حوّل "راجي درويش" صناعة دبس البندورة التراثية في قريته "عرى" من التقليد المتّبع إلى استخدام المكننة الآلية، بغية تخفيف تكاليف العمل والزمن، وزيادة الجودة بالإنتاج، بطريقة التجفيف الشمسي بدلاً من الغلي.

حول سير العمل ومردوده مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 20 أيلول 2020 التقت "راجي درويش" صاحب فكرة معصرة دبس البندورة الذي بيّن قائلاً: «مذ أردت إنشاء مشاريع زراعية تنموية واستثمارها في السوق لتغطية الاحتياجات المحلية أردت العمل على إيجاد طريقة يتم من خلالها استثمار مشروع البندورة ضمن دائرة إنتاجية تحمل في مضمونها تخفيف أعباء الجهد والعمل، والارتقاء بجودة المنتج دون استخدام الغلي المعتاد تقليدياً وعصره يدوياً، لذلك بحثت بين أروقة الفنيين المهرة من العاملين على تركيب وتصميم محركات كهربائية، ووضعت فكرة التصميم، وتم العمل على إنشاء معصرة تعمل بنظام الطرد المركزي، وبطاقة إنتاجية عالية، تصل إلى إنتاج ستة أطنان يومياً، بمعدل ساعتين لكل طن، وبنسبة صافية من كل 10 كيلو بندورة ينتج كيلو دبس مجفف.

مذ تمّ إنشاء هذه المعصرة أو المعمل المصغر، وأنا أقوم بشراء دبس البندورة منه، حيث قمت بإجراء تجربة بشراء البندورة من السوق المحلية، وعملت على اتباع خطوات العمل لإنتاج دبس البندورة وفق الحالة التقليدية التراثية السائدة، ووجدت زيادةً في التكاليف والوقت والجهد، وفقداناً في العناصر الغذائية ونقصاً بالكمية، لذلك لجأنا إلى هذه المعصرة، الأمر الذي سهل على العديد من أهالي القرية تأمين المؤونة الشتوية بحفظها وتخزينها طبيعياً، وضمان جودتها وطريقة تصنيعها بنظافة تامة ودون تدخل للأيدي بها

هذه المعصرة ليست الوحيدة، ووجدتها في العديد من المحافظات السورية، ولكنها لم تستخدم في "السويداء"، ولهذا تعدُّ معمل عصير مصغر دون استخدام الأيدي، فقط في وضع البندورة بالأحواض وغسلها، الأمر الذي خفف الجهد على العديد من الأسر خاصة مع ازدياد الطلب على مادة الغاز وعدم توفرها بشكل منتظم للغلي».

فايز الحج

وتابع: «لقد وضعت مخططاً للعمل من شأنه إدخال كميات من البندورة حصراً، وإخضاعها لعملية التعبئة بشكل يحافظ على قوام حبة البندورة، وذلك بعد القطف، ووضعها في صناديق مخصصة، ثم نقلها للمعصرة وغسلها بالماء جيداً كمرحلة الأولى، حيث يتم وضع الكميات حسب الطلب في المكان المخصص أو في أحواض لتجميع الكمية المراد عصرها، ونقلها مع غسيل بالماء للمرة الثانية، ويبقى الماء جارياً معها حتى نزول حبة البندورة الى المعصرة الميكانيكية للعصر، ويتم نقل المادة المعصورة من جهة والتفل أو بقايا العصر من جهة ثانية، ثم وضعها ضمن أحواض بلاستيكية محمية ومعرضة للشمس، ويجري تقليبها ما بين خمس إلى ست مرات يومياً حتى يتم تجفيفها بالشمس، ولا تدخل عليها أيّ مواد حافظة سوى الملح للحفظ وضمان التخزين».

"خالد ملاعب" أحد المستفيدين من أهالي قرية "عرى" قال: «مذ تمّ إنشاء هذه المعصرة أو المعمل المصغر، وأنا أقوم بشراء دبس البندورة منه، حيث قمت بإجراء تجربة بشراء البندورة من السوق المحلية، وعملت على اتباع خطوات العمل لإنتاج دبس البندورة وفق الحالة التقليدية التراثية السائدة، ووجدت زيادةً في التكاليف والوقت والجهد، وفقداناً في العناصر الغذائية ونقصاً بالكمية، لذلك لجأنا إلى هذه المعصرة، الأمر الذي سهل على العديد من أهالي القرية تأمين المؤونة الشتوية بحفظها وتخزينها طبيعياً، وضمان جودتها وطريقة تصنيعها بنظافة تامة ودون تدخل للأيدي بها».

راجي درويش في حقله

وأوضح "فايز الحج" أحد العاملين بالمعصرة قائلاً: «إنّ العمل في إنتاج دبس البندورة بالطريقة التي استخدمها المستثمر "راجي درويش" شكّل عاملاً مهماً في طبيعة المنتج، فهو يقدم المنتج الخالي من بذور البندورة، وبالتالي يضمن جودة المنتج والمحافظة على قوامه وخواصه الطبيعية خلال فصل الشتاء، ثانياً ضمان عدم الهدر أثناء عملية التصنيع والمحافظة على كامل الكمية، ثالثاً الطريقة الطبيعية في التجفيف الشمسي التي استخدمها هي ليست جديدة فهي تستخدم في كثير من المناطق، ولكن لأول مرة تستخدم في "السويداء" وأثبتت أنها من أفضل الطرق المستخدمة، وكذلك خفّض تكاليف الإنتاج بشكل واضح إضافة للأعباء الجسدية والجهد.

هذا المشروع الاستثماري كان رائداً من نوعه في المنطقة، لأنّ صاحبه لامس احتياجات الناس كما ينبغي وضمن لهم إنتاج مادة هي إحدى الحاجيات الغذائية الموجودة في كل منزل، والأهم شراء المادة بأسعار أقل من سعر السوق المحلي».

دبس بندورة