وكان معدلي الثاني على دفعتي في الجامعة، وهو ما أهلني للدراسات العليا باختصاص الجراحة، وكان الماجستير حليفي، ونلته بعد عمل طويل في مشفيي "الأسد الجامعي" و"المواساة" باختصاص جراحة عامة وتنظيرية وأورام، وأصبحت معيداً في جامعة "تشرين"، وفي الجامعة حصلت على منحة إلى "ألمانيا" لدراسة الدكتوراه، لكنني لم أوفق بها بسبب حواجز يكمن في تفاصيلها الشيطان، لأعود إلى قريتي "عرمان"، وأعمل في مستشفى "صلخد" رئيساً لقسم العمليات».

الدكتور لؤي الشوفي

وعن رؤيته العملية في العلاقة مع المرضى، بيّن الدكتور "الحلال" بالقول: «محبتي للطب والمهنة، وثقة المجتمع بي، جعلتني أدخل إلى العمل الجراحي وكلي ثقة بالنجاح، ولأنني من عشاق الموسيقا التي لم أستطع الجمع بينها وبين الطب، ولراحة نفسي أطلب داخل غرفة العمليات الاستماع إلى الموسيقا يقيناً مني بأنها تريح الأعصاب وتهدئ النفوس، وتمنح القوة والثقة والتركيز، ولكوني متابعاً للمريض بعد العمل الجراحي إن كان في المستشفى أو المنزل، الأمر الذي منحني أيضاً حباً لرغبة أخرى وهي الرياضة، حيث كنت ضمن فريق كرة القدم، ولعبت مباريات عديدة، وحققت الفوز بها. أما عن علاقتي مع المرضى لكوني ابن المجتمع وأعلم أحوال الناس، ودرجات سعادتي كبيرة بما أنجزت وحققت، فكان لا بد لي من وقفة إنسانية مع أفراد مجتمعي، ولهذا أحاول جاهداً تقديم ما يرضي المرضى، لأبني معهم جسور المحبة والارتقاء، ومجتمعنا زاخر ووافر بالمحتاجين والفقراء الذين يستحقون الوقوف إلى جانبهم، ولأنني كوّنت قناعة مذ بداية دراستي للطب إلى اليوم مفادها أن مهنتي الإنسانية تفرض عليّ إتقان العمل لتكوين الثقة، وإقامة العلاقة الإنسانية والاجتماعية اللتين تعدّان جوهر طبيعة المهنة الطبية لكل طبيب».

الدكتور "لؤي الشوفي" اختصاصي بأمراض القلب، أوضح بالقول: «يتميز الدكتور "مرهف الحلال" بخصال عديدة أهمها رغبته الجامحة بالمزيد من المعرفة العلمية لتطوير الاختصاص، فهو من الأطباء الأكفاء علمياً ليس فقط لأنه يحمل الماجستير باختصاصه فحسب، بل لأن دوافعه الإنسانية فرضت عليه متابعة المريض حتى مرحلة الشفاء، وتراه يعمل بالخفاء مجاناً مع كل محتاج يأتي إليه، والأهم ثقة المغتربين به، إذ بات صندوقاً للأمانات والتبرعات الخيرية التي يرغب المغتربون بتقديمها لمن يستحق، عدا مشاركته في الجمعيات الخيرية الاجتماعية والإنسانية، وكزميل في مهنة الطب، إنه واحد من القلائل المحبين لمهنتهم والمجسدين لطبيعتها إنسانياً وأخلاقياً وعلمياً».

د. مرهف الحلال