دخلت العملَ اليدويّ لكي تملأ فراغ يومها، وأبدعت في معظم الأعمال اليدوية، والصناعات الغذائية لتصنع عالمَها الخاص المبني على حبّ الطبيعة، والاستفادة من طاقتها الإيجابية الخلّاقة، وتهدي من إنتاجها ما يرضي العين والروح.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 24 تشرين الأول 2019 مع ربة المنزل "ابتسام عواد" لتتحدث عن بداياتها مع العمل اليدوي، فقالت: «دخلت هذا المجال منذ ثماني سنوات عندما كان زوجي يقيم دورةً لصناعة الشامبو وسائل الجلي تابعةً لهيئة "تنمية المرأة الريفية"، وكان هناك في الوقت نفسه دورة خيزران وإكسسوارات، حيث التحقت بهذه الدورات مدة أسبوع، واكتسبت مبادئَ العمل بشكل نظري وعملي بسيط، وبدأت بصنع الخيزران والإكسسوارت من مبدأ ملء الفراغ والتسلية.

عملنا له زبائن محددون، ويخضع لاعتبارات كثيرة، وكان هدفي إثبات الذات وكسب ثقة هذه الفئة، وليس الكسب المادي الذي يأتي بالمرتبة الثانية، افتتحت محلي الذي يتوضّع في مكان قديم نسبياً في مدينة "شهبا"، وعرضت فيه أشغالي اليدوية من الخيزران والصناعات اليدوية، بالإضافة للشامبو والصابون بالأعشاب الطبيعية؛ ومن دون مواد كيميائية، وأعمل على هذا الأساس على أمل أن تعرف الناس وتقدر قيمة الأعمال اليدوية

أحببت أن أصنعَ شيئاً يخصني، حتى أتقنت صناعة سلل الخيزران، وأيّ مناسبة خاصة تجري في محيطي كنت أهدي من ما أنتجه، مثل عربة المولود الجديد المصنوعة بجمالية خاصة تناسب حجمه وفيها أناقة ترضي الأم.

من أعمالها

وانتقلت إلى صناعة عدة المتة والصواني، وأشكال أخرى على نطاق ضيق دون أن تكون لي نية عرض ما أنتجه، فقد كانت تسليةً منتجةً وحبّاً لعمل جديد بعيداً عن إضاعة الوقت».

وتتابع عن دخولها سوق العمل بشكل فعلي: «عندما تقررت إقامة الملتقى الفني في مدينة "شهبا"، دعتني الفنانة "ميسون أبو كرم" للمشاركة فيه، أحببت الفكرة كثيراً، خاصة أنها تعرفني على أناس جدد، وأشاهد ما يصنعونه، وأستمتع بوقتي، وفعلاً شاركت، وكانت تجربة جميلة جداً وممتعة فتحت لي آفاقاً أرحب، حيث شاركت بعدها بمعرض في صالة "كل الفنون"، ومعرض "الجولان في عيوننا"، وهي ملتقيات مهمة لتعريف الناس بما نتقنه ونصنعه، وما نقدمه من الطبيعة الأم التي تمنحنا الكثير دون أن ندري».

سرير مولود من الخيزران

طوّرت "عواد" عملها من خلال اتباع دورات وحضور ملتقيات عدة، وكانت حاضرة في تصاميمها المتعددة التي قالت عنها أنّها يمكن أن ترضي بعض الناس، ويمكن ألا تعجبهم، وافتتحت محلها الخاص بمنتجاتها، وقالت: «عملنا له زبائن محددون، ويخضع لاعتبارات كثيرة، وكان هدفي إثبات الذات وكسب ثقة هذه الفئة، وليس الكسب المادي الذي يأتي بالمرتبة الثانية، افتتحت محلي الذي يتوضّع في مكان قديم نسبياً في مدينة "شهبا"، وعرضت فيه أشغالي اليدوية من الخيزران والصناعات اليدوية، بالإضافة للشامبو والصابون بالأعشاب الطبيعية؛ ومن دون مواد كيميائية، وأعمل على هذا الأساس على أمل أن تعرف الناس وتقدر قيمة الأعمال اليدوية».

وللعلاقة مع الطبيعة قصة طويلة، تقول عنها "عواد": «يحب زوجي البحث والتجريب في الأعشاب، وأمضى زمناً طويلاً في هذا الأمر، وهو نابع من حبه للطبيعة، ولذلك فإن علاقته مع الطبيعة انعكست على البيت، فكل شيء في منزلنا طبيعي، وهو مبني بكثير من المحبة والبساطة، ومملوء بالورد والأعشاب، ويعطي راحة لكل من يشاهده، هذا الحب انعكس علي منذ البداية، فنحن من أصدقاء الطبيعة والبيئة، بيتنا وأكلنا ومشروبنا وحياتنا طبيعية على الغالب، فالمؤونة كلها تصنع في المنزل، والخبز أصنعه حتى الآن من القمح الأسمر الصافي المنتج محلياً، وما نقدمه لكل ضيف من صنعنا، حتى البوظة الطبيعية في الصيف موجودة دائماً، بالإضافة للفاكهة المجففة التي ننتجها».

جانب من منزلها

الفنانة ومدربة الأعمال اليدوية "ميسون أبو كرم" قالت: «من خلال علاقتي بها، فإنها تذكرني بجداتنا القدامى، وأمهاتنا الماهرات اللواتي يصنعن من المحيط المتوافر أطيب الأطعمة، ومؤونة المنزل المتكاملة بكلّ أشكالها، وأيّ زائر لبيتها الجميل والمريح للنفس يكتشف أن أصحابه فنانون بالفطرة، فكل زاوية فيه تشكّل لوحة من الجمال والإبداع.

حكايتهم الأجمل مع صناعة القش، وعلى الرغم من أنها صناعة معروفة و متداولة، إلا أنها تسعى لإتقانها وتقديمها بأشكال مختلفة وبهية، ومن المهم القول أنّ "ابتسام عواد" قادرة على صناعة الطعام التقليدي، والحلويات، والمجففات بإبداع كبير».

يذكر أنّ "ابتسام عواد" من مواليد "شهبا" العام 1971.