استثمار بريعية عالية حققه "أحمد سويد" من خلال تعليم طلابه ومحبي الزراعة فنون وأساليب الاكتفاء الذاتي، ليقدم تجربته العلمية في إدخال التقانة إلى العمل الزراعي، وتطبيقها على أرض الواقع بوصفها وسيلة لتأمين الغذاء والاستقرار.

الملخص: استثمار بريعية عالية حققه "أحمد سويد" من خلال تعليم طلابه ومحبي الزراعة فنون وأساليب الاكتفاء الذاتي، ليقدم تجربته العلمية في إدخال التقانة إلى العمل الزراعي، وتطبيقها على أرض الواقع بوصفها وسيلة لتأمين الغذاء والاستقرار.

"أحمد سويد" يقدم الدعم لتطوير العمل الزراعي، لا يندفع للمحاضرات، بل يرغب بالعمل وتحقيق الاكتفاء الذاتي، عملت معه على الزراعة المائية وهي ثورة بعالم الزراعة، تعطي عشرة أضعاف، جسد عملاً إنسانياً يحفزنا على تأسيس المشاريع، وساعد عدداً من الأسر بالفكرة والتعليم لإنقاذ بلده، شخص مميز لا يطعمك سمكة بل يعلمك الصيد

من قرية "رضيمة اللوا" انطلق إلى الدراسة لينال عدة شهادات كرست علاقته مع العلم، لكنه بقي قريباً لتراب تلك القرية محاولاً الاستفادة من خيرها كما تحدث لمدوّنةِ وطن "eSyria" بتاريخ 21 تموز 2020 وقال: «دراستي لعدة تخصصات زراعية بشكل ذاتي لم يكن بعيداً عن رغبتي، كون علاقتي مع الزراعة قديمة وأجد فيها الكثير من النتائج الثمينة التي لا تقترن فقط بالإنتاج الزراعي وأثره في الأمن الغذائي، بل بما تتركه من أثر إيجابي في نفوس من يعملون في هذا النشاط الاقتصادي الذي يجعل الإنسان قريباً من الأرض. يعني ما يمكنها أن تقدم من خيرات تتنوع بفعل قدرة الإنسان على العمل ومدى نجاحه في تعلم قوانينها ليحصل على ما يكفيه ويكفي عائلته».

أحمد سويد يجني ثمار زراعته

الأجمل لدى هذا المعلم تقديم العون لطلابه وقال: «بدأت علاقتي بالطلاب من خلال التدريس، ومنه وجدت فرصة لجذبهم إلى الزراعة وبات لي طلاب من خلال المعهد وخارجه فكل من أحب الزراعة قدم لي متعة وسعادة بتعليمه ومساعدته ليتعلم الطرق الزراعية الصحيحة والمتطورة بغض النظر عن العائد المادي، شعرت أنّ واجبي فتح نوافذ للتدريب بطريقة علمية تقنية مدروسة وتأهيل المتلقي للانخراط في سوق العمل لتأمين مهنة أو عمل، وهذا شعور جميل أعيشه مع طلابي والمتدربين عند بداية مشروعهم الزراعي الخاص ليؤسس كل منهم خبرته الخاصة».

معلم التقنيات الزراعية يسعى لنشر التوعية للحصول على الاكتفاء الذاتي ويقول: «اليوم نحن بأمس الحاجة للتوعية، وأصبح تأمين المأكل والمشرب هو الأهم والحاجة الأولى التي يجب العمل على تحقيقها، هنا يظهر دور التوعية التي أضعها هدفاً أساسياً، قناعتي أنّ الوعي ينقذنا وينقذ المجتمع ويعزز حاجتنا للزراعة كونها أحد الأساليب الأيسر للتطبيق، حيث عملت على تحديد المشكلة ووضع الحلول الممكنة، والعمل على إقناع الآخرين لتبني أفكار وأعمال تساعدهم على الحصول على دخل يغنيهم عن الحاجة».

زراعات ناجحة طبقها

يعمل بيديه أمام طلابه في الحقول وعلمهم الكثير يقول: «يقدم العلم اليوم أساليب حديثة وقابلة للتطبيق، ما علينا إلا خوض التجربة والتحضير الجيد، خاصة في هذه المرحلة، فآمال الحصول على وظيفة قليلة جداً وكان من واجبي تعليم طلابي كيف يؤسسون لمشاريعهم الخاصة بعد التخرج وعدم انتظار فرصة التوظيف، فإذا كانت الوظيفة راتباً شهرياً فالزراعة دخل دائم، وفي كل المواسم ومصدر نشاط وصحة لا تنتهي.

