منح أعضاءُ منظمة "بيتي أنا بيتك" جرعةً كبيرةً من الأمل للناس، من خلال حملتهم الجديدة التي استهدفت أحياء مدينة "شهبا"، مستندةً على صورةٍ فنيةٍ تسلبُ القلوب لسيدةٍ جبليةٍ تصنع الخبز العربي على تنورٍ عتيق، وكأنّ رائحة "الملوح" يصل عبقها إلى أقاصي الأرض، ليتقاسم الجميع طعم التكافل.

الحملة التي بدأ التحضير لها منذ أيام، واكبها عددٌ كبير من الناشطين بالشأن العام، والمغتربين وبعض تجار المدينة، كانت تركز على حلم الوصول إلى كل بيتٍ محتاج، كما أكد "سامر دنون" الناشط المدني لمدوّنةِ وطن "eSyria" بتاريخ 17 نيسان 2020، وقال: «مع عبق "الجلاء" المصبوغ بدم المجاهدين والشهداء الأوائل، كانت حملة "خسى الجوع" الجديدة التي تهدف إلى تعزيز التماسك المجتمعي بوصفه طوق النجاة ليس على المستويين المحلي والوطني فقط، بل على مستوى البشرية جمعاء.

اكتشفنا حجم المعاناة التي وقعت بها العائلات الجبلية، خاصة بعد انتشار وباء "كورونا"، والحجر الصحي الذي ألزم أصحاب المهن والعمال بالجلوس في بيوتهم، وحاجة هذه البيوت إلى الطعام والشراب والدواء والمعقمات. نعمل بكل جهدنا لكي نخفف وطأة الأيام الثقيلة على بعض العائلات، ونكمل الطريق بفضل الأيادي الخيرة التي لم تبخل بمد يدّ المساعدة طوال السنوات الأخيرة دون أن تسأل عن طائفة أو لون أو مكان

وسط هذا التهديد والظروف القاسية التي فرضتها الإجراءات الوقائية للحدّ من انتشار "كورونا"، ومحاولة لتشجيع المواطنين على الالتزام بالإجراءات الوقائية عبر التزامهم في بيوتهم تحت شعار "بيتك أمانك"».

صورة الحملة

وعن قصة صورة الحملة والغرض من استخدامها قال: «الصورة هدية من الفنان "أسامة السعدي" الذي التقطها لوالدته وهي تصنع الخبز من تنورها العابق بالخير، حيث جمعنا الفن الأصيل المفعم بالأمل، مع تلك السواعد الخيرة التي تعاونت معنا في الداخل والخارج، وكان رهاننا على أن من تربى على خبز أولئك الأمهات لن يسمح للجوع أن يعبر إلى بيت أحد، والتفاعل والتجاوب الذي لا يزال مستمراً مع الحملة أثبت أننا لم نخسر الرهان.

المسؤولية الآن تقع على الجميع خاصة أن عائلات كثيرة توقفت وارداتها بسبب الحجر الصحي، ما أدى لفجوة كبيرة في المعيشة، وعلى المجتمع التكافل لردمها بسرعة».

ترتيب السلة الغذائية

"ناديا هلال" العضو الفاعل في المنظمة؛ أوضحت عن كيفية تنظيم العمل بالقول: «لسنا غريبين على البيئة في المحافظة، ففريقنا الكبير يعمل منذ بداية الحرب في "سورية"، وحملتنا هذه امتداد للعديد من الحملات المشابهة التي استهدفت فئات المجتمع إن كانت توعوية أو إغاثية أو مجتمعية، المنظمة مقسمة إلى لجان منضبطة، وكل فرد يعرف عمله على أكمل وجه، حيث نعتمد في عملنا على تقييم احتياجات المجتمع باستخدام الأدوات العلمية كالاستبيانات والمقابلات التي تقوم بها لجنة الشباب في "بيتي أنا بيتك" من خلال عملية المسح الاجتماعي للمدينة وريفها، ليتم جمع تلك البيانات وتفريغها على برامج خاصة تحدد معايير الاستحقاق وأولوية المستفيدين والمستفيدات، محاولين ما أمكن مقاربة العدالة في التوزيع واستهداف الأسر الأكثر تضرراً».

"طارق الطويل" منسق لجنة الشباب ومسؤول عملية المسح الاجتماعي أضاف: «اكتشفنا حجم المعاناة التي وقعت بها العائلات الجبلية، خاصة بعد انتشار وباء "كورونا"، والحجر الصحي الذي ألزم أصحاب المهن والعمال بالجلوس في بيوتهم، وحاجة هذه البيوت إلى الطعام والشراب والدواء والمعقمات. نعمل بكل جهدنا لكي نخفف وطأة الأيام الثقيلة على بعض العائلات، ونكمل الطريق بفضل الأيادي الخيرة التي لم تبخل بمد يدّ المساعدة طوال السنوات الأخيرة دون أن تسأل عن طائفة أو لون أو مكان».

فرز المواد بأيدي المتطوعات

"هيام مراد" منسقة قسم البيانات قالت: «أمام أعداد الأسر الكبيرة المتضررة من الإجراءات، فضلاً عن موجة الغلاء الكبيرة التي رافقتها، وفي ظل عدم وجود أفق لنهاية هذه الأزمة، تركز تفكيرنا على تحضير سلة غذائية تقشفية تسد احتياجات الأسرة لأطول فترة ممكنة، تحتوي على الحبوب والبقوليات والزعتر والزيت ورب البندورة والمعكرونة والسكر والشاي والتمر، وسلة صحية تفي بأغراض التعقيم والوقاية الصحية، محاولين أيضاً استهداف أكبر عدد ممكن من الأسر المحتاجة».

"إبراهيم الخطيب" المسؤول المالي أضاف: «إن حجم الاحتياجات كبير جداً، واستمرارنا منوط باستمرار دعم الميسورين من أبناء المجتمع المحلي في الداخل أو في الخارج الذين لم يتوانوا أبداً، حيث قدّم أحد أبناء "شهبا" مليون ليرة سورية لدعم حملتنا، لذا نحن نستبشر الخير في قادمات الأيام ولا سيّما أنّ أهداف الحملة لا تقتصر على تقديم المساعدة فحسب وإنما على التوعية بأهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية، بالإضافة لرسالتها القيمة الأهم في التماسك ونشر الخير والمحبة والسلم المجتمعي».