عند التقاء ثلاث قرى تقع أرض "الجوبة"، وهي من الأراضي التي تحمل تميزاً تضريسياً ومناخياً ونباتياً جعلها قبلة لمحبي الرحلات وهواة التصوير والباحثين عن متنزه مجاني بين الجبال والوديان.

المهتم بالبحوث الجغرافية ومن أهالي قرية "كاف الجاع"، المدرّس "سامي حسن" تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 22 آذار 2018، عن التسمية والموقع ووصف الطريق وميزات المنطقة بوجه عام، حيث قال: «يطلق اسم "الجوبة" بوجه عام على المنخفضات الموجودة في الأراضي الكلسية والناتجة عن تحلل هذه الصخور، و"الجوبة" في قرية "كاف الجاع" واقعة في الجزء الجنوبي الغربي في أخفض مناطق القرية عند التقاء أراضيها مع أراضي قرية "المقرمدة" المجاورة لها والمطلة عليها من الجهة الغربية، وأيضا تلتقي في النقطة نفسها مع أراضي قرية "السلورية" وغابتها المطلة عليها من جهة الجنوب، وللوصول إلى أرض "الجوبة"، يسلك الأهالي طريقين زراعيين، وعلى الرغم من تمكن بعض الآليات الزراعية من الوصول إليها، إلا أن المتعة الأكبر في سلوك الطرق سيراً، حيث تظهر روعة التضاريس والإطلالات والتشكيلات الصخرية، وتختلف المحاصيل الزراعية المنتشرة في المدرجات الجبلية لتزيد المنظر سحراً وجمالاً».

يطلق اسم "الجوبة" بوجه عام على المنخفضات الموجودة في الأراضي الكلسية والناتجة عن تحلل هذه الصخور، و"الجوبة" في قرية "كاف الجاع" واقعة في الجزء الجنوبي الغربي في أخفض مناطق القرية عند التقاء أراضيها مع أراضي قرية "المقرمدة" المجاورة لها والمطلة عليها من الجهة الغربية، وأيضا تلتقي في النقطة نفسها مع أراضي قرية "السلورية" وغابتها المطلة عليها من جهة الجنوب، وللوصول إلى أرض "الجوبة"، يسلك الأهالي طريقين زراعيين، وعلى الرغم من تمكن بعض الآليات الزراعية من الوصول إليها، إلا أن المتعة الأكبر في سلوك الطرق سيراً، حيث تظهر روعة التضاريس والإطلالات والتشكيلات الصخرية، وتختلف المحاصيل الزراعية المنتشرة في المدرجات الجبلية لتزيد المنظر سحراً وجمالاً

ويتابع: «أكثر ما يميز منطقة "الجوبة" تضاريسها والصخور الكلسية المثقبة ذات الأشكال الغريبة المميزة والناتجة عن تحلل الكلس، ويمكن لمن يبحث بدقة، خاصة بعد مواسم الحصاد وجني المحاصيل، حيث تنكشف التربة ويجد بقايا مستحاثات بحرية تشكلت عندما كانت كامل المنطقة تحت مياه البحر في الأحقاب الجيولوجية السابقة؛ وهذا ما أعطى المنطقة أهمية خاصة لدى محبي الاكتشاف والدراسات الجيولوجية وجمع هذه العينات المميزة.

بداية طريق الجوبة

كثيراً ما أقصد المنطقة مع رفاقي لنقضي بعض الأوقات بعيداً عن ضغوطات الدراسة سابقاً والعمل حالياً؛ لما تتميز به من هدوء وسكينة، في مرحلة دراستي الجامعية، كانت هذه المنطقة قبلتي في العديد من الدراسات الميدانية والعملية؛ لغناها الطبيعي بتضاريسها، وخاصة ما يعرف لدينا بـ "الكاريست". ويمكن للمهتمين بالأبحاث الجغرافية أن يأتوا لزيارتها ودراستها، وستقدم لهم كل ما هو جديد ومفيد».

وأثناء وجودنا في منطقة "الجوبة" التقينا "غدير حمود" من أهالي الريف المجاور، وهو من هواة الصيد والمسير الجبلي والتصوير، وقال: «أقصد مناطق كثيرة سيراً على الأقدام بهدف الصيد والاستمتاع بجمال وهدوء الطبيعة، ومن المناطق المفضلة لدي أرض "الجوبة"؛ آتي إلى هنا بقصد التقاط أجمل الصور لمنطقة متفردة بجمال طبيعتها وما تحتويه من مناظر للجبال والوديان والغطاء النباتي الطبيعي المتنوع من شجيرات السنديان والبطم والأعشاب المختلفة، ومنها الطبية تراها في تداخل مذهل مع صخور المنطقة ذات الأشكال المتنوعة، فتلتقط عدستي مشاهد ولقطات لا تعد ولا تحصى، وأحياناً قد نصادف بعض أنواع الحيوانات، كالثعالب، وأنواعاً من الطيور لكونها بعيدة عن التجمع الرئيس لبيوت القرية، وتشكل امتداداً طبيعياً لأحراج كل من قريتي "المقرمدة" و"السلورية"، باختصار، هذا المكان يعدّ جنة ومتنزهاً مجانياً لمحبي التصوير والمسير وما يرافقه من جلسات».

إطلالة باتجاه السلورية

أيضا تعدّ أرض "الجوبة" من المناطق التي تحمل تميزاً زراعياً، عن هذا يقول المهندس الزراعي "نورس صالح"؛ وهو رئيس بلدية قرية "كاف الجاع": «توجد بالقرب من هذه المنطقة أشجار زيتون قديمة جداً ومعمرة يتجاوز عمرها مئات السنين، وهي موجودة طبيعياً أو من بقايا الحضارات القديمة التي سكنت المنطقة؛ وهذا شجع أهالي القرية بوجه عام، ومن يمتلكون أراضي في "الجوبة" بوجه خاص، على غرس أراضيهم بأشجار الزيتون، وقد أصبح عمر بعض البساتين عشرين عاماً وربما أكثر بقليل، وحالياً تساهم في إنتاج القرية من زيت الزيتون، وإلى جانبها قام بعض المزارعين ببناء خزانات للمياه أو استجرار مقطورات مياه من ينابيع القرية ليتمكنوا أيضاً من زراعة التبغ على مساحات كبيرة، وهو الآن من أهم المحاصيل النقدية التي يعتمد عليها الأهالي في معيشتهم، إلى جانب زراعة القمح والحمّص، وتمثل الأحراج المجاورة لـ"الجوبة" مقصداً لبعض رعاة الماعز».

إطلالة باتجاه كاف الجاع