تصاميم منمنمة لفساتين مطرزة ومزركشة؛ احتفظ بها "رامح شجاع"، وأضاف إليها قطعاً معبرة عن موهبة تصميم الأزياء التي ترافقت مع تفوق دراسي، فأسس مشغل خياطة يمارس من خلاله هوايته المفضّلة.

الطالب المتفوق شغلته الألوان والقصات المميزة لفساتين العارضات، وموهبة خاصة تفرّد بها في عائلته؛ كما تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 4 تموز 2019، وقال: «أقضي أوقاتاً طويلة أعالج القماش، وأنتقي منه الأجمل والأزهى لأصمم ألعاب "الباربي" الصغيرة لفساتين السهرة بتصاميم وأفكار جديدة تصلح للتطبيق للقياسات الأكبر، وأضيفها إلى مجموعتي الخاصة بما يحقق رؤيتي التي أعدّها موهبة أساسية لم أتمكن من التخلي عنها منذ الطفولة.

تعرّفت إلى عمله من خلال شريكته بالعمل، وتابعت عدداً من التصاميم التي قدمها من المشغل، والأفكار المميزة التي قدمته مثل أهم المصممين، حيث صمّم لي عدة قطع للسهرة والفساتين المميزة التي دلت على تميزه، وما لديه من أفكار جميلة من حيث حيوية التصميم ومناسبته للحفلة أو المناسبة التي أختارها. مؤخراً علمت أنه طالب متفوق، واستغربت الفكرة لكون التصميم والخياطة من الأعمال التي تحتاج إلى التفرغ، لكن يبدو أن "رامح" اختار التعب والجهد للنجاح بالمجالين، أعدّه مثالاً حقيقياً للطالب المكافح، والفنان الذي يرى في العمل والفن الذي يقدمه فرصة جديدة للنجاح ورسم المستقبل؛ وهذا ما نشجع عليه أولادنا ليكونوا ناجحين وأصحاب شخصيات متفردة في مجتمعهم

في الوقت الذي كان فيه رفاقي يقضون الوقت في هوايات مختلفة، كانت متعتي الجلوس في ركني الخاص الذي جمعت به الكثير من أنواع الأقمشة التي تثير انتباهي، وأجد فيها ارتفاع الذوق وجمال القطعة. وأتعامل معها بطريقتي لتصميم فستان سهرة مميز.

رامح شجاع في مشغله

بعدها أصبحت أعتني بالقص وجمالية التكوين ليكون مناسباً لصبية بقياسات (المانيكان)، هذه الموهبة لم تكن عارضة؛ إذ بدأت بعمر الثامنة قضيت معها أجمل ساعات اليوم، وكنت إن أردت الراحة من الدراسة والتحضير للامتحانات، أرتاح مع أقمشتي وعدة الخياطة والشك والتطريز التي تعلمتها لغاية إنتاج فساتين راقية.

موهبتي استغربها بعضهم؛ فقد حافظت عليها وعلى تفوقي الدراسي، وتابعت حتى بدأت دراسة الهندسة المدنية في جامعة "دمشق". لكن الهندسة وحدها لم تشغلني، وبقيت متابعاً لدراستي كأي طالب مهتم وحريص على التخرج بموعده.

من تصاميم ألعابه في الطفولة

وكنت عندما أرغب في عمل شيء جديد أتجه إلى التصميم ومجموعة من الأغراض التي أعدّها أشيائي الخاصة التي أنتج من خلالها ما أرغب بهدوء وصبر كبير، وساعدني كثيراً في تحقيق ما أرسمه في الخيال. في تلك المرحلة لم أتبع أي ورشة أو تدريب، كانت أوقات عمل ذاتية كونت من خلالها رصيداً كبيراً من التصاميم. أنتظر أن أجد الفرصة يوماً ما لأقدمها في عرضي الخاص للأزياء، وهذا حلم بدأت خطوات تحقيقه مع تأسيس مشروعي الخاص».

