من أسرةٍ موسيقيةٍ نهل "شادن حمزة" و"ريان حمزة" الأخوين عشق الموسيقا، تفاعلا مع اللحن وعزفا موسيقا وأغانٍ غربية وافقت ذوقهم، قدماها في المقاهي وعلى مسارح لجيل الشباب وأسسا لنمط موسيقي خاصٍ بهم في المدينة.

الشابان خاضا رحلة التعلم بشكل ذاتي في محاولةٍ لتقديم الجديد لجمهور الشباب كما جاء في حديثهما من خلال مدوّنةِ وطن "eSyria" بتاريخ 15 نيسان 2020 يقول "شادن حمزة": «لا يمكن لمن تربى في أسرة تتناغم مع اللحن والطرب إلا أن يحيا عالمها وجمالها، يحاول فكّ رموزها وهي لغة الشعوب، التجربة بالنسبة لي ولأخي كانت باكرةً حيث تعلمنا مع الأهل الكثير، والدي الشاعر "معتصم حمزة" وفي المحيط العائلي هواة وعازفون كثر، بالنسبة لنا كانت الموسيقا إحدى قواعد فهم الحياة، منها تعلمنا أن هناك ما هو أوسع مما بين أيدينا، وفي المرحلة الأولى قدمنا أعمال فرق عالمية.

كان حلمنا تقديم موسيقا راقية، لم نلتحق بمعاهد موسيقية عالية، اكتفينا بالدراسة الثانوية وتابعنا حلمنا بحيث طورنا موسيقانا ولم يكن تشكيل الفرقة هدفاً بحد ذاته، لأننا سعينا لفهم أجواء الفن كيف يمكن أن نكون عازفين وقادرين على تقديم موسيقا جميلة، وجيدة للشباب ووفق ما ينتشر عالمياً، ورغم الصعوبات قدمنا عدداً كبيراً من الحفلات

لم نبخل بالجهد للبحث والاستماع للعزف في كل الأوقات لأن الآلة الموسيقية لم تكن غريبة، كان منها الكثير في المنزل، أنا تعلمت على الغيتار و"ريان" توءمي تعلم على "غيتار البيس"، في هذه المرحلة تدربنا على مفردات النوتة ومعانيها، قرأنا قصصاً عن حياة الموسيقيين العالميين والعازفين وأهم المقطوعات، حاولنا خوض تجربتنا الذاتية، نسمع ونسمع ونجرب ونعيد التجربة ويعرف الجميع عنا أننا سعينا بمفردنا لما هو أكثر من العزف والغناء لنصل لبداية العام 2012 وكانت أولى مشاريعنا بالظهور للجمهور وعزف موسيقا "الكانتري ميوزك"».

شادن وريان حمزة على المسرح

كعازفين تابعا مشروعهما في المقاهي وإنشاء فرقتهما الخاصة يضيف: «على مدار ست سنوات تعاونا مع مجموعة من العازفين وشكلنا فرقة، وبالعمل كانت كل مرحلة أكثر غنى من التي سبقتها، لأننا حاولنا تطوير التجربة واختبار العزف للجمهور، واستمزاج الذوق العام، اخترنا اسماً لفرقتنا "MATCHBOX" وقد قدمنا حفلات في المدينة في عدة مناسبات وتطورنا لنعزف كلّ أنواع الموسيقا الغربية "الكانتري" "البلوز" و"الروك" وغيرها، وهنا استقر وضع الفرقة مع عازفين جدد شكلنا معهم فريقاً دائماً وهما "أبي الزاقوت" عازف غيتار و"أمير الباروكي" عازف درامز».

يتحدث "ريان" عن "أبي" و"أمير" كونهما أضافا لعملها طعماً جديداً للسير في طريق موسيقي للتأليف وكتابة أعمال خاصة ويقول: «تطور مشروعنا بانضمام "أمير الباروكي" خريج معهد "فريد الأطرش" بشهادتين الدرامز والبيانو وابن العازف الخبير "أيمن الباروكي"، و "أبي الزاقوت" عازف الغيتار الذي عمل مع عدة فرق محلية ولديه خبرة متميزة، وها نحن اليوم نشكل فريقاً معهما وباشرنا بتحضير أغان خاصة بنا لتكون ثمرة عملنا، ونتاج تجربتنا هو عشرُ أغانٍ خاصةٍ بنا وبنموذج الموسيقا التي نعشقها على النمط الغربي، سنقدمها لجمهور الشباب الذي تابعنا بشغف ومحبة والذي نشعر بالمسؤولية اتجاهه.

