وقوعها في منطقة انتقالية تفصل الساحل عن الجبل، وعلى طريق رئيس يعدّ حالياً من أهم الطرق الواصلة بين الساحل والمنطقة الوسطى، أكسبها أهمية كبيرة على كافة الصعد.

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 5 تشرين الثاني 2017، قرية "اسقبله" والتقت "غياث داؤود" من أهالي القرية، حيث تحدث عن الموقع بالقول: «تقع القرية على منتصف طريق عام "بانياس - القدموس"، حيث تبعد مسافة تقدر بأحد عشر كيلومتراً عن كل من المدينتين، وهي تابعة إدارياً إلى ناحية "تالين". تحيط بها مجموعة من القرى، فمن الشرق والجنوب الشرقي قرية "الحطانية"، ومن جهة الجنوب قرية "الشيباني"، ومن الغرب قريتا "تالين"، و"التون المرقب". أما من جهة الشمال، فتحدها قريتا "البلوطية" و"خربة كسيح". فيها سبع حارات، وعدد سكانها خمسة آلاف وخمسمئة نسمة، وعدد العائلات فيها أربع عشرة عائلة، وهي: "نعمان"، و"داؤود"، و"صقير"، و"فضة"، و"محمد"، و"حيدر"، و"سلطون"، و"عبد الله"، و"ناصيف"، و"سلامة"، و"كسيح"، و"زيود"، و"الخطيب"، و"عادلة"، وتعود أصولهم القديمة إلى مناطق مختلفة من جبال الساحل، حيث يعملون في الزراعة إلى جانب وظائفهم المتنوعة».

تبلغ مساحة الأراضي الزراعية المستصلحة نحو ستمئة دونم، تزرع أغلبها بمحاصيل رئيسة كالتبغ والقمح والزيتون، إلى جانب محاصيل أخرى تزرع لتحقيق اكتفاء العائلات، كالتين والرمان والعنب والخضار الحقلية، مثل: البطاطا، والبصل، والثوم، والسلق، وغيرها، ولا يعتمد الأهالي كثيراً على زراعة الحمضيات، وفي القرية عدة ينابيع صغيرة تشح صيفاً، منها نبعا "التحتاني"، و"حيمور"

ويتابع: «تبلغ مساحة الأراضي الزراعية المستصلحة نحو ستمئة دونم، تزرع أغلبها بمحاصيل رئيسة كالتبغ والقمح والزيتون، إلى جانب محاصيل أخرى تزرع لتحقيق اكتفاء العائلات، كالتين والرمان والعنب والخضار الحقلية، مثل: البطاطا، والبصل، والثوم، والسلق، وغيرها، ولا يعتمد الأهالي كثيراً على زراعة الحمضيات، وفي القرية عدة ينابيع صغيرة تشح صيفاً، منها نبعا "التحتاني"، و"حيمور"».

اسقبله من غوغل

وعن جغرافية القرية وسبب تسميتها، تقول "زينة محمد"، وهي معلمة من أهالي القرية: «"اسقبله" الهمزة في أولها (ها) أداة التعريف في الكنعانية، والجزء المتبقي معناه ضد أو خصم أو عدو، وفي السريانية تعني المتقابلات، حيث تقع القرية على هضبة رئيسة تصل إلى ارتفاع يزيد على خمسمئة وخمسين متراً، قسمتها الأودية التي حفرتها الجريانات المائية إلى خمس هضاب تتوزع عليها الحارات جميعها وتقابل بعضها، وتشرف أراضي القرية على واديين رئيسين؛ الأول وهو الأكثر شهرة "وادي جهنم"، ويقع شمال شرقها، والثاني يدعى وادي "اسقبله" الذي يتميز بتشكيلات صخرية متنوعة.

وهناك عين ماء معروفة بالعين التحتانية، ولمياهها خصائص وصفات جيدة تجعلها مقصداً للكثيرين من الأهالي. وما يميز القرية أيضاً مناخها الذي يعدّ انتقالياً بين مناخ الساحل والجبل، فهي أكثر دفئاً في الشتاء من مناطق "ريف القدموس" المجاور لها، هذا من جانب، ومن جانب آخر أكثر اعتدالاً من المناطق الساحلية الواقعة إلى الغرب منها، فيمكننا القول إنها أخذت محاسن مناخ الجبل والساحل».

من وديان القرية

موقعها على الطريق العام بين مدينتي "بانياس" و"القدموس" أعطاها مكانة استراتيجية، هذا ما قاله المدرّس "غيث محمد" من أهالي القرية، ويتابع: «قديماً نشأت القرية على أحد الممرات الجبلية الطبيعية التي تسلكها قوافل طريق الحرير في منطقة محمية من الرياح الباردة بالقرب من ينابيع المياه الموجودة في الأودية، وحتى الآن مازالت بعض العائلات تسكن البيوت الأثرية القديمة المبنية من الحجارة وسقوف الخشب والتراب، التي تعرف ببيوت (الساموك)، لكن مع شق الطريق الرئيس منذ فترة الاستعمار الفرنسي ومع تطور وسائل البناء تركزت بيوتها الحديثة على جانبي الطريق وفي المناطق المرتفعة».

وعن الخدمات يقول: «إلى جانب الطريق الرئيس شقّ عدد من الطرقات الزراعية على نفقة مختار القرية الخاصة، التي تخدم أراضيها الزراعية، وتصل بين حاراتها المتباعدة، إلى جانب ذلك تتوفر في القرية الخدمات المتنوعة، كخطوط الكهرباء، والهاتف والإنترنت، وجمعية فلاحية، وشبكة مياه شرب، لكن لا تصل المياه إلى البيوت سوى مرة واحدة أسبوعياً، إضافة إلى عدم وجود شبكة صرف صحي فيها. ومن الناحية التعليمية فيها روضة أطفال، ومدرستا تعليم أساسي وثانوي، وترتفع فيها نسبة المتعلمين من الخريجين الجامعيين».

الطريق العام