منذ صغرها أحبّت التمريض لأنه الأقرب إلى الناس، وتميزت بالمبادرات الأهلية الخيرية لمساعدة المحتاجين، وبعد ثلاثة عقود من العمل باتت "سوسن أبو صعب" من أهم الناشرات لثقافة العمل الإنساني في المجتمع.

حملت "أبو صعب" موروثاً من جدها المجبر العربي "مرعي أبو صعب" الذي جسّد المثل القائل "يجبر المكسورة قبل كسرها"، وأوضحت لمدوّنة وطن "eSyria" أنها تأثرت به وبالسعادة التي كانت تصيب المكسور بعد تجبيره حين يعود راجلاً بعد مدة زمنية، ومن هنا جاءت رغبتها بارتداء المريول الأبيض والعمل في سلك التمريض، فبعد إنهاء المرحلة الإعدادية في مدارس قريتها "الرحى"، التحقت بمدرسة التمريض عام 1991 وتخرجت منها عام 1994، لتعمل بعد تخرجها في قسم العمليات العامة في مشفى الشهيد "زيد الشريطي" حتى تقاعدت في الرابع عشر من شهر شباط عام 2020.

منذ عقود ثلاثة عرفنا الزميلة الممرضة "سوسن أبو صعب" في غرف العمليات ملازمة للأطباء بعملهم ومساعدة لهم حتى باتت ركناً هاماً من أركان العمل، لكنها لم تكتف بالعمل في خدمة الأهل والمجتمع بالمشفى، بل تطوعت في "الهلال الأحمر"، وتعمل على تنسيق الأعمال الإنسانية والخبرات والمشورة، إضافة لسعيها الدؤوب في العديد من الجمعيات منها جمعية "أصدقاء مرضى السرطان، وأبناء الجولان الخيرية، ورايات الشهداء"، وهي اليوم تشرف على مجموعة من المبادرات التي تخدم المرضى والمحتاجين على ساحة "السويداء" وقراها، ولهذا استحقت العديد من شهادات التكريم من جمعيات خيرية ومن المجتمع الأهلي وأهمها من مديرية صحة "السويداء"

تضيف "أبو صعب" بأن طبيعة عملها في هذا المجال دفعتها للتطوع في فرع الهلال الأحمر بـ"السويداء" الذي كان له دورٌ كبيرٌ في تمكين العناية والرعاية الصحية في العديد من القرى، ولأن التطوع هو الجزء الأهم في مضمون وقيمة العمل التمريضي، كانت متطوعة في شعبة الهلال لمدة تزيد على عقدين، ثم تم انتخابها لتكون ضمن مجلس الإدارة لمدة أربع سنوات، ومشرفة صحية في الأعمال الصحية التي تقوم بها صحة "السويداء".

الممرضة سمر بو منذر

ثلاثة عقود وهي تعمل في الحقل الطبي ضمن غرف العمليات مرافقة لأعمال الجراحة والجراحين من الأطباء، تابعت "أبو صعب" بالقول: «مما لا شك فيه أن الخبرة العملية التي كونتها في عملي من ملازمة الأطباء المهرة أكسبتني خبرة هامة، الأمر الذي أدى إلى تسلمي برنامج لقاح شلل الأطفال منذ ست سنوات، وكانت الحملات بتواتر كل ثلاثة شهور حملة في قريتي "الرحى" وما زالت إلى يومنا، إضافة لبرنامج رعاية الحوامل منذ ثلاثة سنوات، ومنذ 12 عاماً وأنا أقوم بتنسيق الحالات الإنسانية لتقديم المساعدات الخيرية للمحتاجين من قبل أصحاب الأيادي البيضاء، وبفضل دعم المحبين للعمل الإنساني، تم إجراء عشرات العمليات الجراحية المكلفة وشفاء العديد، هذه الأعمال تكسب المرء سعادة في تجاوز صعوبات الحياة، وبالتالي قيمة العمل في الإنجاز الإنساني بما يخدم المجتمع والأهل».

"سمر بو منذر" رئيسة التمريض سابقاً بالمشفى الوطني في "السويداء" قالت: «منذ عقود ثلاثة عرفنا الزميلة الممرضة "سوسن أبو صعب" في غرف العمليات ملازمة للأطباء بعملهم ومساعدة لهم حتى باتت ركناً هاماً من أركان العمل، لكنها لم تكتف بالعمل في خدمة الأهل والمجتمع بالمشفى، بل تطوعت في "الهلال الأحمر"، وتعمل على تنسيق الأعمال الإنسانية والخبرات والمشورة، إضافة لسعيها الدؤوب في العديد من الجمعيات منها جمعية "أصدقاء مرضى السرطان، وأبناء الجولان الخيرية، ورايات الشهداء"، وهي اليوم تشرف على مجموعة من المبادرات التي تخدم المرضى والمحتاجين على ساحة "السويداء" وقراها، ولهذا استحقت العديد من شهادات التكريم من جمعيات خيرية ومن المجتمع الأهلي وأهمها من مديرية صحة "السويداء"».

سوسن أبو صعب في إحدى المبادرات

الجدير بالذكر أنّ "سوسن أبو صعب" من مواليد قرية "الرحى" عام 1975، وأجري اللقاء بتاريخ 3 كانون الأول 2020.

من شهادات التكريم