رويد الأطرش

ومن اللقاءات المحببة لنا اللقاء مع جمهور المركز الثقافي العربي في شهر آذار الماضي، والخطوة الأوسع كانت حفلات في "دمشق" بناء على طلب الجمهور، وفق نمط الغناء الذي اقترن بشريحة الشباب المتذوق للغناء الغربي والمتابع لهذه الموسيقا والمهتم بها».

الشابان فضلا ألا يتابعا دراسة تخصصية خارج الموسيقا وتطوير الفرقة يقول "ريان": «كان حلمنا تقديم موسيقا راقية، لم نلتحق بمعاهد موسيقية عالية، اكتفينا بالدراسة الثانوية وتابعنا حلمنا بحيث طورنا موسيقانا ولم يكن تشكيل الفرقة هدفاً بحد ذاته، لأننا سعينا لفهم أجواء الفن كيف يمكن أن نكون عازفين وقادرين على تقديم موسيقا جميلة، وجيدة للشباب ووفق ما ينتشر عالمياً، ورغم الصعوبات قدمنا عدداً كبيراً من الحفلات».

من حفلات الفرقة

أعمال خاصة تقدمها الفرقة من تأليف "شادن" و"ريان" وأعضاء الفرقة الذين انضموا إليهما كما أضاف: «في البداية كنا نقوم بتوزيع الأغاني الغربية نقدمها بطريقتنا الخاصة ونتلقى إعجاب واستحسان المحيط، لكن منذ سنتين أو أكثر أخذنا نؤلف مقطوعاتٍ وأغاني خاصة لفرقتنا، الفكرة كانت من الحاجة لإنتاج أعمال خاصة تعبر عن أفكارنا بكلماتنا إلى جانب اللحن والعزف، لأننا وبعد تجربة اللقاء مع الجمهور، باتت لدينا معلومات حول ما يجذب اهتمامهم وما هي الأفكار والألحان التي تؤثر فيهم، مشروعنا اليوم اكتمل بعشر أغاني تم تحضيرها، أغان منفردة عملنا على تقديمها في عدة حفلات».

"رويد الأطرش" طالب هندسة شبكات وعازف غيتار تابع "شادن وريان" في عدة حفلات قال: «بداية ممتعة لشابان عشقا الموسيقا وعملا على فهم حاجة الشباب من الموسيقا الغربية، كانا بعمر الثامنة عشرة عندما أتقنا تقديم أعمال فرق عالمية وعزفا مع أكثر من عازف، وفي أكثر من مكان لشريحة تابعتهم من الشباب، أسسا فرقة وخلال هذه السنوات قدمت حفلات كثيرة وبإصرار للنجاح والتعريف عن علاقتهم مع لغة الشعوب وشغفهم بها، وقد تمكنوا من التعبير عن لون جميل من ألوان الموسيقا الراقية لنشر هذه الثقافة الجديدة، كما أن رؤيتهم تطورت مع انضمام "أمير الباروكي" و"أبي الزاقوت" ووصلت الفرقة للشهرة والانتشار بعد تعب كبير وتكريس كل حياتهما للموسيقا.

على المسرح ظهر جمهورهم ومدى انتشار موسيقاهم وأتوقع أن مشروعهم باتت بصماته واضحة على جيلهم من الشباب المتذوق لأغانيهم وموسيقاهم».

ما يجدر ذكره أنّ "ريان" و"شادن حمزة" توءم من مواليد "الإمارات العربية المتحدة" "أبو ظبي" عام 1994، فرقتهما من الفرق التي حققت شهرة كبيرة بين شباب "السويداء" حفلاتهم مكتظة بالجمهور بشكل دائم وكان لهم حفل ناجح ومميز على مسرح وزارة الثقافة وأعدوا لمهرجان على مدرج "الفيحاء" عام 2019 تميز بالحضور والتفاعل الإيجابي.