تصاميم رسمها "ليث حاطوم" طفلاً من خياله للإكسسوارات والفساتين، بموهبة رافقته إلى عمر الشباب ليجسّد تصاميمه قطعاً فنية زيّنت العرائس بأثواب وتيجان وعقود ورد.

الشاب الذي اختار دراسة العلوم السياحية امتاز بمخيلة واسعة وتمسك بالفن ليبقى وسيلته الأجمل للتعبير كما بيّن في حديثه من خلال مدوّنةِ وطن "eSyria" بتاريخ 6 شباط 2020 وقال: «بدأت التعرف على الشك والتطريز منذ المرحلة الابتدائية تقريباً، لأنّ مهارة الشك رافقت موهبة الرسم وتصميم الأزياء لدي، عندما أخذت أصمم وأرسم على دفتري الخاص بطريقة تعلمتها بشكل فردي. أرسم الشكل الذي أرغب بشكه من الخرز أو أي نوع من الأحجار التي سحرني لونها، وتابعت لأكتشف محبتي لهذا الفن والعمل اليدوي الذي فيه الكثير من الإبداع والرقة وعملت على تطوير المهارة مستفيداً من نصائح معلمات الفنون عبر مراحل الدراسة.

"ليث" شخص طموح يستحق الدعم ساعدني في شك قطع مميزة، تشاركنا أفكاراً جميلة تضيف إشراقاً وبريقاً. تابعته مع أول طوق صممه لموديل، وكانت فكرة جديدة اعتمد فيها على أحجار كبيرة ونوعية مميزة من القطع التي صممها بشكل مختلف وأنيق. مخلص وأمين على أفكار من يعمل معهم لا يتأخر عن تطبيق أفكاره التي ينقلها من الورق إلى أشكال فريدة تجذب الانتباه، أتوقع أن ما قدمه رغم جمال التكوين والتصميم مرحلة أولى وأنتظر منه الكثير، فهذا المجال حيوي جداً ويتطور بشكل متسارع وكل مجدٍّ مثل "ليث" له نصيب من النجاح ووضع قاعدة لمستقبله خاصة أنه بدأ بوقت مبكر اختبار هذا العمل ولديه فرص كثيرة لتحقيق الأفضل

تابعت بعدها التجارب لأحاول تجسيد ما أرغب، أعيد التجربة أكثر من مرة وأضيف تفاصيل وأحذف أخرى، لأنجز ما تخيلته للوصول إلى مرحلة التطبيق، هذه كانت خطوات لا بدّ منها أكسبتني الكثير من الخبرة حتى دخلت في مجال العمل محاولاً تطبيق التجربة لمصممين شباب لديهم رؤى تتقارب مع رؤيتي، وتنسجم مع فكرتي عن اللون وأهمية الشكل وبريق القطع في تزيين الفستان أو التاج، وإضافة نوع من التميز للقماش وتصميم الفستان، ليكون التطريز أو الشك وسيلة لإضفاء الجمال، وقد كانت لي فرصة العمل مع مصمم الأزياء "أيهم البني" منذ فترة واستمرت التجربة التي شعرت بتميزها وأعطتني الكثير من الأفكار التي جعلتني أتواصل أكثر مع مهتمين بهذا النمط من الفن».

ليث حاطوم

تصميم وتطبيق التيجان والإكسسوارات عمله الحالي الذي يترافق مع الدراسة وعنه قال: «أفردت وقتاً طويلاً للتدريب بالمنزل قبل الخروج لسوق العمل وبعده، وأتابع دراستي والعمل مع العلم أن الأهل يقدمون الدعم المادي والمعنوي لكن رغبتي بخوض التجربة وتقديم تصاميم وتلقي الآراء حولها حفزني لعمل أكبر في مجال التيجان وعروق الورد لأعود لتصاميم وأفكار تدربت عليها وطبقتها بشكل أولي، لكن في مرحلة العمل طبقتها بشكل كامل ونهائي، وأتعلق أكثر بهذا العمل الذي أضيفه إلى تخصص العلوم السياحية وأنا في السنة الثانية وأشعر أنّ العملين يتلاقيان على فكرة البحث عن الجمال والأناقة.

