تمكّنت "جنى حنا" من توظيف موهبتها بالرسم على الحصى والفخار باستخدام الخطوط وفن "المانديلا"، لإنتاج إكسسوارات متميزة تلفت بألوانها من يشاهدها، وقامت بتسويقها عبر شبكة الإنترنت لتكون وسيلتها لفتح آفاق جديدة لعرض مشغولاتها.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع "جنى غيث حنا" بتاريخ 3 تشرين الثاني 2017، فقالت عن موهبتها: «الرسم بوجه عام لا يعدّ تصويراً للواقع، لكنه انعكاس عنه، وليست مهمته نسخ الواقع ليكون مطابقاً له، وإنما تكمن مهمته في تحفيز الناظر لإيجاد صلات مشتركة لأعمال من الواقع، وهو هوايتي التي رافقتني منذ الطفولة، وبدأت صقلها وتطويرها عن طريق دورات لتعلم أصوله وطريقة دمج الألوان، لكن فضلت الرسم بطريقة حرة من دون قواعد، وبدأت رسم رسومات مختلفة ومتنوعة، وبالاطلاع عبر شبكة الإنترنت على أنواع الفنون تعلمت فن "المانديلا" الذي تعود أصوله إلى الثقافة الهندية، فهو فن يعنى بالتفاصيل الصغيرة من خلال مربعات متداخلة بعضها ببعض، وأشكال دائرية لا بداية ولا نهاية لها، وهي نقوش دقيقة ومتوازنة تحتاج إلى الصبر والدقة الشديدة لتخرج بشكل معبر يبعث الهدوء في النفس والبهجة، إضافة إلى الكلمات التي أضفتها إلى القطعة المراد إنجازها، وأحببت تطبيقه على الحصى، ومذ كنت صغيرة أقوم بجمع الحصى بمختلف ألوانها وأشكالها، وأكدسها في صندوق خاص بي، وأقوم بتصنيفها حسب حجمها وشكلها، إضافة إلى حبي للإكسسوارات المصنوعة يدوياً التي كانت تجذبني وتلفت انتباهي، فبدأت بحثي عن الألوان والتصاميم المناسبة لكل حصى حسب حجمها ولونها، وبدأت استغلال هذه الأحجار لأحولها إلى قطعة فنية متميزة».

أول تجربة لي في صنع الإكسسوارات كانت عبارة عن هدية لصديقتي في عيد ميلادها، إذ أردت أن أقدم لها هدية من صنع يدي وتعكس جزءاً من شخصيتي، وكانت عبارة عن طوق من الحصى الملون والخرز، ولاقت هديتي إعجاب أصدقائي وأهلي، وقد كان الإعجاب بما أنتج أحد دواعي الاستمرار والتفكير الجدي في تطوير موهبتي والاستفادة منها بمشروعي الذي راودني منذ سنوات؛ وهذا ما دفعني إلى نشر أعمالي ضمن صفحات "الفيسبوك" التي تعنى بالأعمال اليدوية، وأنشأت صفحة خاصة بي لترويج منتجاتي، وكانت هذه أول خطوة بمجال العمل المهني، حيث بدأت أحقق انتشاراً واسعاً، وأصبحت أعمالي مطلوبة ومنتشرة في عدد من المحافظات السورية

وتابعت: «أول تجربة لي في صنع الإكسسوارات كانت عبارة عن هدية لصديقتي في عيد ميلادها، إذ أردت أن أقدم لها هدية من صنع يدي وتعكس جزءاً من شخصيتي، وكانت عبارة عن طوق من الحصى الملون والخرز، ولاقت هديتي إعجاب أصدقائي وأهلي، وقد كان الإعجاب بما أنتج أحد دواعي الاستمرار والتفكير الجدي في تطوير موهبتي والاستفادة منها بمشروعي الذي راودني منذ سنوات؛ وهذا ما دفعني إلى نشر أعمالي ضمن صفحات "الفيسبوك" التي تعنى بالأعمال اليدوية، وأنشأت صفحة خاصة بي لترويج منتجاتي، وكانت هذه أول خطوة بمجال العمل المهني، حيث بدأت أحقق انتشاراً واسعاً، وأصبحت أعمالي مطلوبة ومنتشرة في عدد من المحافظات السورية».

بعض الإكسسوارات التي صممتها

وعن مراحل العمل تقول: «في البداية أقوم باختيار الحصى من حيث حجمها وشكلها الذي يناسب التصميم الذي أريد تطبيقه عليها، ثم أقوم ببردخة الحجر وصقله ببرداخ ماء خاص، ثم ثقبه بمثقب وريشة خاصة لثقب الحجارة، وبعدها تبدأ عملية التلوين التي تعتمد على التصميم والنقوش الصغيرة والمزركشة، التي تحتاج إلى الدقة والصبر لصغر حجمها، وأقوم برسمها وتلوينها بألوان "الفول وماستر" أو المائية أو الزيتية، ثم أضيف إليها مادة "اللكر" للحفاظ على رونق القطعة لأطول مدة ممكنة، وبعدها يدخل الحبل لتشكيلها كقلادة أو علاقة مفاتيح، أو غير ذلك وفقاً لطلب الزبون، أضف إلى أنني جربت الفخاريات، وكانت الألوان الزيتية الخيار الوحيد الممكن، ولكونه يستغرق وقتاً طويلاً لتجف كل طبقة، وجدت التعامل مع الحجارة أسهل على الرغم من صعوبتها؛ إذ لا مجال فيها لإصلاح الخطأ، لذلك تحتاج إلى الثقة والهدوء والصبر والدقة في العمل ليخرج التصميم الفني بالصور المثلى».

الفنانة التشكيلية "جورجينا بدور"، حدثتنا عنها: «"جنى" من الأشخاص الذين يتمتعون بإحساس فني عالٍ جداً، استطاعت أن تبرزه من خلال الخط واللون، على الرغم من أنها لم تدرس الفن، لكن لديها إحساساً عالياً ومقدرة كبيرة على تجسيد أفكارها بأعمالها الفنية التي ابتكرتها، فمن خلال معرفتي بها وبشخصيتها الجميلة أرى أن اختيارها للألوان قائم على حالتها النفسية، فتختار ألواناً مشرقة تعبر عن حالة الفرح، وتقوم بمزج أو إدخال الأسود مع الألوان الأخرى للتعبير عن حالة الحزن والإحباط، كما أنها استطاعت أن تميز مشغولاتها من خلال قدرتها على تنسيق ألوانها وحروفها بطريقة مبتكرة، فعندما تستخدم اللون الأسود بكثرة، تقوم بوضع لوناً قوياً كالأصفر في عملها الفني؛ وهذا دليل على قوة عميقة في شخصيتها، أضف إلى أنه من خلال مشغولاتها تلمس صدق وبساطة وعفوية تلك الفنانة في نتاجها وإضافاتها الجميلة التي تضعها في التصميم لتضفي الجمال على مشغولاتها، من خلال استخدامها أشياء بسيطة ومعدات أكثر بساطة أو مواد من بيئتها، فأعمال "جنى" كلها تتمتع بعفوية؛ لأنها تعمل بإحساس الطفل الصادق كشخصيتها تماماً، تلفت الانتباه، ولا يمكنك إلا أن تحب أعمالها».

أعمالها بالفخار

الجدير بالذكر، أن "جنى غيث حنا" من مواليد "القدموس" عام 1998، سنة ثانية هندسة ميكانيك، جامعة "تشرين".