ما بين المقررات الجامعية الرسمية، والملخصات التي يطرحها بعض المدرسين كمرجع للعملية التدريسية والاختبارية، وقع الطلبة في حيرة بين السهل والمفيد.

خلال الفترة التحضيرية للاختبارات الجامعية، ينتاب الطلبة شيء من الشتات الفكري؛ فعلى ماذا سيعتمدون في دراستهم لتجاوز الامتحانات الفصلية، المقررات أم الملخصات، أم أن لكل مدرس جامعي ملخصه الخاص؟! كما يقول الطالب الجامعي "جعفر سعود" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 8 نيسان 2015، ويضيف: «من خلال دراستي لاختصاص الفيزياء في السنوات الثلاث الماضية وجدت أن لكل أستاذ جامعي طريقته في التدريس، وتنعكس هذه الطريقة على طبيعة النموذج التحضيري للامتحانات على أسئلة الاختبارات، إضافة إلى أن لشخصية المدرس الاجتماعية وتعامله مع الطلبة دوراً في محبة المادة وفهمها من المقررات أو الملخصات على حد سواء، مهما كان المقرر صعباً أو معقداً، وهو ما ينعكس على نموذج الأسئلة الامتحانية».

في أحد الفصول الدراسية تقدمت إلى امتحانات سبعة مقررات ضمن اختصاص الفيزياء، وبسبب تقارب المواعيد الامتحانية بعضها من بعض، لم يسمح لي الوقت بالتحضير الجيد، اضطررت للاعتماد على الملخصات بدل الدراسة من الكتب الجامعية وكانت النتيجة مقبولة إلى حدٍ ما

ويقول: «أجد أن الاعتماد الأساسي يجب أن يكون على المقررات، من أجل المحافظة على الأسلوب البحثي الإبداعي في سوق العمل، وحتى لا يصبح الخريج موظفاً عادياً في اختصاصه غير قادر على استنباط الحلول ومعالجة الأمور برؤى أكاديمية، وهنا لا أقلل من أهمية الملخصات أو ما يعرف بـ"النوطة"، التي يضعها ويختزلها المدرس الجامعي عن مقررات جامعية يدرسها هو ذاته، حيث تحتوي هذه الملخصات على أسئلة معيارية مهمة بالنسبة للمقرر من وجهة نظر المدرس، ولكنها برأيي غير مجدية في تحقيق معدلات عالية، إلا أنها تعوض جزئياً عن دراسة المقرر الكامل».

جعفر سعود

ويشير "جعفر" إلى نموذج آخر من طرائق التدريس المعتمدة على الشخصية الفكرية للمدرس الجامعي، فيقول: «النموذج الثالث من طرائق التدريس وما يعقبها من اختبارات امتحانية معتمدة على شخصية المدرس، وهذا أمر أدركته من خلال دراستي الجامعية، حيث إن بعضهم لا يمكن أن يختبروا الطلاب الجامعيين إلا وفق أسئلة دورات سابقة، وهو النموذج الأسهل للكثيرين، وهو ما يحقق نسبة نجاح جيدة ولكنه لا يحقق تفوقاً علمياً يتماشى والدراسة الأكاديمية».

أما الطالب "جعفر غنوج" فيقول: «في أحد الفصول الدراسية تقدمت إلى امتحانات سبعة مقررات ضمن اختصاص الفيزياء، وبسبب تقارب المواعيد الامتحانية بعضها من بعض، لم يسمح لي الوقت بالتحضير الجيد، اضطررت للاعتماد على الملخصات بدل الدراسة من الكتب الجامعية وكانت النتيجة مقبولة إلى حدٍ ما».

مهند حسن

وفي لقاء مع "وسيم بلال" مدرس في كلية الرياضيات التطبيقية، قال: «بالنسبة لي لا أستخدم في العملية التدريسية أو الاختبارات الامتحانية سوى ما هو موجود في المقرر الجامعي، لأنه لا يمكن أن تغني الملخصات بما تحتويه من معلومات عن محتوى المقرر، فالملخصات المنتشرة بأيدي الطلبة الجامعيين لا تكفي، وإنما يمكن أن تكون بمنزلة إيضاح لبعض النقاط الغامضة في المقرر الجامعي، أي إنها شرح للأفكار وليست تلخيصاً لها، علماً أنه يمكن القول إن هذه الملخصات هي تجميع الطلبة، وتحتوي الكثير من الأخطاء لعدم تدقيقها لغوياً وعلمياً، حيث إن الخطأ اللغوي قد يذهب المعنى العلمي.

من الممكن أن أستجمع بعض النقاط الغامضة والمسائل غير المحلولة وأوضحها ضمن ملخص أقدمه شخصياً للطلبة ليستفيدوا منه مباشرة، لكني ضد أن أركز على بعض الأفكار وأطلب من الطلبة دراستها فقط، لأنني بهذه الطريقة أقدم للطالب علماً معلباً وأحجب عنه العملية البحثية المهمة في حياته العملية المستقبلية».

ويضيف: «عندنا يشيع بعض الطلبة فيما بينهم أن مدرساً ما يقدم ملخصات ويعتمدها في العملية التدريسية والاختبارية، هذا بحد ذاته تجنٍّ على المقرر الجامعي، قبل أن يكون على المدرس، فالعملية البحثية من خلال المقررات الجامعية والاختبارات فيها، هدف للدراسة الأكاديمية، فنحن لسنا في المرحلة الثانوية نقدم معلومات جاهزة ونختبر مدى حفظ الطلاب لها».