شغلته حجارةُ الشطرنج صغيراً، وسارَ في مدارات تعلّم اللعبة، وإتقان خططها وشروطها، ليعطي اللعبةَ وقتَه، وتعطيه مزايا التفكير العميق وهدوء النفس، والسعي الحثيث لتحقيق الأهداف، هو المشارك في البطولات، والمُكَّرم الذي تزينُ الكؤوسُ مكتبَه ومنزلَه كتوثيقٍ لسلسة طويلة من البطولات، والتي رسّخت صلته مع لعبة الشطرنج كرياضة للفكر.

وعن علاقته باللعبة، تحدث "باسل العسافين" من خلال مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 2 آب 2019، وقال: «لا يعرف المراقب عن بعد للاعبي الشطرنج واقعَ ارتباط اللاعب بحجارتها، وما ترسم له هذه الرقعة من آمال، وكيف تسير به إلى منطق الفكر العميق، وارتياد الراحة الذهنية التي تعزّ على غير لاعبي الشطرنج، فقد سلكت طريق اللاعبين طفلاً، وحلمت كثيراً بالاحتراف لأكون صديق الرقعة التي تقبلت صداقتي بعد تدريب طويل وعناء؛ جعل الشطرنج مفضلاً عن غيره من الرياضات، بدأت لعبتي باكراً وتعلمتها بدقة في المرحلة الإعدادية، وكان الفضل لأخي "باسم" الذي علمني، لكن بقيت اللعبة عبارة عن رياضة ذهنية، واختزنت خلال سنوات طويلة أدوار ومعلومات وتجارب أخوضها كمتدرب، بعدها اكتسبت الخبرة عن طريق المشاركة، ولم أتلقَ أيّ تدريب من أحد، وإنّما بجهودي الشخصية ومساعدة بعض اللاعبين، والمعروف أنّ لاعبي المحافظة خامةٌ نقيةٌ اتسمت بالعطاء والدعم لكل متدربٍ جديدٍ أو هاوٍ لتراتبية الأسود والبيض المنثور بنظام على هذه الرقعة، لم أطرق باب المشاركات باكراً، فقد لمست أنّ مكاسبي المعنوية من هذه الرياضة لا تقارن بأي تكريم أو فوز مادي، لأنّ الشطرنج يعمل على صفاء الذهن وسرعة البديهة، فالشطرنج لعبة الأذكياء كما يسمونها، وأعطتني محبّة لاعبي الشطرنج وغيرهم».

جيل كبير من لاعبي المحافظة حرص على تدريب لاعبين جدد، وكان هذا الهدف الأكبر لكل اللاعبين الذين تفاعلوا مع الشطرنج كلعبة تحمل مقومات الاستمرارية، ويمكن لكلّ هاوٍ الاستفادة منها في الأخذ بيده للتفكير المتوازن، والتعايش مع الواقع بما نسميه سعة الصدر والفهم العميق لما يدور حولنا، وللاعب الشطرنج أخلاقيات وصفات نحلم جميعاً أن يتميز بها أطفالنا والأجيال الناشئة، فكانت عملية تدريب أجيال جديدة مهمة وواجب مقدس يحترمه كل من خاض غمار هذه اللعبة، وإذا كانت الحياة بتقلباتها وما تسير إليه من تطورات حملت الكثير للاعبي الشطرنج، وفتحت آفاقاً واسعة للاطلاع ومتابعة أدوار فنية عالية الدقة، فاللاعب جهده الذاتي الذي يمكن أن يساهم في تطوير خبرته رغم معاناته اليومية لكسب العيش ومتطلبات الحياة اليومية