تأسيس المشغل بشراكة متخصصة في مجال الخياطة خطوة أولى، وتابع قائلاً: «بعد أن سجلت في كلية الهندسة المدنية، وأخذت أتابع الدوام والامتحانات، وحاولت الاتجاه إلى موهبتي، خاصة أنني كنت في "دمشق" خلال مرحلة الدراسة، وهنا إمكانية العمل في مشغل وورشات متطورة ممكنة، لذلك اشتغلت في أحد المشاغل لأتعلم بعض تفاصيل الخياطة والدرزة، وما لم تتح لي فرصة تعلمه، وبالفعل كانت أوقات الفراغ كفيلة بإنجاز هذه المرحلة لأتعلم تفاصيل جديدة عن القص و(البترون) والطرائق الفنية في مجال إنتاج القطعة والتصميم المناسب، وأمتلك معرفة حرفية جديدة في تطبيق التصميم الذي أرسمه وأكونه على مقاس لعبة "الباربي"، وهذه مرحلة طورت أفكاري وأسست خبرتي.

ناهد رزق

في مراحل سابقة، وفي "السويداء"؛ عملت مدة قصيرة قبل نيل الشهادة الثانوية في أحد المشاغل، وتعرفت إلى شريكتي اليوم في المشغل، وأخذنا نخطط لإطلاق مشغلنا الخاص، ونؤسس لمشروع مشغل أطلقناه منذ عامين وبدأ ينتشر اسمه بين الصبايا والسيدات؛ لننتقل به إلى وسط المدينة، ويتضاعف عدد الزبائن، ونتمكن من إنتاج فستان السهرة، والشك والتطريز وألبسة الأطفال والشابات، وقطع منوعة لاقت الاستحسان، باتباع التنظيم لأتمكن من متابعة الدراسة والعمل بطريقة تنسجم مع هوايتي».

"ناهد رزق" خريجة اقتصاد منزلي، وتعمل بالخياطة النسائية؛ تعدّه من المواهب القادرة على إحداث فرق في عالم الأزياء، وقالت: «عملنا في ورشة واحدة، ومنذ البداية لاحظت ما لدى "رامح" من مواهب متميزة لكونه أظهر طريقة جديدة في التعامل مع القماش، وقد استغربت أن شاباً مثله أتقن التطريز والشك والرسم للتصاميم، وبعدها إنتاج التصاميم المميزة لفساتين السهرة لأكتشف أنها موهبة قديمة لديه.

شاب لديه الكثير من الصبر والتروي ليقدم الأجمل بما توفر بين يديه، لكن الغريب أنه اتجه باكراً لعمل يهم النساء، وتفهم ذوقهن، واستطاع إثبات ذاته على الرغم من مسؤوليته الكبيرة كطالب في فرع يحتاج إلى الكثير من الدراسة والمتابعة.

اشتركنا على عمل كبير في مشغلنا، واطلعت على رغبته في تقديم قطع متميزة بصرف النظر عن الفائدة المادية، واستطاع خلال مدة بسيطة جذب الانتباه وتقديم لمسات غاية في الدقة والذوق».

لفت انتباهها قطع عرضها في مشغله، كما تحدثت الموظفة "حنان حسن"، وقالت: «تعرّفت إلى عمله من خلال شريكته بالعمل، وتابعت عدداً من التصاميم التي قدمها من المشغل، والأفكار المميزة التي قدمته مثل أهم المصممين، حيث صمّم لي عدة قطع للسهرة والفساتين المميزة التي دلت على تميزه، وما لديه من أفكار جميلة من حيث حيوية التصميم ومناسبته للحفلة أو المناسبة التي أختارها.

مؤخراً علمت أنه طالب متفوق، واستغربت الفكرة لكون التصميم والخياطة من الأعمال التي تحتاج إلى التفرغ، لكن يبدو أن "رامح" اختار التعب والجهد للنجاح بالمجالين، أعدّه مثالاً حقيقياً للطالب المكافح، والفنان الذي يرى في العمل والفن الذي يقدمه فرصة جديدة للنجاح ورسم المستقبل؛ وهذا ما نشجع عليه أولادنا ليكونوا ناجحين وأصحاب شخصيات متفردة في مجتمعهم».

ما يجدر ذكره، أن "رامح شجاع" من قرية "الرشيدة"، وهو من مواليد "السويداء" عام 1996.