على الرغم من اختياره كواحد من أفضل الشخصيات العربية المؤثرة في الوطن العربي، إلا أن القليلين من السوريين يعرفونه عن قرب، فهو الإعلامي الأكاديمي المتخصص، والاستشاري للعديد من المنظمات والهيئات الدولية، والرجل الذي يعمل بصمت الكبار من أجل وطنه وأهله.

مغامرة شائقة ومتعبة خاضها "مهاب الأعور" على مدى 14 عاماً في الغربة، فأنتجت رجلاً متسلحاً بالعلم والخبرات، التي تحدث عنها لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 7 حزيران 2019، حيث قال: «أعمل كمستشار إعلامي وتخطيط استراتيجي، ولديّ جذور عميقة في الصحافة والإعلام والتخطيط الاستراتيجي، مع خبرة تتجاوز الأربعة عشر عاماً، من بينها ست سنوات مع منظمات "الأمم المتحدة"، وذلك كمدير إعلام إقليمي لمنطقة "إيفاد"، ومدير الإعلام وإدارة المعرفة والمعلومات مع منظمة "الأغذية والزراعة" للأمم المتحدة في "السعودية". ونجحت خلال السنوات الماضية في صياغة الاستراتيجية الإعلامية لمنظمة "الفاو" في "السعودية"، وخططها الإعلامية السنوية، والمساهمة في صياغة المشاريع الاستراتيجية، واستقطاب الخبراء الدوليين للعمل في المملكة، والخطط والاستراتيجيات الوطنية، كمبادرة الحدّ من الهدر الغذائي، والأمن الغذائي، والمملكة الخضراء، وغيرها الكثير.

خلال معرفتي القصيرة بالإعلامي "مهاب الأعور"، وجدت فيه -إضافة إلى أخلاقه وتعامله الراقي- مهارات تواصل مميزة، فهو يتمتع بذكاء عالٍ، ولديه مهارات تحليل استثنائية، وقدرة ممتازة للعمل تحت الضغط من دون التأثير في جودة العمل، ودائماً يقدم مستويات عالية من الاحترام والنضج في تعامله مع زملائه

أما دوري في منظمة "إيفاد"، فتركز حول تطوير استراتيجية إقليمية وخطط عمل، وتقوية العلاقات الإعلامية، وتطوير كتيبات الإرشادات، والخطط التوجيهية، وإدارة المناسبات الكبيرة، وغيرها. وقد كان لوطني حصة مهمة في هذه المنظمة، بعد أن أعددت تقريراً مفصلاً عن الوضع فيه، واستطعت مع آخرين أن نعيدها إلى العمل في "سورية" بعد توقف دام ست سنوات، وأعدّ ذلك أهم ما حصل معي في هذا العمل».

أحد التكريمات التي تلقاها في المغترب

وفيما يتعلق بدراسته، أضاف: «أكملت دراسة ماجستير إدارة الأعمال، اختصاص تسويق من جامعة "مومباي" الهندية عام 2009، وبعد وقت قصير أكملت ماجستير الإعلام التقني والترجمة في جامعة "ستراسبورج" الحكومية الفرنسية. وأنا طالب في السنة الثانية ماجستير إدارة الأعمال غير التخصصية في الجامعة الافتراضية السورية، وعضو في جمعية الصحفيين السعوديين، وعضو في "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية".

كانت ولادتي عام 1983 في بلدة "عرى"، درست أول مرحلتين فيها، والثانوية بثانوية "شكيب أرسلان" في مدينة "السويداء"، وحلمي كان دراسة الأدب الإنكليزي، ولسوء الحظ لم أستطع ذلك لهفوة صغيرة في الامتحانات النهائية، فدرست الترجمة في التعليم المفتوح، وتخرّجت، وسافرت إلى "السعودية"، وبعد عدة دورات متخصصة في الإعلام واللغات والإدارة انضممت عام 2008 إلى صحيفة "الحياة" كمحرّر، وبعدها دخلت صحيفة "الشرق الأوسط" بذات الوظيفة، وتعاقدت لأوقات متقاربة مع عدد من المجلات المتخصصة بالاقتصاد. وكنت مستشاراً لسفارات "ألمانيا"، و"هولندا"، و"فنلندا" في "السعودية" لمدة خمس سنوات، ومستشاراً لتلفزيون "الرأي" الإيطالي، وخلال هذه السنوات اكتشفت الكثير حتى بوجودي مع صحيفة "الوطن" السعودية، وبتّ أعرف ماذا يصنع في المطبخ الصحفي، وما هي الحقائق، وكيف تصنع الأجندات».

