وجودها على طريق رئيس يعدّ ممراً لأهالي القرية وما يجاورها، والقرب من مدافن حجرية ومغارة طبيعية عوامل ساهمت في جعل سنديانة "نعمو" وشرفتها المبنية بجهود أهلية، منتزهاً طبيعياً مجانياً.

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 15 شباط 2018، قرية "نعمو الجرد" في ريف مدينة "بانياس"، والتقت "حسن محمد" من أهالي القرية، ليحدثنا عن موقع شجرة السنديان العتيقة وصفاتها، حيث قال: «تقع على هضبة تنتهي بجرف صخري شديد الانحدار، مشرفة على الطريق الرئيس للقرية، وتطل في جهة الغرب على إطلالة بحرية مذهلة. أما من الشرق، فتبدو امتدادات الجبال والوديان واضحة؛ وهو ما أكسب موقعها أهمية كبيرة بالنسبة لمحبي الإطلالات البحرية الجبلية في الوقت نفسه. وعمرها ألف عام، حيث يبلغ محيط الجذع ما يقارب أربعة أمتار، أما طولها، فيصل إلى اثني عشر متراً، كما تتفرع أغصانها بشكل مميز لتغطي مساحة ظل تتجاوز دونماً ونصف الدونم، كما تنكشف جذورها الضخمة من جهة الغرب شاقة الصخور الكبيرة المميِّزة للمنطقة».

في أيام العطلة كثيراً ما نقصد هذه القرية للتمتع بأجوائها الباردة صيفاً، والمعتدلة ربيعاً، والهدوء والعذوبة وروعة الإطلالات التي تجمع بين الجبال والوديان من جهة والبحر، فتغنينا عن الذهاب إلى المطاعم والمنتزهات، وبهذا أصبحت تمثّل للكثير من العائلات استراحة طبيعية ومنتزهاً مجانياً، فهي لا تبعد عن المدينة إلا مدّة بسيطة لا تتجاوز أكثر من عشرين دقيقة في أي وسيلة نقل، سواء عامة أو خاصة

ويتابع عن العلاقة التي تربطها مع الناس: «كما تقع على بعد أمتار قليلة من السنديانة مدافن حجرية تعود إلى عصور قديمة على شكل شرفات محفورة في الصخر، ويمكن الوصول إليها بممرات ضيقة محاطة بأغصان الأشجار والنباتات المتسلّقة؛ وهو ما يضفي روح المغامرة للشبّان الذين كثيراً ما يقصدونها للاستمتاع بالبرودة والإطلالة المميزة. كما تقع بالقرب من نبع ماء فوّار، يعطي منطقة الشجرة في فصل الشتاء مقوّمات إضافية لجذب محبي الطبيعة وهواة التصوير.

حسن محمد

ومنذ القديم مثّلت مكاناً لالتقاء أهالي القرية واجتماعاتهم للتشاور في أمور المواسم والزراعة وحل المشكلات فيما بينهم، ومكاناً لاستقبال الضيوف وزوّارها، ومازال الأهالي في الوقت الحالي، وخاصة جيل الشباب، يقصدونها في جلسات شعبية يميزها الشواء والطبخ في أحضان الطبيعة، وتحضير المشروبات على نار الحطب، متمسّكين بالفلكلور والتراث الشعبي للجبال الساحلية».

ويضيف: «أيضاً وقوعها على طريق يعدّ ممراً لأهالي عدة قرى، جعلها معروفة بين سكان المنطقة بالكامل، ومقصداً للعائلات في أيام العطل، ومكاناً للتعارف وبناء علاقات اجتماعية زادت من المحبة بين سكان القرى المحيطة، وربما كانت الشاهد على العديد من مناسبات الأعراس والمصاهرة بين الأهالي، كما مثّلت للمزارعين الذين يملكون أراضي قريبة منها، ملجأ لهم من حر الشمس في أوقات الحصاد وجني المواسم، ومكاناً للاستراحة وتناول الأطعمة لاستعادة نشاطهم للعمل مجدداً».

إطلالات الجبال والوديان

إن مكان سنديانة "نعمو الجرد" هو ليس فقط مقصداً لأهالي القرية وجوارها، لكن أيضاً للكثيرين من أهالي مدينة "بانياس" القريبة، للعائلات والشباب من مختلف المراحل العمرية، وهنا يقول "منذر أحمد" من أهالي "بانياس"، والزائر الدائم للمنطقة: «في أيام العطلة كثيراً ما نقصد هذه القرية للتمتع بأجوائها الباردة صيفاً، والمعتدلة ربيعاً، والهدوء والعذوبة وروعة الإطلالات التي تجمع بين الجبال والوديان من جهة والبحر، فتغنينا عن الذهاب إلى المطاعم والمنتزهات، وبهذا أصبحت تمثّل للكثير من العائلات استراحة طبيعية ومنتزهاً مجانياً، فهي لا تبعد عن المدينة إلا مدّة بسيطة لا تتجاوز أكثر من عشرين دقيقة في أي وسيلة نقل، سواء عامة أو خاصة».

أما "فادي علي" الطالب في كلية الهندسة المدنية، فقد قال: «في أوقات الفراغ والعطلة الصيفية، اعتدنا ورفاقي التوجه إلى قرية "نعمو الجرد" لما تتميز به من مقومات سياحية، أهمها السنديانة القديمة، وما يجاورها من مدافن حجرية قديمة، ومغارة مميزة معروفة لدى أهالي المنطقة، وجرف صخري يطل على مناظر مذهلة، إضافة إلى غناها بغطاء نباتي طبيعي زاد المنطقة سحراً وجمالاً، فننعم بالهدوء والراحة، ونستمتع بما نحضره من أطعمة، كالسندويشات، والفطائر، والمشروبات الشعبية المعروفة، إضافة إلى ممارسة هواياتنا في التصوير».

ضخامة الجذور