نوعٌ جديدٌ من الدعم والمساندة حاولت مجموعة من شباب أطلقوا على أنفسهم اسم "سواعد البازلت" تقديمه للمتعطلين عن العمل من خلال إجراء استبيان عبر شبكات التواصل وتقديم المساعدات بناء عليه.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 10 أيار 2020 التقت "لبانة غزلان" وهي من مؤسسي المبادرة، عرفتنا على غاية العمل وطريقته فقالت: «كلنا نعلم أن جائحة "كورونا" كانت حدثاً استثنائياً وطارئاً فرض حضوره على العالم، ولها أثارٌ خطيرةٌ على الواقع الاجتماعي والاقتصادي للمجتمعات، ومع بداية الحجر ظهرت الحاجة الماسة لمساعدة شرائح توقفت رواتبهم مثل عمال اليومية ومنهم عمال المطاعم وعاملات الروضات وعمال القطاع الخاص ممن اعتذر أرباب العمل عن تسليم رواتبهم، أو المنشآت المتوقف دخلها على الاشتراكات مثل رياض الأطفال ولم تستطع تسديد أجور عمالها، وهنا ظهرت مشكلة اقتصادية كبيرة عندما عجز العمال عن الإيفاء باحتياجات أسرهم.

الجديد في فكرة المجموعة هو التشبيك مع عدد من الجمعيات والأشخاص بالقرى، وكذلك التحرك في مرحلة طارئة، وبشكل سريع، أتصور أن فترة العمل كانت منتجة بشكل جيد ووفق الإمكانيات التي استطاع الفريق الحصول عليها من داعمين لضمان إيصال مساعدات إسعافية إذا صح التعبير لعدد جيد ممن اقتضت ظروفهم المساعدة

الفكرة انطلقت منا كشباب وصل عددنا إلى عشرين متطوعاً التقينا عبر شبكات التواصل، ووضعنا خطة مشروع يبدأ أولاً من إجراء استبيان عبر الإنترنت تم نشره على نطاق واسع، ليقوم كل متعطل عن العمل وبحاجة للمساعدة بتعبئة الإستمارة إلكترونياً، والإجابة عن الأسئلة المطروحة فيها كمرحلة أولى كان الهدف منها إجراء إحصاء دقيق لشريحة لا تتوافر لدينا إحصاءات وافية عنها، ولا حتى الشؤون الاجتماعية كان لديها إحصاءات عنها قبل هذه المرحلة».

عملية تفريغ الاستبيانات الالكترونية

عن آلية العمل تضيف: «بدأت تردنا الاستبيانات، وكفريق قمنا بتفريغ المعلومات، ولنكون على معرفة دقيقة باشرنا بشراء الخبز والتوجه إلى العناوين التي وردت لكل من عبأ الاستبيان ووزعناه عليهم قبل توزيع المعونة الأساسية، وكانت هذه الزيارات للاطلاع على الحالات على أرض الواقع وتعبئة استبيان ورقي من قبل الشخص نفسه والتأكد من المعلومات، في هذه المرحلة كنا ندرس حوالي 100 استمارة لنصل لعدد المحتاجين للمساعدة ونجمع معلومات دقيقة عن عمال العمل الحر ومن هم غير قادرين على إعالة الأسر، والتنسيق بيننا وبين الجمعيات لنتمكن من تغطية احتياجاتهم.

تواصلنا مع جمعيات بالقرى للتأكد من المعلومات التي تردنا لأن الناس هناك يعرفون بعضهم ويعرفون فرص الدعم وعدد أفراد الأسر وعدد الأطفال، وبناء على ذلك، أخذنا نعد لسلل غذائية واحتياجات الأطفال وكانت النتيجة أننا تمكنا من توزيع 200 سلة غذائية وتواصلنا مع عدد كبير من الأسر التي لديها أطفال وبحاجة حليب وحفاضات وأغذية، إلى جانب تشكيل قاعدة بيانات بعد دراسة مئات الاستمارات الإلكترونية والورقية».

أثناء زيارة الحالات

"كنان السعدي" متطوع التحق بالمجموعة لقناعته بالهدف وطريقة المساعدة قال: «بالنسبة لي تعرفت على المبادرة من خلال "لبانة غزلان" و"زيدون عبيد"، هيكلية العمل كانت على الشكل التالي: فريق ميداني وفريق تفريغ المعلومات، بالنسبة لفريق التفريغ يقوم بمهمة جمع الاستبيانات الإلكترونية، وبعدها يتم إدخال الأسماء على القوائم وتوزيعها إلى قطاعات حسب المناطق، يتسلمها الفريق الميداني ليقوم باستبيان ويتأكد من صحة المعلومات عن طريق الزيارة للمنازل، وأخذ كامل المعلومات ووصف وضع الأسرة والمنزل بشكل دقيق، بعدها يجتمع الفريق الميداني وفريق التفريغ لتقديم استحقاق الأسرة.

بالنسبة لعملي فقد عملت مع الفريق الميداني، ومما واجهناه من صعوبات عدم توفر السيارات للجولات الميدانية، وقد استخدمت سيارتي لنغطي الجولات واستكمال المعلومات من الأسر لتعبئة الاستبيانات الورقية وكذلك لتوزيع المساعدات».

كنان السعدي ولبانة غزلان

يضيف: «الجديد في فكرة المجموعة هو التشبيك مع عدد من الجمعيات والأشخاص بالقرى، وكذلك التحرك في مرحلة طارئة، وبشكل سريع، أتصور أن فترة العمل كانت منتجة بشكل جيد ووفق الإمكانيات التي استطاع الفريق الحصول عليها من داعمين لضمان إيصال مساعدات إسعافية إذا صح التعبير لعدد جيد ممن اقتضت ظروفهم المساعدة».

من المجتمع شباب تفاعلوا مع المبادرة مثل المهندس الزراعي "وسام البعيني" وقال: «التعطل عن العمل أثر في أسر كثيرة تعتاش من عمل شخص باليومية، وكانت لدي رغبة بالمساعدة عن طريق جهة موثوقة، وبعد دعوة بعض الأصدقاء للتواصل مع صفحة هذه المجموعة تبعاً لفكرتها المتميزة، حرصت على التواصل معهم وتشجيع كل من تعطل عن العمل لتعبئة الاستبيان، ومساعدة من ليس لديه المعرفة وحاولت الاطلاع على فكرة المجموعة التي لم تستقبل إلا مساعدات عينية بمتابعة دقيقة لظروف الأسرة لمساعدة من لديهم حاجة حقيقة.

المجموعة أنجزت إحصاءً جيداً -أتمنى أن يتم الاستفادة منه من قبل الجهات المعنية- عن الشريحة الأكثر تضرراً، كون البحث كان على أرض الواقع وبشكل مباشر وهذا ما نحتاجه من وجهة نظري للوصول لهذه الشرائح التي لم تتوقف معاناتها حتى بعد التخفيف من الإجراءات الاحترازية والجحر الصحي».

ما يجدر ذكره أن "لبانة غزلان" مواليد 1995، "زيدون عبيد" مواليد 1995، و"كنان السعدي" مواليد 1985، هم مجموعة من الشبان الذين اشتغلوا وتدربوا مع "الهلال الأحمر" بمجال الإغاثة والعمل التطوعي وكانت هذه المبادرة نتاج عملهم الذاتي الذي تفاعل معه المجتمع.