تقع قرية "سربيون" على مسافة 5 كم من قرية "حريصون" التابعة لمنطقة "بانياس"، وما كانت تعاني منه القرية الحدودية لمحافظة "اللاذقية" هو من معاناة جارتها الطرطوسية "المزارع" بسبب الطريق الواصل إليهما، وما يحتاجه من عمليات إصلاح منذ سنوات عديدة لكثرة الحفر والمنعطفات الضيقة.

أما تأخر تنفيذ عمليات الإصلاح فقد تمثلت بأنّ الطريق يقع ضمن حدود محافظة "طرطوس" بمروره في قرية "المزارع" وعدم الاهتمام الكافي من قبل الجهات المختصة، وقد حلت مشاكل القريتين- "سربيون"، "المزارع"، ببدء تنفيذ عمليات الإصلاح والتعبيد في بداية العام الماضي.

عرض الاستملاك 14- 16- 20م، وعرض المجبول الإسفلتي 7 م يضاف إليها 2 م رش بانكيت من كل جهة مع خندق بيتوني لكامل الطريق

من خلال زيارة "موقع طرطوس" إلى "دائرة الخدمات الفنية" في "بانياس" بتاريخ 14/7/2009 شرح المهندس "علي سليمان" عن هذا المشروع فقال: «تقوم "مؤسسة الإنشاءات العسكرية" فرع "طرطوس" بتنفيذ مشروع شق وتوسيع وتعبيد طريق "سربيون"- "محورتي"، وطوله حوالي 3 كم، ومدة هذا العقد 500 يوم بدأت بتاريخ 12/1/2008.

المهندس "علي حمود"

بالنسبة لقيمة العقد فهي 27075927 ل.س وقد تصل حتى 50 مليون ل.س، حيث تم تكليف الجهة المنفذة بتنفيذ بعض الطرق المتفرعة عنه مثل طريق حي "قلع فرعون" وطريق "الحي الشمالي"، كما تم تنفيذ العديد من الجدران الاستنادية بسبب الحاجة إليها، إضافة إلى تلزيم أعمال ملحق عقد "شد شبكة توتر منخفض ومتوسط" على الطريق بقيمة 2286000 ل.س، مدته 100 يوم تضاف إلى مدة العقد الأساسي، وأعماله سوف تنتهي قريباً جداً».

كما أوضح عن المواصفات الجديدة والمحسنة للطريق فقال: «عرض الاستملاك 14- 16- 20م، وعرض المجبول الإسفلتي 7 م يضاف إليها 2 م رش بانكيت من كل جهة مع خندق بيتوني لكامل الطريق».

جدار استنادي

وعن بعض الصعوبات أثناء سير العمل عبّر قائلاً: «بعض الصعوبات خلال التنفيذ تمثلت في اعتراض الأهالي في اكتساح التصاوين، وهناك بعض المنازل التي لا يزال الجزء المكتسح منها حتى تاريخه».

وأضاف: «تم البدء بفرش طبقة الحجر المكسر على الطريق، ومن المتوقع تنفيذ المجبول الزفتي خلال شهر أيلول على الأكثر، حيث يسير العمل خلال هذه الفترة بوتيرةٍ عاليةٍ، أما سبب عدم إنهاء المشروع حتى الآن فهو بعض العوائق المتمثلة في شبكة المياه وشبكة الهاتف وشبكة الكهرباء التي استغرقت وقتاً طويلاً لنقلها من موقعها القديم، وقد تم الانتهاء من إزالة كافة العوائق المتعلقة بهذه الشبكات».

الخندق المائي

وفي زيارة إلى موقع العمل، تحدثنا مع المهندس "علي حمود" من "مؤسسة الإنشاءات العسكرية" حيث قال عن المشروع: «الهدف من هذا المشروع هو توسيع وتعبيد الطريق الواصل من بداية قرية "محورتي" وصولاً إلى قرية "سربيون" مروراً بـ"المزارع".

كان المشروع من خطط "مديرية الخدمات الفنية"، وتقوم بتنفيذه "مؤسسة الإنشاءات العسكرية"- فرع "طرطوس"، بكلفة حوالي 32 مليون ل.س عند بداية المشروع، وأصبحت القيمة الإجمالية حوالي 50 مليون ليرة سورية.

طول الطريق حوالي 3 كم وسيكون العرض الكلي بعد تنفيذ المشروع 12 متراً، منها 7 معبدة و4 أمتار بانكيت ومتر للخندق البيتوني».

وأضاف: «قمنا بإضافة جدران استنادية لحماية المنازل والأراضي وأمكنة الانهدامات، وبعضها كان موجوداً في المخطط.

أهمية المشروع تكمن أيضاً بوصله بين المحافظتين، وكما أوضح: «يعتبر هذا الطريق ذو أهمية حيوية لأنه طريق رئيسي من منطقة "حريصون" إلى منطقة "دوير بعبدة"، وبذلك يربط بين محافظتي "طرطوس" و"اللاذقية"، بالرغم من أن مقطع الطريق ضمن محافظة "اللاذقية" (من قرية "سربيون" إلى قرية "دوير بعبدة") بحاجة إلى توسيع ولكن هذا من اختصاص الجهات المسؤولة فيها».

أغلب أهالي القرى المعنية توقعوا إنجاز المشروع خلال مدة أقصر بسبب المسافة القصيرة 3 كم، لكن الجهة المنفذة كان لديها أسباب منعتها من تحقيق ذلك وعنها شرح قائلاً: «قد يكون عدد من السكان والأهالي من قرية "المزارع" قد اشتكوا من تأخر التنفيذ خصوصاً بسبب الغبار صيفاً، لكن ذلك يعود إلى تأخر تمويل المشروع، وقد حلت هذه المشكلة جزئياً، ونتوقع خلال فترة شهر المباشرة بعملية المجبول الزفتي.

من العوامل الأخرى للتأخير تكليفنا بجدران استنادية جديدة من قبل "مديرية الخدمات الفنية"، وفي هذه الحال لا يمكن البدء بعملية المجبول الزفتي قبل الانتهاء من الأعمال البيتونية».

وغيرها من الخطوات التي تجعل المشروع متكاملاً، وبحسب المهندس "علي حمود": «بعض الأعمال التي تطلبت زمناً أطول كانت لعدة أسباب مثل ملحق الأعمال الكهربائية في الفترة الماضية وبعض الصعوبات مع السكان من أجل إزالة التصاوين وبعض الأجزاء من المنازل.

بناء على طلبات الأهالي تم تكليفنا بتنفيذ مجموعة من الطرق الفرعية بمسافة إجمالية حوالي 2 كم، بحيث تخدم أصحاب الأراضي الزراعية والمنازل، وقد نفذنا فرعاً منها بطول 600 متر، ونبدأ قريباً بتنفيذ 600 متر إضافي».

وعن المواصفات الهامة بالنسبة لمثل هذه الطريق الجبلية أضاف: «قمنا بإنشاء خندق جانبي لتصريف مياه الأمطار على طول الطريق وفق المخططات المدروسة، إضافة إلى توسيع الجسر في بداية المقطع».