عشقتْ الأعمالَ اليدويّة، وتفاعلت مع أيّ فكرةٍ تعبّرُ عن طموحها، ووجدت "هبة رضوان" في شرائطِ الورق الرفيعة فرصةً لتشكيل لوحةٍ تبعتها لوحاتٌ صُممت بفنٍّ وذوق.

الفتاةُ التي تتابعُ عملَها الوظيفي بحثت عن رؤيةٍ جديدةٍ في محاولةٍ لكسر الروتين، كما تحدثت لمدوّنةِ وطن بتاريخ eSyria" 14" أيلول 2019 وقالت: «أميل في تفاصيل كثيرة للون وللأعمال اليدوية التي أقتنع أنّها طاقة إنسانية لإنتاج الجمال، لكن في حالة العمل اليوم اليومي والارتباط الدائم بالعمل الوظيفي ومواعيده الثابتة ندخل حالة من الانتظام، ونجد في تأخر الدقائق الخمس اختلافاً عن الروتين، لذا عندما أخذتني الصدفة لتجربة جديدة حاولت السير معها للخروج من التكرار، ومن تراتبية منتظمة لليوم بعمل حقق لي راحةً وفرصةً أكبر للتعبير.

عمل جميل وممتع توصلت له "هبة" بجهد ذاتي ومتابعة وسهر لإتقان الطريقة الصحيحة لوضع قصاصات منتظمة على لوحات ملونة تحمل فكرة وموضوع جمالي ومتميز. ومن خلال معرفتي بها، وتعاملي معها دائماً كنت أحسّ بشيء من روحها وطاقتها الإيجابية وابتسامتها يتجسد بطريقة ثانية من خلال زيارتي معرضها، وشاهدت اللوحات التي عكست شيئاً جميلاً من داخلها، وصفته بجمال ودقة من خلال هذه اللوحات التي تتميز بروعة التصميم والقدرة على التلاقي مع عين المشاهد دون حواجز. حبها للعمل وإتقانه يظهر بشكل جلي، لأن لف الورق فن جديد يحتاج للذوق والصبر، ولا أتفاجأ بما أنتجت وما يحمل في طياته من رقي الفكرة، وللأمانة هي لم تبخل بالمعلومة، وأنا من الأشخاص الذين علمتهم الطريقة، وأشرفت على عملي بإخلاص

لن أدعي أنّني أوّل من أتقن هذه الطريقة، لأنّها تقنية منتشرة في بعض الدول الآسيوية المقتبسة من فنٍّ صيني المنبت، هدفها التعامل مع الورق واللون بطرق ساحرة.

هبة رضوان من أحد المعارض

المرحلة الأولى كانت التعرف لطريقة تطبيق تشكيل جميل بشرائط الورق الملون، وكان لديّ فضول التجربة، وبالفعل حاولت التعامل، لأقصّ الشرائط وأنتقي ألواناً محددة، وأطبق رسومات أولية خلقت حالةً من المتعة دفعتني لتجربةٍ جديدة كانت أكثر دقة، وحملت الجمال والروعة من وجهة نظري».

التعامل مع الكرتون والدقة في طبع رؤيتها بطريقة فنية خطوتها الثانية؛ كما أضافت بالقول: «عندما تعاملت مع الشرائط بحثت في تفاصيل كثيرة، قطر الشرائط، طولها، طريقة اللف والتشكيل، وأفكار سعيت من خلالها لامتلاك مسارات التقنية، وفي النهاية اخترت الأقرب لروحي رغم صعوبة التجربة، لكنها كانت غنية ومنتجة لأفكار جديدة.

من أعمالها

ما سعيت له كان البحث عن مشروع يختلف عن أغلبية المشاريع الموجودة التي تعتمد على الألوان والرسم، وقد رغبت بابتكار شيء جديد وغير موجود، وأعتقد أنّ مشروعي هو الأوّل في "سورية" لأنّي تواصلت مع أغلب المحافظات، ولم أجد مشروعاً مشابهاً، وقد حاولت تطوير الفكرة من ورق عادي ملوّن لأشتغل بكرتون "الكانسون"، لأنّه مقاوم أكثر حيث يتمّ العمل على الكرتون وقصه بشكل شرائح طولية لا تتجاوز مليمترين، وطريقة اللف الدائري لتنفذ أيّ رسمة بواسطة هذه القصاصات وأيّ شكل مهما اختلفت تفاصيله».

