لم يودع المغتربُ "رائد محمود المقت" أهلَ قريته "امتان" قبل عقدين ونيف ويصعد سلم طائرة الاغتراب إلا بعد أن حمل حفنة تراب ورشف قهوة جده، إيماناً بإرادة التنمية والاستثمار ويقيناً بإصلاح شأن من ودّعوه بالدموع.

حول عمل المغترب واستثماره المتميّز مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 17 آب 2019 التقت المغترب "رائد محمود المقت" وبيّن قائلاً: «في قرية حمل ترابها حكايا الأهل والأجداد وسموّ مضافاتها التي تفوح منها رائحة البن والهيل، وقلوب أهلها متوجّة بالانتماء، ورؤية مجتمعية مجبولة حنيناً وارتباطاً بالقرية التي لعبت فوق بيادرها ولونت ثيابي بغبار ترابها وشممت رائحة أصالة حجارتها البازلتية التاريخية المضمرة مواقف البطولة والرجولة وأحداث دونت أحرفها الذهبية في السجل والذاكرة، نهلت من معين عاداتها ما جعلني أكون لنفسي طريق الجد والعمل على مبدأ التكافل والشعور بالسعادة بتحقيق أمنيات الآخرين، في قريتي "امتان" ولدت في الـ 28 من شهر كانون الثاني عام 1975 ضمن أسرة محبّة للزراعة والانتماء للأرض، نهلت من مدارسها العلوم المنهجية وصولاً للثانوية التي أهلتني للدراسة ضمن معهد للصناعات الغذائية في "حمص"، وما إن تخرجت من المعهد كان السفر حلمي لأرسمَ خطاً إدارياً واستثمارياً جديداً».

مع بداية عام 2008 تكوّنت فكرة المبادرات مع مجموعة من الصحب والأصدقاء بهدف عكس قيمة العمل التطوعي لخدمة المجتمع في الاغتراب وداخل الوطن، ولهذا تمّ دعم المبادرات وتنوعها والتي زادت على أربع مبادرات منها: علبة الدواء التي قام بها أصحاب الاختصاص من أبناء القرية أي الأطباء، وكذلك فئات متنوعة لمبادرة قلم الرصاص، والعمليات الجراحية، والصندوق الخيري وغيرهم، وجميع تلك المبادرات كانت تدعم بفضل وعزيمة وإرادة وتصميم الشباب المغتربين في "الإمارات" رغبةً منهم بتوفير المساعدات للمحتاجين والعمل على تثبيتهم بالأرض، وتغذية روح التكافل الاجتماعي وجعلها ثقافةً متكاملةً، فقد عمل الإخوةُ المغتربون على مبادرة الخبز للجميع، وكان لهم الدور الكبير في تفعيل العمل يقيناً بوحدة الهدف المشترك لدى العديد منهم

وتابع "المقت" بالقول: «لم أتوقع أنّني سأعمل في هندسة الديكور في دولة "الإمارات" لأنّ دراستي لم تكن كذلك، لكن شقيقي الأكبر الذي سبقني إليها قبل سنوات مهّد لي الطريق، وبدوري ساهمت بتأسيس مؤسسة مفروشات سميت "المجد" حيث تُعنى بتأمين فرص عمل للعديد من طالبيه، ولأنّ القلق يجتاح طموحي بالوصول السريع والإنجاز المميز، أخذ التوتر يظهر معالمه على أسلوبي في بناء شخصيتي الإنتاجية وإثبات أنّ السوري أنموذجٌ للأداء المتميز، وشعرت بالحنين كلما وفرت فرصة عمل لشباب أرادوا العيش الكريم ومحاولة مساعدة من يطلب المساعدة من أبناء وطني، ولهذا عملت أكثر من 12 ساعة يومياً، ورغبتي في تعميق العلاقة بين الانتماء، والثبات على العمل فرض علي التنوع في أنماط العمل والاستفادة من مقدرات وخيرات الأرض، لتحقيق قيم متنوعة في البناء والانتماء».

المغترب حمود منذر

وعن المبادرات الإنسانية والاجتماعية الهادفة لتقديم المساعدات، أوضح المغترب "رائد المقت" بالقول: «مع بداية عام 2008 تكوّنت فكرة المبادرات مع مجموعة من الصحب والأصدقاء بهدف عكس قيمة العمل التطوعي لخدمة المجتمع في الاغتراب وداخل الوطن، ولهذا تمّ دعم المبادرات وتنوعها والتي زادت على أربع مبادرات منها: علبة الدواء التي قام بها أصحاب الاختصاص من أبناء القرية أي الأطباء، وكذلك فئات متنوعة لمبادرة قلم الرصاص، والعمليات الجراحية، والصندوق الخيري وغيرهم، وجميع تلك المبادرات كانت تدعم بفضل وعزيمة وإرادة وتصميم الشباب المغتربين في "الإمارات" رغبةً منهم بتوفير المساعدات للمحتاجين والعمل على تثبيتهم بالأرض، وتغذية روح التكافل الاجتماعي وجعلها ثقافةً متكاملةً، فقد عمل الإخوةُ المغتربون على مبادرة الخبز للجميع، وكان لهم الدور الكبير في تفعيل العمل يقيناً بوحدة الهدف المشترك لدى العديد منهم».

المغترب "حمود منذر" أشار إلى المبادرات بالقول: «مُذ عرفت المغترب "رائد المقت" وأنا أشعر بذاك الرجل الفعال المحبّ للحياة العملية، بحيث تكوّنت شخصيته عبر إنجاز أعمال إنسانية، وهو المبادر بدعم المبادرات مع مجموعة أصحاب يحملون الهدف نفسه ويعملون على تقديم ما يساهم بتفعيل العلاقة بين المغتربين وأبناء الوطن، مع الحرص الشديد على محاولة تأمين مستلزمات الحياة اليومية لكل محتاج من أبناء الجالية، كما يعدُّ الأنموذج المثالي لتعلقه بأهله وأبناء قريته "امتان" الأمر الذي زادنا احتراماً له، ليس فقط لحرصه ونجاحه فحسب بل لعلاقته المميزة مع أفراد المجتمع رغم تنوعه وتعدده والتمسك بثوابت قيمية راسخة في شخصيته، وهي نابعة من بيئته وتربيته الاجتماعية والأخلاقية، هو بحق من الناجحين بالعمل والمساهمين في التنمية والاستثمار والمبادرين الخيريين الاجتماعيين في الاغتراب وعلى أرض الوطن».

المغترب رائد المقت مع أسرته
المغترب رائد المقت