ضمن منطقة جبلية وعرة بطريق وصول يحتاج إلى السير على القدمين، تربع معبد "القصير" بحجارته الكبيرة المشذبة وخصوصيته الدينية والأثرية، وأبوابه التي ما يزال جزء منها قائم حتى الآن.

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 28 تشرين الأول 2014 موقع معبد "القصير" في الريف الشمالي الشرقي لناحية "القدموس"، والتقت المهندس "مروان حسن" رئيس "دائرة آثار طرطوس" ليحدثنا عن موقع المعبد بدقة، وهنا قال: «يقع موقع معبد "القصير" ضمن منطقة جبلية مرتفعة معقدة ووعرة، ومع نهاية الحدود الإدارية لبلدية "الطواحين" من الجهة الشمالية الشرقية بحوالي خمسة عشرة كيلومتر، ومن الجهة الشرقية لقرية "حدادة" بحوالي خمسة كيلومترات، حيث يتم الوصول إلى الموقع عبر طريق معبد بشكل جيد بجزء منه، والجزء الآخر ما يزال ترابياً، ويتم السير عليه بواسطة القدمين لمسافة حوالي 250 متر».

كلمة "القصير" هي تصغير لكلمة قصر، وتعني البيت الفخم الواسع، وقد ورد في معجم أسماء المدن والقرى أن "القصير" تلفظ فتحة الصاد بإمالة إلى الكسر، وفي السريانية قصيراً تعني عاجز أو ضعيف، وقد يكون اسماً فينيقياً قديماً بمعنى الحصاد والغلال

أما بالنسبة لتسمية موقع معبد "القصير" يقول المهندس "مروان": «كلمة "القصير" هي تصغير لكلمة قصر، وتعني البيت الفخم الواسع، وقد ورد في معجم أسماء المدن والقرى أن "القصير" تلفظ فتحة الصاد بإمالة إلى الكسر، وفي السريانية قصيراً تعني عاجز أو ضعيف، وقد يكون اسماً فينيقياً قديماً بمعنى الحصاد والغلال».

المهندس مروان حسن

وفي لقاء مع الأستاذ "بسام وطفة" رئيس شعبة التنقيب في "دائرة آثار طرطوس" قال: «يقوم الموقع الأثري "القصير" في نهاية مربع فسيح منبسط تحيط به الجبال من كل حدب وصوب، يتم الدخول إليه من الجهة الجنوبية، أي من جهة الطريق العام، حيث تشعر بأنك تدخل إلى ميدان مخصص للسباق، ومع نهايته وفي الجهة المقابلة لفتحة الدخول ومع بدء المنطقة الصخرية يلاحظ وجود أساسات أبنية سكنية وخدمية وبقايا المعبد، وقد تم نقل حجارة الجدران وبناء بعض المنازل السكنية وزرائب للحيوانات وخزان للمياه في الفترة الإسلامية المتأخرة، والتي بنيت لتكون مملكة الشيخ "محمود بالقصير"، وهي حالياً مهجورة ومنازلها بأسقف مهدمة بالكامل، مما يعني أنه تم تحوير وتغيير في الهيكلية لبنائية والإنشائية للموقع، ولكن بقي أهم ما في هذا الموقع وهو المعبد "القصر"، والذي لازالت إحدى زواياه الجنوبية قائمة بارتفاع ثلاثة أمتار، وقد بنيت الجدران العريضة بحجارة مشذبة من القطع الكبير، أما حواجب الأبواب والتي لاتزال قائمة أيضاً فهي منحوتة بشكل فني جيد، ويتخللها أفاريز الفتح والإغلاق وتلاحظ أرضيات أيضاً.

أما فتحات الأبواب فهي مفرزة ومنحوتة بطريقة جيدة جميلة، وقد تم تحريكها من مكانها، وعلى إحدى حجارة زاويا المعبد يوجد نقش نافر لحيوان، يعتقد أنه من نوع الحيوانات الأليفة وهو "الماعز" الذي كان أساس النشاط البشري آنذاك في تلك المنطقة الجبلية، والبعض يعتبره "رأس ثور"، كما يتخلل الجداران الشرقي والغربي في المعبد بابان، كما تنتشر في المكان الكسر الفخار».

جانب من المعبد

ويختم حديثه الأستاذ "بسام" بتوضيح الخصوصية التي تمتع بها معبد "القصير"، فيقول: «تتقاطع معالم الموقع مع ما لاحظناه في موقع "القرشي" وموقع "الحزنة" و "القصر" في قرية "حدادة" مما يؤكد على الوحدة الحضارية والمعمارية والزمانية لهذه المواقع كافة، ولكن مساحة هذا الموقع "القصير" صغيرة إذا ما تم قياسها ببقية المواقع المذكورة، علماً أنه لهذا الموقع خصوصية خاصة تنبع من مكانته القدسية والدينية في تلك المنطقة الجبلية، لذلك تم اقتراح تسجيله أثرياً ووضعه ضمن خطط التنقيب ل "المديرية الآثار، ومنها "دائرة آثار طرطوس"».

الموقع العام للمعبد