اليوم وبعد خوض التجربة أتوقع أنّ لدي مقومات الاستمرار فمحبتي لعملي تجعل الصعاب هينة وتفتح أمامي آفاقاً لتطوير نفسي من خلال الرسم بأساليب وتقنيات متطورة، والاطلاع على ابتكارات وفنون جديدة أيضاً من خلال الإنترنت ومتابعة مختصين عبر مختلف وسائل التواصل لأكمل مرحلة ما بعد تعلم الأساسيات وأعود وأقدم نفسي بلمسة وبصمة مميزة وطريقة خاصة تمهد لي طريق المستقبل الذي أتمنى أن يكون بداية لمشروعي الخاص في مجال الشك والتطريز الذي أحرص على إتقان مهاراته بطريقته العصرية التي تنسجم مع خطوط الموضة المتغيرة يومياً بأفكارها الجديدة والمميزة، ونختار منها ما يروق للعرائس وشابات رغبن أن نشاركهن في الظهور بإطلالة مميزة في ليلة العمر أو حتى الحفلات العادية».

طوق لموديل من أعماله

وعن رأيه بمن يستغرب عمل الشاب في مجال الشك والتطريز يضيف: «كشباب نحاول دائماً الخروج من الحالة التقليدية سواء بالدراسة أو العمل أو حتى الموهبة، وبالنسبة لي طبقت ذلك لأعطي لنفسي فرصة التجربة والاختبار، دون الركون إلى التصاميم المعتادة لأدخل في تحدٍّ مع الذات وأصمم من التيجان ما يليق بالتصميم العصري لفستان العروس، ولأيّ فستان سهرة أو فستان عادي.

وقد اتجهت للعمل كشاب لأنّ الفنون بشكل عام موجودة بالحياة بين الشباب والشابات فالفن ينبع من الروح التي تعشق الطبيعة بألوانها، ولنحيا بهدوء لا بدّ من إتقان فن الألوان، فن الكلام، فن الغناء، فن الرسم، فنون نحياها بحب لنجعل من أيامنا قطعة فنية، ومن وجهة نظري لا حدود تقيد الفن، وإن كان عملي كسر للقاعدة والمعتاد فهذا هدف أتابعه بجد ولن أسمح للحالة التقليدية الموجودة أن تؤثر في ممارسة ما أحب من فنون، رغم الصعوبة التي نلمسها بالمجتمعات العربية بشكل عام».

المصمم أيهم البني

يرى المصمم "أيهم البني" في أفكاره رؤى جديدة للاستخدام التزييني للتطريز الراقي ويقول: «"ليث" شخص طموح يستحق الدعم ساعدني في شك قطع مميزة، تشاركنا أفكاراً جميلة تضيف إشراقاً وبريقاً. تابعته مع أول طوق صممه لموديل، وكانت فكرة جديدة اعتمد فيها على أحجار كبيرة ونوعية مميزة من القطع التي صممها بشكل مختلف وأنيق.

مخلص وأمين على أفكار من يعمل معهم لا يتأخر عن تطبيق أفكاره التي ينقلها من الورق إلى أشكال فريدة تجذب الانتباه، أتوقع أن ما قدمه رغم جمال التكوين والتصميم مرحلة أولى وأنتظر منه الكثير، فهذا المجال حيوي جداً ويتطور بشكل متسارع وكل مجدٍّ مثل "ليث" له نصيب من النجاح ووضع قاعدة لمستقبله خاصة أنه بدأ بوقت مبكر اختبار هذا العمل ولديه فرص كثيرة لتحقيق الأفضل».

صديقه "عمر عقل" طالب جامعي يدرس اللغة في "ألمانيا" أضاف عن "ليث": «شاب مميز لديه أفكار مختلفة عن باقي الشباب التقليديين الموجودين بمجتمعنا، عبّر عن طموح كبير وهدف مميز، من جهتي تابعت عمله، ومثابرته على إتقان العمل حرفياً وفنياً كي تتحول الموهبة إلى عمل ينجزه بثقة وإخلاص.

تعجبني طريقه تنظيمه للعمل والدراسة وهذا مثل جيد لكثير من الشباب الذين يمتلكون مواهب ولم ينتظروا حتى الحصول على شهادة لدخول سوق العمل وهو مؤهل ليحقق مشروعه الخاص بإنشاء مشغل احترافي، كونه امتلك المهارة بعمل مطلوب في هذه المرحلة لكل من يهتم بالأناقة والحصول على قطع مميزة ونادرة، ولا يقل عمله بالتطريز أهمية عن الشك كونه دقيق وهادئ ومتمكن من الرسم وانتقاء أفكار غير معقدة ومعبرة».

ما يجدر ذكره أنّ "ليث أيمن حاطوم" من مواليد "السويداء" عام 1998 طالب سنة ثانية علوم سياحية متخصص في مجال التطريز والشك.