عُرفت بإنسانيتها وحبّها للخير من خلال كفالة الأطفال في "بيت اليتيم"، هي لاعبة تنس وحكمة دولية، والوحيدة من محافظة "السويداء" التي دربت في مؤسسة الأولمبياد الخاص لذوي الاحتياجات الخاصة.

"رشا كرباج" البطلة الرياضية التي استثمرت طاقاتها في العمل الإنساني والرياضي قالت لمدوّنة وطن عن بدايتها مع الرياضة: «بدأت هوايتي منذ الطفولة، وتطورت حتى احترفت لعبة "التنس"، وشاركت ببطولات عربية ودولية من عام 1996 حتى 2003، بالإضافة إلى مشاركة تحكيمية خارج القطر عام 2007 – 2008، ببطولة "مارينا ويست" في "البحرين"، وكنت السورية الوحيدة المشاركة بالتحكيم، كما شاركت ببطولات "ديفز كاب" في محافظة "حلب" عام 2007، وخضعت لدورات محكم ودورات مدرب، وبعدها رافقت الفريق السوري.

"رشا" مميزة ومعطاءة، لديها لاعبون مميزون، وفي الوقت نفسه عملت في التحكيم على مستوى الجمهورية، في التدريب لها أسلوبها وطريقة طرح الأفكار الخاصة التي تعكس شخصيتها فاكتشفنا فيها جوانب كنا نجهلها

كنت أقوم بتدريبات على مستوى شخصي ودروس خاصة، ولدي لاعبون بمستوى جيد واحترافي، وحققنا مراكز عالمية وتصنيفاً عالياً ومميزاً للاعبي التنس، وأذكر من اللاعبين "أمير الحاصباني" في المركز الثاني تحت سن 8 سنوات، و"هاشم كرباج" في المركز الثالث تحت سن الـ 14».

"رشا كرباج" مع أحد طلابها

"كرباج" الوحيدة من محافظة "السويداء" التي عملت كمدرب ضمن مؤسسة الأولمبياد الخاص لذوي الاحتياجات الخاصة بكرة المضرب، حيث تابعت القول: «عملت مدرب ذوي احتياجات خاصة، علماً أن عدد مدربي الأولمبياد الخاص على مستوى "سورية" قليل، وساعدتني خبرتي في مجال البرمجة اللغوية العصبية في التعامل مع أطفال الاحتياجات الخاصة، فقد استطعت التعامل مع نماذج وحالات مختلفة، وكسر النمطية في حياتهم، ومنهم طفلة كانت ترفض مغادرة المنزل، ولكن حبها للرياضة ساعدها على الخروج من تلك الحالة، وأصبح لديها حافز كبير، وكذلك حالة طفل أخبرتني والدته أنه كان ينتظر بفارغ الصبر درس التدريب وكان يعبر عن ذلك برسوم خاصة لي وله أثناء التدريب».

تحمل "رشا كرباج" عدة شهادات في التنمية البشرية، وهذه الشهادات طورت من عملها حيث قالت: «كنت أزور دار الرعاية الاجتماعية في "السويداء" وهي ما تعرف باسم "بيت اليتيم" باستمرار، وكانت لدي كفالة أطفال لمدة 3 سنوات، ونظام الكفالة كان يتضمن تأمين الرعاية النفسية وزيارات أسبوعية والتدريس وتأمين جو أسري حرم منه الطفل، وأثناء وجودي في الدار تعرفت على "سعد فرحات" وهو مدرب برمجة لغوية عصبية، حيث شجعني على الدخول في مجال البرمجة، وكانت نقطة تحول إيجابية وكبيرة في حياتي، وسّعت دائرة اهتماماتي وأضاءت على أهداف منسية، وبعد حصولي على الدبلوم في البرمجة، خضعت لدورة مدرب وحصلت على المركز الأول، كما حصلت على شهادة مدرب معتمد من جامعة "دوفر" الأمريكية، وعضوية مدرب من الجامعة، وشهادة معتمدة مدرب تنمية بشرية من أكاديمية "الحياة" الأمريكية، ومركز "آفاق بلا حدود".

أثناء تدريب ذوي الاحتياجات الخاصة

بعد حصولي على الشهادات أقمت دورة برمجة لغوية عصبية لمتدربين من الاتحاد الرياضي وطلاب جامعات، وأقمت ورشة عمل بأكاديمية "سوريانا" في مجال التدريب والتنمية لطلاب الجامعات حول فائدة البرمجة وطرق التواصل ولغة الجسد وبناء الألفة».

"سوسن البني" عضو لجنة فنية سابقة، متطوعة في مؤسسة الأولمبياد الخاص ومدرب رفع أثقال، كانت قد خضعت لدورة في البرمجة اللغوية العصبية مع مدربتها "رشا كرباج"، وعنها تقول: «"رشا" مميزة ومعطاءة، لديها لاعبون مميزون، وفي الوقت نفسه عملت في التحكيم على مستوى الجمهورية، في التدريب لها أسلوبها وطريقة طرح الأفكار الخاصة التي تعكس شخصيتها فاكتشفنا فيها جوانب كنا نجهلها».

المركز الأول في التنمية البشرية

بقي أن نذكر أنّ "رشا كرباج" من مواليد مدينة "السويداء" عام 1984 عضو لجنة فنية لكرة المضرب بـ"السويداء" منذ بداية 2019 ورئيسة لجنة حكام بعام 2019، وفي عام 2020 سافرت إلى "الإمارات"، وتعمل حالياً مديرة موارد بشرية في شركة "الشرق بلاس" كأول موظف عربي في الشركة، وتم التواصل معها عبر الإنترنت بتاريخ 25 تشرين الأول 2020.