آلافُ العمليات الجراحية أجراها الدكتور "خليل سمارة" خلال مسيرة حياته الطبية التي تجاوزت الثلاثة عقود، واتسمت بتعامله مع المشرط بهدوء المحب لعمله والعاشق لابتسامة مرضاه بعد الشفاء.

حول مسيرته الاجتماعية والعلمية، مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 27 تشرين الثاني 2019 التقت الدكتور "خليل سمارة" الذي أوضح قائلاً: «في السنة الأولى بعد الخمسين من القرن الماضي كانت ولادتي ضمن أسرة فلاحية محبة للعمل والعلم، وبعد أن أتيحت لي دراسة المراحل الدراسية وصولاً للشهادة الثانوية، أحببت خلالها الرياضيات لعلاقتها بالرقم وأبعاده وإدراك معناه الوجودي، وكيفية الوصول إلى قيمته إن كان عبر التحليل أو الهندسة، طبعاً إضافة للفيزياء التي كنت أرغب دراستها كثيراً، ولكن آثر الأهل والأصدقاء لتفوقي بالرياضيات والفيزياء دراسة الطب لأسباب تتعلق بقريتنا النائية البعيدة عن الرعاية الصحية، والتي تخلو من طبيب أو ممرض في ذاك الوقت، وتحتاج لواحد من أبنائها لرعاية مرضاها والاهتمام بهم صحياً. ومع بداية سبعينيات القرن الماضي دخلت جامعة "دمشق" كلية الطب بعد أن تقدمت لمنحة، وبالفعل تجاوزت السنة الأولى من الجامعة، وصدر قرار المنحة إلى "صوفيا" في "بلغاريا" لدراسة الطب، ولأنني عشقت الجراحة منذ السنة الثالثة فقد اقتحمت غرف العمليات ورأيت تفاعل الجراح داخل العملية وخارجها، وشعرت بنشوة الانتصار على الذات والمرض، وكيف استطاع العلم أن يجعل الجراح أداةً لتخفيف الآلام ومعالجة الأمراض، وما أن وصلت إلى مرحلة الاختصاص حتى تملكتني الجراحة ودخلتها عنوة عن نفسي وبعلامات أستحق دراستها».

يعدّ الدكتور "خليل سمارة" واحداً من الأطباء المميزين علمياً في مجال الجراحة، وله مساهمات إنسانية عديدة إن كان في تقديم العلاج والمعاينة لمرضى القرى الريفية التي درس الطب لمساعداتهم أو لما ساهم به في المراكز الطبية كمركز الحكمة الذي يعمل به يومياً مجاناً لمعاينة المرضى، وكذلك قام بإجراء آلاف العمليات الجراحية مجاناً دون معاينة، مع إشرافه على أطباء درسوا اختصاص الجراحة، وأخذ بيدهم وزوّدهم بخبرته العلمية والعملية، وهو اليوم يعمل على تقديم المساعدات الطبية والعلاجية مع الأدوية، حيث بات يعرف بمهارته الجراحية بشكل صامت، ذلك لأنّه درس الجراحة على حد قوله حبّاً للسكون والهدوء والدقة والفرح بالإنجاز، والشفاء لمن استطاع، وكتب له الشفاء

وتابع الدكتور "خليل سمارة" بالقول: «بعد دراسة الاختصاص بتفوق علمي على أيدي كبار جراحين العالم وتعلمي منهم الكثير، ومع بداية الثمانينات عدت الى وطني، لتقديم مبادرات لهم بالمساعدة فكان المشفى الوطني بـ "السويداء" المكان المناسب لي وبالفعل عملت مع باقة أطباء أكثر من ثلاثين ألف عملية جراحية مجاناً، وعشرين ألف عملية أتقاضى ما أتيح لي من المشافي الخاصة، ومنذ عقد من الزمن وأنا أعمل في مركز الحكمة الطبي بـ "السويداء" لساعتين يومياً مجاناً رغبة بتحقيق رسالة الأهل لي قبل حوالي خمسة عقود وتحقيقاً لرسالتي كطبيب يحب الحياة للناس ومساعدة الفقراء والمحتاجين، كما ساهمت بمبادرة رائدة في "السويداء" مع عدد من الأطباء حين بدأ انتشار مرض السرطان بتأسيس جمعية "أصدقاء مرضى السرطان" التي تعمل الآن على بناء مشفى "الشفاء الخيري" لتقديم كلّ الخدمات الطبية بأنواعها المتنوّعة وبمبادرة أهلية وإنسانية وضمن معايير علمية متطورة تحمل العلاقة التكافلية الاجتماعية لأبناء الوطن الواحد داخلياً وخارجياً، وذلك تحقيقاً لرغبتي التي جسدت بها أنّ الجراحة عمل صامت وساكن بالقلب فيه متعة النجاح وفرح الشفاء».

الدكتور سعد الصفدي

الدكتور الجراح "سعد الصفدي" أوضح بالقول: «يعدّ الدكتور "خليل سمارة" واحداً من الأطباء المميزين علمياً في مجال الجراحة، وله مساهمات إنسانية عديدة إن كان في تقديم العلاج والمعاينة لمرضى القرى الريفية التي درس الطب لمساعداتهم أو لما ساهم به في المراكز الطبية كمركز الحكمة الذي يعمل به يومياً مجاناً لمعاينة المرضى، وكذلك قام بإجراء آلاف العمليات الجراحية مجاناً دون معاينة، مع إشرافه على أطباء درسوا اختصاص الجراحة، وأخذ بيدهم وزوّدهم بخبرته العلمية والعملية، وهو اليوم يعمل على تقديم المساعدات الطبية والعلاجية مع الأدوية، حيث بات يعرف بمهارته الجراحية بشكل صامت، ذلك لأنّه درس الجراحة على حد قوله حبّاً للسكون والهدوء والدقة والفرح بالإنجاز، والشفاء لمن استطاع، وكتب له الشفاء».

يذكر أنّ الدكتور "خليل سمارة" من مواليد مدينة "إزرع"، ويقيم في "السويداء" منذ أربعين عاماً.

الدكتور خليل في العيادة