وعن البطولات والمشاركات؛ يقول: «في المشاركات ودخول البطولات فرصة كبيرة، وعالم رحب لاختبار الذات وتكريس المعارف، فاللعب في أجواء حماسية، وبين عدد كبير من اللاعبين يسمح بمراقبة تجارب إضافية تختلف عن مطالعة الكتب التي حرصت على اكتساب ما فيها بما يخص اللعبة، وتختلف أيضاً عن متابعة الأدوار العالمية على الشاشة، فهناك تفاصيل دقيقة وخطط تثري حضور اللاعب، وقد تضيف له الخسارة رصيداً ذهنياً يوازي المباريات الرابحة، حصلت على المركز الأول في بطولة نادي "الغارية"، والمركز الثاني في بطولة نادي "الرحا"، والمركز الأول للنقابات العمالية كأس "الشهيد"، وهي بطولة دورية التقى فيها أبطال العمال في أعوام 2017 -2018 - 2019، والمركز الثاني بكأس "آذار"، والمركز الثاني ببطولة مجلة "الهدهد" عام 2015، وثاني البطولة العمالية عام 2016، وثالث بطولة المصنفين عام 2005، وحصلت على العديد من المراكز والميداليات والشهادات، وشاركت تمهيدي جمهورية وأندية خارج المحافظة في "حمص"، و"سلمية"، وحصلت على المركز الثالث لمرتين في البطولات الرسمية على مستوى المحافظة، وأغلب الأحيان كنت أذهب من العمل للبطولة مباشرة، فلا يوجد تنسيق بين العمل والرياضة، ولا يوجد تفرغ أو احتراف لهذه اللعبة، وهذا حلم لاعبين كثر وأنا منهم».

الشطرنجي باسل العسافين

نشر اللعبة هدف لاعبي المحافظة، وأضاف: «جيل كبير من لاعبي المحافظة حرص على تدريب لاعبين جدد، وكان هذا الهدف الأكبر لكل اللاعبين الذين تفاعلوا مع الشطرنج كلعبة تحمل مقومات الاستمرارية، ويمكن لكلّ هاوٍ الاستفادة منها في الأخذ بيده للتفكير المتوازن، والتعايش مع الواقع بما نسميه سعة الصدر والفهم العميق لما يدور حولنا، وللاعب الشطرنج أخلاقيات وصفات نحلم جميعاً أن يتميز بها أطفالنا والأجيال الناشئة، فكانت عملية تدريب أجيال جديدة مهمة وواجب مقدس يحترمه كل من خاض غمار هذه اللعبة، وإذا كانت الحياة بتقلباتها وما تسير إليه من تطورات حملت الكثير للاعبي الشطرنج، وفتحت آفاقاً واسعة للاطلاع ومتابعة أدوار فنية عالية الدقة، فاللاعب جهده الذاتي الذي يمكن أن يساهم في تطوير خبرته رغم معاناته اليومية لكسب العيش ومتطلبات الحياة اليومية».

لاعب الشطرنج "سميح حامد" بطل المحافظة، تحدث عن تكتيك اللعب لدى "العسافين"، فقال: «له باعٌ طويلٌ في لعبة الشطرنج، وحائزٌ على أكثر من بطولة في هذه اللعبة، شارك بأكثر البطولات التي كانت تقام على مستوى المحافظة وخارجها، ويتمتع بتكتيك عالٍ على رقعة الشطرنج يدلّ على خبرته وتمرسه، إضافة لأخلاقه العالية وروحه الرياضية، وهو محبوب لدى رفاقه لدماثة خلقه وتواضعه، وفي كل بطولة يحسب له ألف حساب، فهو خصم عنيد ومرعب، ونتائجه تتصاعد باستمرار، ويعود ذلك إلى متابعته المستمرة وتكثيف التدريب، و"باسل العسافين" اللاعب المخضرم معروف بتكتيكه وحساباته في وسط اللعب حصراً، حيث يبدو إبداعه متجلياً وواضحاً، وهو من الخامات الجديرة والمؤهلة بشكل مناسب لخوض بطولات أكبر كونه أثبت حضوره في عدة مشاركات، والمعروف أنّ لدينا على ساحة المحافظة ونواديها خبرات عالية تستحق التقدير، وليس من السهل منافستها».

الشطرنجي سميح حامد

ما يجدر ذكره أنّ "باسل العسافين" من مواليد "السويداء" عام 1970، يعمل مساعد قاضي بالقصر العدلي في "السويداء" .