شكلت الفنانةُ التشكيلية "لينا حمزة" حضوراً فنياً في الاغتراب وأضافت لرصيدها الإبداعي مخزوناً جديداً يحمل تطوّراً وتجدداً في الفنّ وعلومه المتنوعة.

حول مسيرتها الفنية قبل وأثناء الاغتراب مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 30 أيلول 2019 تواصلت مع الفانة التشكيلية "لينا فواز حمزة" وبينت قائلة: «عشقت المكان الذي ولدت وعشت طفولتي به "السويداء" منذ ولادتي عام 1981، تأثرت بأخداش البازلت وكوّنت صورة منه لبناء قاعدة فنية أخطو بها نحو تحديد رؤية إبداعية، آثرت الرسم الذي كان هوايتي المفضلة وأثناء دراستي للثانوية في "السويداء" تطور مفهوم الفن من الرسم بأشكال تقليدية إلى الاستشراق، وبدأت تجاربي على الزجاج وعلى الخشب ولوحات السيراميك والنحت، إضافة للبورتريه، وكانت رغبتي الجامحة دراسة الفنون الجميلة وتحقق ذلك وتخرجت منها عام 2006 باختصاص اتصالات بصرية، لعلّ اهتمامي بعالم الفن ودخولي إلى المساحة الأوسع فيه جاء نتيجة شغفي في تطوير عملي الفني، وكانت ممارستي للنحت بأنواع مختلفة من التماثيل كالبورتريه وأهمها تجسد في عمل رخامي لـ"فيليب العربي" ولشخصيات تاريخية تمثل نماذج لحركات إنسانية ايحائية، وبعد أن بلغت سن الزواج كان لاختياري شريك العمر العامل المهم في نماء ثقافتي الفنية في الاغتراب وسافرنا معاً إلى دولة "الإمارات العربية المتحدة"، وهناك بدأ مشوار مختلف وعمل إبداعي أكثر مسؤولية تمثيلاً لهويتي السورية وارتباطاً بعلاقة الحنو بين المكان الجبلي الأصيل وبين الواقع الفني الجديد في واقع مختلف ومتنوع ومتجدد لا بل فرض علينا روح التنافس كي أثبت أنّ السوريين هم الأجدر فنياً والأرقى إبداعياً».

منذ كانت الفنانة "لينا حمزة" طالبة لدي في كلية الفنون الجميلة وأنا أشعر أنّ لديها طاقة فنية هائلة، بحيث كانت تنتظر لساعات أحياناً كي تسأل عن شيء غامض عنها، وأما لوحاتها الفنية واستخدامها للريشة بألوان دافئة معبرة فتحمل دلالات ومنعكسات فنية واقعية هامة في مسيرتها الفنية، وهي فنانة مرهفة الحس والتأمل تبتعد عن الكلام وسريعة الإبداع والتقاط اللحظة الإبداعية في التصوير والتعبير، لم تكن لتحمل الإزميل لولا أنها شعرت بفراغ إبداعي وبثورة داخلها فاستطاعت التعبير في التماثيل وعملت بالإزميل، وكذلك بالريشة بثقة واقتدار، حتى اشتهرت بتعدد وتنوع الفنون فهي بلا شك فنانة مرهفة الحس والإبداع وحين سافرت إلى بلاد الاغتراب جسدت التعدد الخيالي الفني لديها بين الريشة والإزميل لتكون خير سفيرة سوريّة للإبداع الفني في الدول التي تقيم بها

وتابعت الفنانة "لينا" بالقول: «في "الإمارات" بدأت ممارستي الفنية تأخذ منحىً جديداً، من تجسيد لأسلوب النحت بطريقة فنية مبتكرة تعكس روح الوطن فيها، فكانت لمحاكاة البورتريه الأثر الأكبر بتجسيد الملامح بأسلوب تعبيري واقعي، وكانت ألواني الدافئة عكساً لإحساس ولحنين لوطني الغالي فقيمة العمل الفني بما يحاكي البصر والإحساس للرائي، ومن خلال مسيرتي الفنية في مدارس "الإمارات" واختياري منسقة للموهوبين كثّفت جهودي حول غرس المفاهيم الفنية الهادفة للجيل الناشئ وعكس هوية وتراث الوطن، فقدمت في معارض فنية كبيرة، وكذلك قدمت رسوماً متحركة لقناة "سبيستون" وأيضاً لوحات بألوان مختلفة ضمن المدارس الواقعية التعبيرية، وبورتريه، ورسوم الفيسفساء وتصويراً لإعلانات وتصاميم لوغو للعديد من المؤسسات والشركات، والأهم كنت أعمل في الاغتراب للتعبير عن الحالات الإنسانية، بأسلوب واقعي تعبيري تجسد في البورتريه رسماً، وتعبيراً به على الخشب الذي يعدّ الأحبّ إلى قلبي، ذلك لأنّ الشكل وتشريح المجسم في كتل ذات أبعاد متعددة جعلت من آفاق أفكاري تتفتح وخاصة في الاغتراب لأنّه جسّد تعدد الخيال الفني لدي بين الريشة والإزميل، أي بين الألوان واللوحات وبين الأشكال والتماثيل ونقل معالم الانتماء، وربما ساعدني ذلك على خلق تصورات خيالية إبداعية في ديكورات المسارح وتصميمها بطريقة تحمل الفن والنصوص الفكرية والأدبية، ووصلت أعمالي إلى دول أجنبية مثل "فنلندا وإيطاليا"، عدا التي كلفت بها أثناء تدريسي في مدارس بحيث ضمنتها مبادرات لمساعدة أبناء الجالية السورية لنقل معالم الفن السوري وإبداعه من خلال استحضار الشخصيات التاريخية التي ذكرت ورسمتها لهم، ولم يكن وطني بعيداً عن أعمالي فقد شاركت بإعلانات في "سورية" ونلت الجائزة الثانية في مسابقة البيئة، وقدمت مشروعاً فنياً حول المخدرات وغيرها من الأعمال وقد تبنت تلك الأعمال وزارة السياحة السورية، لأنّ الفن وما يتضمنه يعكس الراحة ويبعث الأمل والأمان ويطوّر الذات الإنسانية».

الفنان فؤاد نعيم

الفنان التشكيلي "فؤاد نعيم" الأكاديمي الجامعي أوضح بالقول: «منذ كانت الفنانة "لينا حمزة" طالبة لدي في كلية الفنون الجميلة وأنا أشعر أنّ لديها طاقة فنية هائلة، بحيث كانت تنتظر لساعات أحياناً كي تسأل عن شيء غامض عنها، وأما لوحاتها الفنية واستخدامها للريشة بألوان دافئة معبرة فتحمل دلالات ومنعكسات فنية واقعية هامة في مسيرتها الفنية، وهي فنانة مرهفة الحس والتأمل تبتعد عن الكلام وسريعة الإبداع والتقاط اللحظة الإبداعية في التصوير والتعبير، لم تكن لتحمل الإزميل لولا أنها شعرت بفراغ إبداعي وبثورة داخلها فاستطاعت التعبير في التماثيل وعملت بالإزميل، وكذلك بالريشة بثقة واقتدار، حتى اشتهرت بتعدد وتنوع الفنون فهي بلا شك فنانة مرهفة الحس والإبداع وحين سافرت إلى بلاد الاغتراب جسدت التعدد الخيالي الفني لديها بين الريشة والإزميل لتكون خير سفيرة سوريّة للإبداع الفني في الدول التي تقيم بها».

من أعمالها في الرسم والنحت
الفنانة لينا حمزة مع أسرتها