مبادرات متلاحقة حققها وقام بها المجتمع المحلي، بهدف تخفيف وطء الأزمات عن كاهل الأهالي، وتحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي، كان آخرها مبادرة "من القلب" التي خصصت محلاً تجارياً في قلب مدينة "السويداء" لمساعدة العائلات على إكساء أبنائهم من ثياب وأحذية بطريقة مبتكرة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 19 تشرين الأول 2020 المحامية "جانيت عبود" صاحبة الفكرة، والمساهمة في المبادرة، والتي تحدثت عن الهدف منها، فقالت: «فكرة مبادرة "من القلب" كانت ضمن سلسلة من المبادرات المجتمعية التي حاولنا من خلالها تثبيت فكرة التكافل؛ هذه العادة الجميلة التي يتميز بها مجتمع المحافظة منذ مئات السنين، وقد بدأت بعد مبادرة "قلم ودفتر" التي وزعنا فيها حقائب مدرسية وقرطاسية للطلاب، بعدها جاء دور هذه المبادرة لتؤمن ملابس المدرسة للطلاب مع (بيجامات) رياضة جديدة، وذلك لتخفيف العبء المادي عن الأهل، والأهم منها زرع التفاؤل والأمل على وجوه الأطفال الذين يجب ألا يشعروا بحاجة أي شيء، لأنهم في النهاية الأمل الذي ننتظره، والذي يجب أن يصلوا للمستقبل دون عقد أو أمراض نفسية نتيجة ما مررنا به خلال السنوات الماضية».

فكرة مبادرة "من القلب" كانت ضمن سلسلة من المبادرات المجتمعية التي حاولنا من خلالها تثبيت فكرة التكافل؛ هذه العادة الجميلة التي يتميز بها مجتمع المحافظة منذ مئات السنين، وقد بدأت بعد مبادرة "قلم ودفتر" التي وزعنا فيها حقائب مدرسية وقرطاسية للطلاب، بعدها جاء دور هذه المبادرة لتؤمن ملابس المدرسة للطلاب مع (بيجامات) رياضة جديدة، وذلك لتخفيف العبء المادي عن الأهل، والأهم منها زرع التفاؤل والأمل على وجوه الأطفال الذين يجب ألا يشعروا بحاجة أي شيء، لأنهم في النهاية الأمل الذي ننتظره، والذي يجب أن يصلوا للمستقبل دون عقد أو أمراض نفسية نتيجة ما مررنا به خلال السنوات الماضية

وعن طريقة العمل والجهات التي ساهمت في نجاح المبادرة، قالت: «قدم فريقا "التنمية المستدامة"، و"أوكسجين" كمية من الملابس، وقام محسنان بالتبرع بمئة 100 (بنطلون) مدرسي، وقمنا بهذه المبادرة الجماعية بعد الإعلان عنها في صفحاتنا الشخصية على الـ"فيس بوك"، وبعد وقت قصير تفاعلت أعداد كبيرة من النساء مع المبادرة، وتبرّعنَ بالملابس المغسولة والمكويّة، ووضعناها في محل خاص، تبرّع لنا به أحد أصحاب الأيادي البيضاء، وهو في مكان معروف بمدينة "السويداء"، ويمكن الوصول إليه ببساطة، كما تبرع بأكثر من مئة بيجامة رياضيّة، وبعد الإعلان عن الانطلاق أصبح الزائرون يرتادون المحل، ويأخذون ما يلزمهم من ملابس دون أي عائق كونهم يدخلون محلاً تجارياً مع أبنائهم كأي زبائن، ويستقبلون بكل احترام ومحبة، ويأخذون حريتهم باختيار حاجاتهم، وهذا ما حققناه من فكرة المحل بمكان معروف».

من زوار المحل

وعن تقبل المجتمع المحلي للمبادرة، والمعوقات التي صادفت المساهمين خلالها، قالت: «لاقت المبادرة قبولاً وترحيباً من المجتمع المحلّي، والآن أهالي المنطقة الشرقية و"صلخد"، و"شهبا" يطالبوننا بتوسيع مبادرتنا هذه، وفتح محلات أخرى بالفكرة ذاتها، ولم نصادف معوقات كون الأيادي البيضاء كثيرة، وكانت صورة جميلة للتكافل الاجتماعي بـ"السويداء"، وسباقاً للعطاء.

تواصلنا مع عدد كبير من ذوي الشهداء، الأرامل، وذوي الاحتياجات الخاصّة، وهم أوّل المستهدفين والمستفيدين من هذه المبادرة، وفرحنا يكون كبيراً عندما تأتي أسرة مع أبنائها ليختاروا بأنفسهم ثياباً على مقاسهم، فاستمرارية هذه المبادرة هي هدفنا، وهي باقية بعملنا الجماعي والإحساس بالمسؤولية تجاه بعضنا البعض كمجتمع أهلي، وببقاء الأيادي البيضاء ممتدّة للخير، فلولا العطاء لوقعتْ على الأرضِ السماء».

عروض متنوعة لأبناء المدارس

"خلود الطويل" المساهمة في المبادرة، والعاملة في الشأن المجتمعي قالت عن دورها: «على الرغم من تواضع المحل من ناحية الديكور، إلا أن فكرته التي طرحتها المحامية "جانيت عبود" كانت مبتكرة لعدة أسباب أولها عدم شعور المستفيدين بأي حرج مع أبنائهم، والأهم أن المستفيدين بإمكانهم اختيار ما يناسبهم دون توجيه من أحد؛ وكأنهم يشترون من أي محل تجاري.

خلال العمل على نجاح المبادرة رأيت أناساً ممتلئين بالطيبة والإحساس العالي، وكانوا حريصين على تقديم ثياب جديدة، وأحذية غير مستعملة، وكانوا بحاجة لمن يرشدهم لمكان يستطيعون من خلاله زرع بذور الخير، حتى الذين لا يملكون ما يتبرعون به ساهموا بكلماتهم الطيبة لدعم المبادرة، وقد وجدنا الدعم من بعض تجار الألبسة الذين قدموا عدداً كبيراً من الألبسة الراقية.

وللنساء حصة كبيرة

الفكرة كانت جديدة بكل تفاصيلها على الرغم من أن هذه المبادرات قائمة منذ سنوات طويلة، ولهذا نتوسع شيئاً فشيئاً بها، وفي استمراريتها طالما هناك حاجة لوجودها».

الجدير بالذكر أنّ عدداً كبيراً من المبادرات المجتمعية قد قامت خلال الأشهر الماضية قبل افتتاح المدارس وقدوم شهر المؤونة وسط ضائقة مادية تعاني منها نسبة كبيرة من أفراد المجتمع.