من إحدى المقابلات الإعلامية

ويتابع: «دخولي عالم الصحافة مصادفة ورغبة بذات الوقت، كنت أظنّ أن الصحافة عبارة عن مهارة في الكتابة، واكتشفت أنها علم متكامل وصعب المراس، لهذا ثابرت على الدورات التدريبية، وبدأت أتعلم أسلوب الكتّاب الكبار، وكنت أشعر بمتعة كبيرة عندما كانت تنشر موادي الصحفية؛ كأنني مالك الدنيا، خاصة عندما أنقل قضايا الناس، وأتابع ردة فعل القرّاء. مع الدراسة الأكاديمية؛ خضت تجارب كثيرة في عدة أمكنة، كالتدريس في جامعة "نجران"، وغيرها».

وعن عمله مع "إيفاد" أو ما يسمى "الصندوق الدولي للتنمية الزراعية"، وغيرها في الخارج، وما حققه على الصعيد الشخصي، قال: «جميل جداً أنك تتحول من عمل محلي إلى العمل بمنظمة دولية لها جوانب إنسانية؛ من بينها إفادة المزارعين وصغار الكسبة، وتقديم المساعدات لهم. وكنت مستشاراً لسفارات غربية من عام 2014 حتى عام 2016، قابلت خلالها الكثير من الشخصيات الدولية، مثل: "دونالد ترامب"، و"بان كي مون"، وغيرهما من الرؤساء والفنانين والاقتصاديين. لكن كان عملي من "إيفاد" على الرغم من التعب الشديد؛ بصمة شخصية اكتسبت منها الكثير، وما زالت زوادتي في أي خطوة أقوم بها.

ترحال دائم بحثاً عن العلم

وعندما أجد وقتاً أقوم بدورات إعلامية مع كبرى المؤسسات العالمية، مثل وكالة "رويترز"، وغيرها الكثير.

سافرت برحلات صحفية عديدة إلى "أوروبا وأفريقيا وآسيا"، ولهذا تمّ اختياري مدير إعلام إقليمي لمنطقة الشرق الأدنى، وشمال "أفريقيا، وأوروبا"، ووسط "آسيا" مع منظمة "إيفاد"، وخلال عملي زرت الكثير من البلدان الفقيرة، وقدمنا لهم المساعدات، وفي نهاية السنة الماضية أنهيت عملي معهم مؤقتاً».

أما قصة اختياره ضمن أفضل مئة شخصية عربية من قبل إحدى المنظمات العربية، فقال: «من يعمل يحصد نتيجة أفعاله، وقد عرفت هذا الأمر مصادفة، وقد أفرحني كثيراً، لكنه ألقى على كاهلي مسؤوليات جمّة. في عملي مع "إيفاد" كانت سعادتي عندما أزرع البسمة على شفاه أطفال فقراء، وألتقي نساء بعمر والدتي، ولا يجدن القراءة، ويفتح لهن مشاريع صغيرة، ليصبحن رائدات أعمال في بلدانهن، وهناك نساء بنين مصانع للأجبان، بإمكانات متواضعة، ونساء اشتغلن بالغزل والنسيج، وفلاحون صنعوا معاصر زيتون، وجمعيات ناجحة لتسويق المحاصيل، وهذا شيء عظيم أثر إيجابياً في شخصيتي، فكان هذا التكريم».

الدكتور "عبدالله وهبي"، المدير السابق لمنظمة "الأغذية والزراعة" للأمم المتحدة في "السعودية"، قال: «كنت سعيداً جداً بالعمل مع "مهاب"، ورؤية مهاراته وخبراته تنمو يوماً بعد يوم. وسعدت أيضاً برؤيته وقد أصبح باحثاً وخبيراً في مجال الإعلام وإدارة المعرفة، وخلال تعاملي معه وجدت شخصاً احترافياً، ولديه التزام لتحقيق الواجبات الموكلة إليه بكل محبة، فهو خبير إعلامي متميز ومرموق، ولديه كل مقومات الإبداع والتقدم».

الدكتور "عزيز ولد بلقاسم"، المدير الإقليمي لمنظمة "إيكاردا" في منطقة الخليج العربي، قال: «خلال معرفتي القصيرة بالإعلامي "مهاب الأعور"، وجدت فيه -إضافة إلى أخلاقه وتعامله الراقي- مهارات تواصل مميزة، فهو يتمتع بذكاء عالٍ، ولديه مهارات تحليل استثنائية، وقدرة ممتازة للعمل تحت الضغط من دون التأثير في جودة العمل، ودائماً يقدم مستويات عالية من الاحترام والنضج في تعامله مع زملائه».