عملت دائماً بيدي في الحقل واختبرت العمل أمام طلابي لأنقل لهم رؤيتي أننا رغم قسوة الظروف نستطيع الإنتاج ورسم مستقبل جميل يمكنهم صناعته بأنفسهم، وكانت البداية مع دراسة ما لدينا من إمكانيات الأرض والجهد العضلي والعلم والأهم إرادة بناء المستقبل باتباع فكرة وتطبيقها وجاءت النتائج مبشرة من قبل عدد لا يقل عن عشرين طالباً في كل دفعة باشروا بتجارب منها زراعة الفطر حيث يزرع الطالب كميةً بسيطةً من البذار يبيع ما نتج عنها ومنها يزيد الكمية، ليتمكن من إنتاج 50 أو 100 كيلو من غرفة واحدة بسعر للكيلو لا يقل عن ألفي ليرة، وطبعاً اليوم ارتفعت الأسعار، هذا نوع من زراعات لا تحتاج للوقت الطويل ولا التعطل عن العمل.

بسام حمزة

إلى جانب الزراعات المائية وتربية النحل وتربية الماشية والدواجن والزراعة الخارجية الصيفية كأن تزرع العجور والكوسا واليقطين في حديقة لا تزيد على بضعة أمتار تنتج كميات بسيطة لكنها تكفي لغذاء أسرة شهرين أو ثلاثة، بالإضافة للخضراوات الشتوية وزراعة الأسطح والبرندات كلها أفكار طبقت لكنني أحلم بالمزيد.

هذه التجارب حاولت تطبيقها خلال تدريسي في المعهد التقاني الزراعي في "دمشق" والمعهد التقاني الزراعي في "السويداء" مطبقاً ما درسته لنيل إجازة دبلوم تقاني بالعلوم الزراعية اختصاص إنتاج نباتي، وأضفت مشاريع من خارج المنهاج لتعريف الطلاب بما هو عصري ومطلوب وكانت الزراعة المائية وزراعة الأسطح والشرفات وزراعة الفطر من خارج المقرر، وقد جهدت لتقديمها كنوع من دروس الإثراء خلال المعسكرات للطلاب إلى جانب صناعة الألبان والأجبان والعصائر والمخللات وأشعر أني وفقت بالعمل ليتحول طلابي إلى أصحاب عمل زراعي مثمر وناجح».

يقوم بمشاريعه الخاصة وتطبيق تجارب أعطت نتائج متميزة كما قال: «لا يمكن للعمل الزراعي أن يدرس نظرياً فقد اختبرت لسنوات مضت زراعة الفطر في المنزل والزراعات الصيفية، وقد طبقت الزراعات المختلفة مع تربية أبقار ودواجن وصناعة الألبان والأجبان وزراعة دونم بالخضار الصيفية حالياً، وزراعة محصول علفي "البونوكام" لتقديم التجربة لمربي الثروة الحيوانية بالإضافة للأشجار المثمرة المتنوعة وإشراف حقلي لمزارع قطاع خاص أثمرت بشكل جيد جداً».

عن تجربة الفطر يضيف: «زرعت الفطر من نوع "المحار" بحدود ستة ليترات خلال الموسم وكان الناتج 100 كغ غرام في غرفة متوسطة عرضها ثلاثة أمتار بطول أربعة أمتار، والمعلوم أن زراعة الفطر المحاري الذي تمتد فترة إنتاجه أكثر من عشرة أشهر وقد تصل إلى عام في حال تم تأمين الظروف البيئية الملائمة، هي زراعة منتجة، حالياً أزرع الفطر الأبيض بذات الغرفة هذا النوع يحتاج إلى مستلزمات أكثر من الفطر المحاري، والعمل قيد التجربة وضمن الموجودات عندي على أمل الحصول على النتائج المرجوة، فالفطر الأبيض مطلوب أكثر للتسويق وأسعاره أعلى لكنه أكثر تكلفة».

"بسام حمزة" محبٌّ للزراعة ويعمل بالتجارة، واستفاد من خبرته العلمية قال: «"أحمد سويد" يقدم الدعم لتطوير العمل الزراعي، لا يندفع للمحاضرات، بل يرغب بالعمل وتحقيق الاكتفاء الذاتي، عملت معه على الزراعة المائية وهي ثورة بعالم الزراعة، تعطي عشرة أضعاف، جسد عملاً إنسانياً يحفزنا على تأسيس المشاريع، وساعد عدداً من الأسر بالفكرة والتعليم لإنقاذ بلده، شخص مميز لا يطعمك سمكة بل يعلمك الصيد».

الجدير بالذكر أنّ "أحمد سويد" من مواليد "رضيمة اللوا" عام 1967، حاصل على ماجستير من المعهد العالي للتنمية الإدارية باختصاص إعداد القادة الإداريين عام 2017 إجازة في ترجمة اللغة الإنكليزية عام 2012، وإجازة دبلوم تقاني بالعلوم الزراعية اختصاص إنتاج نباتي، مدرس في المعهد التقاني الزراعي في "دمشق" أحد عشر عاماً، مدير المعهد التقاني الزراعي في "السويداء" منذ عامين وحتى تاريخه ومعاون مدير المعاهد التقانية لأكثر من سبعة أعوام.