رغم حبّه للرياضة وطموحه بأن يصبح معلّقاً رياضياً لكنه آثر دراسة الطب ليستقبل عشرات المرضى يومياً، ويحقق بسنين قليلة خبرة علمية بين الأوساط الطبية، عبر خدمته للمجتمع وأفراده بهدوء العارف الإنساني.

مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 22 أيلول 2020 التقت الدكتور "قصي رياض عقل" الذي تحدث عن مسيرته العلمية بالقول: «مع بداية الثمانينيات كانت صرختي الأولى ضمن أسرة محبة للعلم والمعرفة تسعى لكسب العيش الكريم، كبرت فوق تراب قريتي "عرى" مع أقراني على بيادرها، يجمعنا الإخاء والعيش المشترك والرغبة الجامحة برياضة كرة القدم والاهتمام بها وبأخبارها إلى يومنا الحالي.

يعدُّ الدكتور "قصي عقل" من زملاء الاختصاص، عملنا معاً في المشفى العام، وهو طبيب مجتهد يحب المتابعة اليومية لمرضاه، ويعمل على التدقيق في نجاح عمله، يصر على التدابير الطبية التي تمنح الجراح خبرة عملية، وهو من جيل الشباب المتحمس، إذ تراه يطّلع بشكل دوري على أهم الدراسات والبحوث التي تخص الجراحة العظمية، ويعمل على نشرها ضمن برنامج تدريبي، يحمل قيمة في عمله من خلال مساعدته لمرضى الجمعيات الخيرية والإنسانية والاجتماعية إضافة لأفراد المجتمع بشكل أخلاقي

لم تكن الرياضة الطموح المتوثب للحياة ونشاطها بل كنت أتخيل نفسي معلّقاً رياضياً أجلس وراء (ميكرفون)، وأقوم بتحليل المباريات، ولكن دراستي العلمية -منذ الصفوف الابتدائية وصولاً للإعدادية التي حصلت بها المرتبة الاولى على المحافظة عام 1998، وبالمرتبة الثانية ضمن مدرسة المتفوقين على "السويداء" في الثانوية- جعلتني أرنو نحو استثمار التفوق وتكريسه لخدمة المجتمع، ولهذا اخترت دراسة الطب البشري لما في الطب من مجال واسع في التواصل والتفاعل وتقديم الخدمات ومساعدة الناس وتأثيره الكبير في رسم الطمأنينة على وجوه المحتاجين، والشعور بالراحة من خلال تخفيف آلامهم، ولهذا تحول الحلم إلى حقيقة حين أصبحت طالباً في كلية الطب بجامعة "دمشق"، وتخرجت منها طبيباً عام 2007 بعد شقيقي "بشار عقل" الذي يكبرني بعامين.

الدكتور نبيل الجوهري

أثناء دراستي -بعد السنة الرابعة- توجه اهتمامي لتوسيع مداركي المعرفية باختصاص العظمية، وما أن تخرجت من كلية الطب حتى باشرت باختصاص الجراحة العظمية في المشفى العام في "السويداء"، وحصلت على البورد السوري باختصاص العظمية عام 2013، أحببت هذا الاختصاص لأن مجاله كبير للإبداع وحساس جداً، والعمل به متعة إذا ما رغب الطبيب بتطوير نفسه فيه، وخاصة داخل غرفة العمليات الجراحية التي تحتاج إلى خبرة معرفية ومتابعة علمية لأحدث البحوث التطبيقية في تطوير الجراحة العظمية، وهذا ما نهلته خلال مشاركتي في المؤتمرات العلمية الدورية التي تابعتها في محافظات "دمشق"، "طرطوس"، و"اللاذقية" لمواكبة أحدث التطورات بمجال الاختصاص مثل جراحة اليد وتبديل المفاصل، وتطويل العظم وجراحة الأطفال ومواضيع أخرى، تلك المؤتمرات تعمل على تطوير الإبداع وتشجع الاجتهاد في بعض العمليات التي تعتمد على خبرة الطبيب وتجربته بعيداً عن الروتين أو الطرق التقليدية».

وتابع الدكتور "قصي عقل" بالقول: «كثيراً ما يزورني مرضى يحتاجون لعملية في المشافي الخاصة، ونتيجة للظروف الاقتصادية السيئة أحاول جاهداً أن تتم العمليات في المشافي العامة رغبة مني بالتوفير على الناس، وحباً بالمساعدة، وخاصة حين يتم تحويل المرضى من جمعيات خيرية لدراسة وضعهم وحالتهم الصحية، لذلك تكون لهم الأولوية ودون معاينة.

د. قصي عقل

يبقى حنين الطفولة مرافقاً لي مع رياضة كرة القدم إلى يومنا، فأنا أقوم بممارسة هذه الرياضة دورياً مع مجموعة من الأصدقاء من خلال إقامة مباريات أسبوعياً أو بشكل نصف شهري».

وأوضح الدكتور "نبيل الجوهري" الاختصاصي بالجراحة العظمية بالقول: «يعدُّ الدكتور "قصي عقل" من زملاء الاختصاص، عملنا معاً في المشفى العام، وهو طبيب مجتهد يحب المتابعة اليومية لمرضاه، ويعمل على التدقيق في نجاح عمله، يصر على التدابير الطبية التي تمنح الجراح خبرة عملية، وهو من جيل الشباب المتحمس، إذ تراه يطّلع بشكل دوري على أهم الدراسات والبحوث التي تخص الجراحة العظمية، ويعمل على نشرها ضمن برنامج تدريبي، يحمل قيمة في عمله من خلال مساعدته لمرضى الجمعيات الخيرية والإنسانية والاجتماعية إضافة لأفراد المجتمع بشكل أخلاقي».

الجدير بالذكر أنّ الدكتور "قصي رياض عقل" من مواليد قرية "عرى" في "السويداء" عام 1983.