بهدف إحياء السينما السورية وتفعيلها، انطلقت تجربة سينما الشباب والأفلام القصيرة، بمشروع طويل.

برؤية إخراجية شبابية، وكوادر فنية احترافية،

لدي تجربة أخرى مؤسسة دعم سينما الشباب بفيلم "وطن بين قوسين" من تأليف الصديقة "رنا علي"، وهي تجربة متطورة عن تجربتي الأولى، بما يشبه التطور شعرة وراء شعرة، وهكذا أريد أن يكون نضجي وتطوري في المجال السينمائي

يتحدث الممثل المسرحي الشاب "علي منصور" عن تجربته الإخراجية في مشروع "دعم سينما الشباب" وذلك في لقاء لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 14 تشرين الأول 2014، حيث يقول: «الجيد في تجربة سينما الشباب الأولى لهذا العام 2014 أن الرؤية صارت أكثر وضوحاً، وهناك ما يسمى دعماً للتجارب التي أعتبرها ناجحة، وهذا جانب إيجابي ومهم في إكمال التجربة ودعمها.

انطلاقة تجربة "سينما الشباب والأفلام القصيرة" عام 2014

بالنسبة إلي أنا حذر من إطلاق صفة مشروع مخرج على نفسي، فأنا أحلم بأن أعيش السينما بكل تفاصيلها: "إخراج، تصوير، وتمثيل"، لكن بعض الشجون تقودنا إلى حيث آخر يتعلق ببقاء حلم السينما دونما تكريس وتفعيل حقيقي على أرض الواقع، بسبب غياب الإدارة الحقيقية، ومما يحز بالنفس أن المعهد العالي للفنون المسرحية غير قادر على تخريج ما يزيد على 18 ممثلاً من أصل مئات الشباب الراغبين بالانضمام إليه، وهو ما ينعكس سلباً على الاتجاه الفني، كما يثير تساؤلاً حقيقياً عن سبب عدم وجود "معهد عالٍ للسينما"، وفي سياق متصل تفتقر "سورية" إلى حرية الاختيار الفني، فنحن نبقى أسرى نتائجنا الدراسية التي ليس لها علاقة لا تعبر عن توجه الطالب وخياراته ورغباته، فالفن بجميع أنواعه يجب أن يتم اختياره على أساس شخصي وليس نتائج دراسية».

يضيف: «لدي تجربة أخرى مؤسسة دعم سينما الشباب بفيلم "وطن بين قوسين" من تأليف الصديقة "رنا علي"، وهي تجربة متطورة عن تجربتي الأولى، بما يشبه التطور شعرة وراء شعرة، وهكذا أريد أن يكون نضجي وتطوري في المجال السينمائي».

الكاتب والصحفي "ماهر المونس" الحاصل على جائزة أفضل نص في مهرجان "سينما الشباب"

من جهته أوضح الأستاذ "عوض القدرو" المشرف الفني على مشروع "دعم سينما الشباب" أن تجربة سينما الشباب تهدف إلى إيجاد سينما حقيقية وأفلام ذات مستويات عالية يستطيع المخرجون الشباب من خلالها عرض أفلامهم في أي تظاهرة سينمائية في العالم، والمنافسة على جوائزها، ويضيف قائلاً: «لا يمكن وضع هذا المشروع ضمن نطاق التجربة المفصولة عن هدف، وإنما فرز أسماء تكون إضافة حقيقية للسينما السورية، فمثلاً عندما يتقدم 60 مخرجاً ومخرجة بأعمالهم السينمائية ويتميز منهم 10 مخرجين؛ فهذا يعد إنجازاً مهماً على صعيد رفد وتجديد دماء السينما السورية، التي تحتاج إلى تغيير جذري، بعد مضي نصف قرن على إنشائها، وهنا يأتي دور هؤلاء المخرجين الشباب والأكاديميين السينمائيين القادمين من الخارج.

وفي حين أن جميع الأفلام الشبابية القصيرة في العالم تفتقد نجوم السينما، فإن التجربة السورية ضمت منذ بداياتها نجوم الدراما والسينما، مساهمة منهم في دعم هذه التجربة والنهوض بها».

الأستاذ "عوض القدرو" خلال حديثه لمدونة وطن

الجدير بالذكر أن جميع التجارب السينمائية الشبابية التي دخلت وستدخل تحت مسمى "سينما الشباب والأفلام القصيرة" تم إنتاجها عبر فريق إنتاج سينمائي محترف تابع المخرجين الشباب خطوة بخطوة، منفذاً تعليماتهم، ومقدماً لهم النصح وخلاصة تجربته في الإنتاج السينمائي والدرامي.

والتساؤل المهم؛ كيف وبأية معايير سينتقل المخرجون الشباب من مرحلة أفلام الشباب إلى مرحلة أكثر تطوراً؟ وفي ذلك يقول "علي منصور": «إلى متى سأبقى أعتمد على منحة من المؤسسة؟ يا ترى هل توجد جهات خاصة ترعى الإنتاج السينمائي؟ وهنا تظهر المشكلة الكبرى بعدم وجود ما يسمى صناعة حقيقية للسينما في بلادنا، فالجهد الكبير الذي تبذله المؤسسة العامة للسينما لا يمكن أن يحدث فرقاً حقيقياً بمفردها، يجب أن تكون هناك منظومة متكاملة لصناعة السينما، وفي "سورية" طاقات شبابية هائلة لا يمكن أن تحتويها المؤسسات الحكومية المعنية بالإنتاج السينمائي».

وفي تساؤلات أخرى عن تجربة سينما الشباب، في النص الذي يكتب لهذه السينما، ومدى مجاراتها لحياة الشباب وهمومهم، يقول الكاتب والصحفي الأستاذ "ماهر المونس" صاحب جائزة أفضل نص في مهرجان "دعم سينما الشباب" عن فيلم "عشر دقائق بعد الولادة": «من وجهة نظري، أي نص سواء أكان لسينما الشباب أم لسينما الأطفال، أم لأي نوع من السينما، يجب أن يحمل شيئاً من الواقع المعاش والتجربة الحياتية اليومية للجمهور المستهدف، لأن السينما في النهاية هي رسالة، والرسالة حتى تصل يجب أن تكون مقروءة من قبل جمهورها، وسينما الشباب تقترب من حيوية الجيل الحالي، وتقدم عقله التقني، لكن لا بأس بالعواطف المدروسة والذكية التي يجب أيضاً أن تكون محمولة ضمن أوتار سينما الشباب، لذا يفضل الشباب حالياً الأفلام القصيرة التي تحمل فكرة أو فكرتين لا أكثر».

يضيف في ذات السياق: «الفكرة هي أهم ما في العمل السينمائي، والتوابع تأتي تدريجياً، ويمكن للصورة التقنية الممتازة أن ترفع الفكرة الجيدة، لكن لا يمكن لأي جهاز كومبيوتر متقدم أن يصنع فكرة واحدة، كما يمكن بالإمكانيات المتاحة إنتاج أرقى الأفلام السينمائية في حال كانت هناك أفكار قوية».

وفي التجارب الأولى أظهر الجمهور الذي تابع أفلام سينما الشباب حماساً ملحوظاً لهذه التجربة، خاصة أنها عرضت في مختلف المحافظات السورية، وهو ما أعطى التجربة أبعاداً شعبية شبابية كانت واضحة في دور عرض السينما، لكن التساؤل الدائم كان عن إمكانية استمراريتها، والصيغة التي ستظهر بها في التجارب القادمة.