كائن بحري أشواكه تحميه ومجساته تخفيه، يعيش على الصخور في المياه قليلة الأعماق، وقيمته الغذائية الكبيرة جذبت أغلب الكائنات البحرية لتناوله، والصيادين الذين يتلذذون ببيوضه وأعضائه الصفراء.

توجد هذه الثمار البحرية عادة في المياه البحرية الخفيفة وعلى الشواطئ الصخرية في بعض الأحيان، وهذا ما أكده الصياد "محمود هلهل" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 28 آب 2017، وتابع: «تعدّ "توتيا" من ثمار البحر اللذيذة بمذاقها والغنية بمكوناتها الغذائية المفيدة للصحة العامة، ولها أشكال وألوان غريبة، منها الأحمر والأخضر والأسود، ولها شكل كروي تغطيه الأشواك المتحركة التي وظفت في كثير من الظروف لمصلحة حياته التي تعدّ صعبة نوعاً ما نتيجة الطلب البشري الزائد عليه، وحالات الافتراس التي يتعرض لها دائماً، فهو غذاء مفيد لأغلب الكائنات البشرية والبحرية».

يدرك فوائده الكثيرة العديد من الصيادين، فيتناولونه بطريقة بسيطة ومن دون طهو كما المحار، وآخرون يعتمدون تناول بيوضه الكثيرة التي تعدّ كما الكافيار بفوائدها، وأيضاً من الصيادين من يقوم بعملية شواء للأجزاء الصفراء من الأعضاء الداخلية ضمن الصدفة الكلسية القاسية، ليصار إلى تناولها، وذلك بعد تقطيع الصدفة إلى نصفين، حيث تعدّ نوعاً من مقبلات الثمار البحرية

ويتابع: «هذا الكائن البحري "توتيا" مثله مثل "خيار البحر"، أو "نجم البحر" من فصيلة اللا فقاريات على الرغم من وجود الصدفة الكلسية القاسية الحاضنة لأعضائه كالهيكل العظمي، وكان يتوافر في مياهنا البحرية بكميات وفيرة قبل عشر سنوات، أما الآن، فهو مهدد بالانقراض، نتيجة الإقبال الكبير على صيده؛ وهذا يعني أن حالة من الأضرار في التوازن البيئي ستحدث.

محمود هلهل مع أحد أنواع التوتيا المنظفة من الأشواك

وتبدو الأشواك المحيطة بكتلته الجسدية العامة كالغطاء، ويظهر من بين هذه الأشواك ما يمكن تسميته أذرع تعدّ بمنزلة الأقدام، وتسمى الأقدام "القنابية"، وتنتهي بمجسات لاقطة تساعده على التقاط الأشياء من المحيط لإخفاء جسده من الافتراس».

ويضيف عن طريقة صيده: «طريقة الصيد سهلة وبسيطة، وتتم بواسطة شباك خاصة ترمى ليعلق عليها من خلال أشواكه التي تحميه، ويمكن أيضاً من خلال الغوص التقاطه بكل سهولة، وأشير هنا إلى أن بعض الناس لا يدركون قيمته الغذائية؛ لذلك زبائنه ممن يدركون هذه القيم الغذائية، إضافة إلى أن شكله وتكوينه البنيوي يجعل بعضهم ينفرون من تناوله، علماً أن طريقة تحضيره سريعة، حيث تكسر الصدفة الكلسية الحاضنة للأعضاء، وبعدها يمكن تناوله نيئاً أو مشوياً، ومذاقه شهي في الحالتين».

توتيا معدة للأكل

وعن فوائده التي يدركها بخبرته بالتعامل معه، قال: «يدرك فوائده الكثيرة العديد من الصيادين، فيتناولونه بطريقة بسيطة ومن دون طهو كما المحار، وآخرون يعتمدون تناول بيوضه الكثيرة التي تعدّ كما الكافيار بفوائدها، وأيضاً من الصيادين من يقوم بعملية شواء للأجزاء الصفراء من الأعضاء الداخلية ضمن الصدفة الكلسية القاسية، ليصار إلى تناولها، وذلك بعد تقطيع الصدفة إلى نصفين، حيث تعدّ نوعاً من مقبلات الثمار البحرية».

الصياد "أغيد زروف" قال: «التكوين البنيوي لـ"توتيا" -أو كما يسميه بعضهم "قنفذ البحر"- غريبة بعض الشيء، حيث إنه مكون من جهاز هضمي مرتبط بفم يتوضع على أحد أقطاب الكتلة الكروية له، وهو الشكل العام لهذا الكائن البحري، وتحميه قشرة أو صدفة كلسية قاسية تغطيها الأشواك القابلة للتحرك، حتى إن طريقة حركته في المياه البحرية غريبة أيضاً، وتكاد تكون بطيئة نتيجة الأقدام القنابية الصغيرة جداً المتوضعة بشكل شبه مخفي أسفل كتلة الجسد الكروي؛ وهذا يدفع مفترسيه إلى قلبه على ظهره عند محاولة افتراسه، هرباً من الأشواك».

توتيا سوداء مع أشواكها

يعدّ هذا الكائن البحري ذا قيمة غذائية عالية أدركها الفران "يحيى حبيشي"، قال: «على الرغم من سنواتي السبعين تقريباً، فأنا أتمتع بصحة وقدرة بدنية عالية، وشخصياً أعزي هذا للقيمة الغذائية الموجودة في الكائن البحري "توتيا" الذي تناولته بكثرة خلال رحلاتي البحرية ما قبل هذا السن؛ أي خلال المرحلة التي عملت فيها كصياد بحري، وهو بحسب خبرتي بالصيد يتغذى على الكائنات البحرية الصغيرة المعروفة بقيمتها الغذائية العالية كـ"بلح البحر"، وأيضاً على النباتات البحرية ذات القيم الغذائية العالية، حيث يعمل على تقطيعها بواسطة خمسة أسنان قوية وحادة يمتلكها في فمه الصغير الذي لا يمكن إدراكه إلا بعملية تحديق بصرية. وهو يعيش طويلاً، ويبلغ قطر صدفته نحو 10سم».