وتضيف: «هذا العمل لا يخلو من الصعوبة، فجميع الأدوات المستخدمة يدوية، أيّ أنّنا بواسطة المسطرة والمقص نشكل بالقصاصات الورقية لوحاتٍ فنية، مع العلم أنّ قصَّ الكرتون يستهلك الوقت الكثير، وقد تستهلك اللوحة قرابة الشهر لتنجز بشكل مناسب وجميل.

جمانة العباس

اليوم أنتج عدداً جيداً من الأعمال التي لاقت الاستحسان، وأخذت تُطلب مني على نطاق واسع، شاركت بعدة معارض وكانت فرصة جيدة للتعريف بالعمل، وهذا بالنسبة لي بداية المشوار الذي أتمنى تطويره، فورشتي بقيت في المنزل، وهذا العمل يحتاج سعةً ومكاناً مناسباً يتسع لعدد كبير من الراغبات بالتعلم، كوني دربت رفيقات وفتيات على العمل، ولدي رغبة بتطويره إلى ورشة أكبر تحقق طموحي بتطبيق تصاميم رسمتها على الورق، وأعد لتطبيقها بشكل متطور ومختلف عن التجارب السابقة.

وتبقى ساعات العمل مع قصاصاتي التي أشتغل فيها بصفاء وهدوء كامل من أجمل الساعات الي أعيشها بعشق وتفاعل كامل مع اللون والكرتون، الذي أجده طيعاً ومرافقاً لفكرتي، وما رغبت التعبير عنه من مشاعر جسدتها بعدة أعمال، وتمكنت من خلالها إيصال رسائل مختلفة للحياة للصفاء والانطلاق إلى العمل بفكر متجدد كل يوم».

"جمانة العباس" رئيسة لجنة المرأة العاملة في "السويداء" قالت عن أعمال "هبة": «تابعت أعمالها من خلال إحدى الزيارات لمكان عملها، وقد حاولت سؤالها عن طريقة العمل، وكيف أتقنت هذه المهارة، فالأعمال مميزة وتجذب الانتباه، ويظهر فيها جهد كبير في التنسيق وتنظيم الألوان، إضافة إلى أنه من الفنون النادرة في منطقتنا وكانت أولى المرشحات للمشاركة بجناح عاملات "السويداء" في المهرجان السياحي العمالي الأول في "رأس البسيط" هذا العام، وقد شغلت أعمالها جزءاً من الجناح أقبل عليه الزوار ولاقت استحسانهم.

هي إحدى العاملات المنتجات، ونموذج مميز للمرأة النشيطة القادرة على إنتاج عمل فني، إضافة لضغوط العمل وواجبات الأسرة كونها أمّ ولديها مسؤوليات كبيرة، ما نحتاجه للتعريف بهذه المواهب إلى جانب المعارض توسيع فرصة البيع من خلال فعاليات خاصة بهذه الأعمال اليدوية الثمينة من حيث الفكرة والجهد، وجمالية اللون التي تزين المكان الذي تعرض فيه».

"عائدة مكارم" زميلتها بالعمل بمعهد التأهيل في مركز الإعاقة الذهنية، والتي اكتسبت من خبرتها في مجال لف الشرائط تضيف: «عمل جميل وممتع توصلت له "هبة" بجهد ذاتي ومتابعة وسهر لإتقان الطريقة الصحيحة لوضع قصاصات منتظمة على لوحات ملونة تحمل فكرة وموضوع جمالي ومتميز.

ومن خلال معرفتي بها، وتعاملي معها دائماً كنت أحسّ بشيء من روحها وطاقتها الإيجابية وابتسامتها يتجسد بطريقة ثانية من خلال زيارتي معرضها، وشاهدت اللوحات التي عكست شيئاً جميلاً من داخلها، وصفته بجمال ودقة من خلال هذه اللوحات التي تتميز بروعة التصميم والقدرة على التلاقي مع عين المشاهد دون حواجز.

حبها للعمل وإتقانه يظهر بشكل جلي، لأن لف الورق فن جديد يحتاج للذوق والصبر، ولا أتفاجأ بما أنتجت وما يحمل في طياته من رقي الفكرة، وللأمانة هي لم تبخل بالمعلومة، وأنا من الأشخاص الذين علمتهم الطريقة، وأشرفت على عملي بإخلاص».

"هبة كمال رضوان" من مواليد "السويداء" عام 1983، خريجة معهد إعداد المدرسين قسم التربية الفنية عام 2004، شاركت بعدد كبير من المعارض المتخصصة بالعمل اليدوي داخل المحافظة وخارجها.