عانى أهالي جزيرة "أرواد" من النفايات المنزلية لسنوات طويلة، وكذلك نواتج حرق هذه النفايات في المكب جنوبي الجزيرة، لكن هذه المعاناة وبفضل تجربة هي الأولى من نوعها تلاشت؛ بترحيل النفايات عبر قارب بحري إلى معمل "وادي الهدى".

مدونة وطن "eSyria" زارت جزيرة "أرواد" بتاريخ 22 نيسان 2018، والتقت المختار "خالد بصو" ليحدثنا بداية عن هذه المعاناة مع النواتج اليومية من النفايات المنزلية: «تعاني الجزيرة مع تزايد عدد المقيمين فيها من النفايات المنزلية الكبيرة التي تراوح ما بين خمسة إلى سبعة أطنان يومياً؛ وهو ما انعكس سلباً على الواقع السياحي لسنوات، وحياة الأهالي فيها، وخاصة في الصيف، حيث تكثر القوارض والحشرات الزاحفة والطائرة؛ وهذا دفع العديد منهم إلى مغادرتها، حيث كان الهمّ كيفية التخلص من هذه النفايات ليعود ألق النظافة المعتادة إليها».

عمليات جمع النفايات من أزقة الجزيرة تتم بواسطة عربات صغيرة، وهو عمل شاق نتيجة طبيعة الأزقة وقلة الكوادر العاملة

أما "محمد جمعة" من أهالي وسكان الجزيرة، فقال: «كثيرون من مرتادي الجزيرة للسياحة والتنزه ينفرون منها بسرعة بعد الاطلاع على واقع النظافة المتردي فيها، فأغلب الأحياء تعج بالنفايات المتراكمة، نتيجة عدم جمعها بأسلوب منظم ومستمر من قبل كوادر النظافة قليلي العدد في مجلس المدينة، إضافة إلى عدم تقيد الأهالي بمواعيد رمي القمامة وأماكنها، وكان لا بد لهذا الواقع من حلّ جذري، ونقلها يومياً من الجزيرة إلى شواطئ مدينة "طرطوس"، وذلك بواسطة قارب النظافة».

المختار خالد بصو

وفي لقاء مع المهندس "وسام عيسى" مدير النفايات الصلبة في أمانة المحافظة، قال: «نتيجة المعاناة الكبيرة لأهالي جزيرة "أرواد" و"شاليهات الأحلام" من النفايات المنزلية الناتجة يومياً، ورمي معظمها في البحر وتراكم بعضها في المكب جنوبي الجزيرة، الذي يحرق بنواتجه باستمرار ضمن ظروف مناخية مناسبة للحرق، تم البحث بإعادة تأهيل وصيانة قارب مجلس المدينة، وتجهيزه بروافع ميكانيكية مهمتها نقل حاويات القمامة من الرصيف البحري إلى ظهر القارب، ليصار إلى نقلها بواسطته إلى شوطئ مدينة "طرطوس"، ثم تنقل بواسطة آلية مجلس مدينة "طرطوس" إلى معمل "وادي الهدى"، لتفرز وتوضب بأسلوب آمن».

ويتابع: «المعاناة كانت تتلخص أيضاً بنواتج حرق النفايات في المكب بظروف مناخية متغيرة؛ وهو ما كان يعرّض الأهالي إلى روائح وأدخنة الحرق، لكن بعد الحصول على إعانة مالية من موازنة المحافظة، والمقدرة بنحو خمسة مليون ليرة سورية لإعادة تأهيل قارب مجلس المدينة، يتم يومياً نقل النفايات من الجزيرة إلى شواطئ المدينة؛ وهو ما ساهم بتحسن واقع النظافة بوجه عام؛ وهذا يؤهلها لاستقبال موسم سياحي جيد».

عملية نقل النفايات بالقارب

تم تجهيز القارب بالأدوات والتجهيزات التي تساعد في عملية نقل حاويات النفايات من شواطئ الجزيرة إلى المركب، ثم إلى شواطئ "طرطوس" بطريقة احترافية وتجربة نوعية غير مسبوقة على حد قول رئيس مجلس بلدة "أرواد" الدكتور "محمد بصو"، وتابع: «هي تجربة نوعية على مستوى المحافظة، ويتم خلالها نقل النفايات الناتجة يومياً والمجمعة في حاويات خاصة، من شواطئ الجزيرة بواسطة رافعة صممت خصيصى لهذا الغرض ووضعت على ظهر القارب، إلى شواطئ المدينة، حيث يمكن تحميل نحو عشر حاويات مجتمعة على ظهر المركب، ليصار إلى وضعها على اليابسة بواسطة الذراع الميكانيكي الذي وضعها على ظهر القارب، ثم تنقل بواسطة آليات مجلس مدينة "طرطوس" إلى معمل "وادي الهدى"».

ويتابع: «تمت تجربة عملية النقل بواسطة القارب، وكانت ناجحة جداً، وتمت المباشرة بتطبيق التجربة على أرض الواقع يومياً، لننهي بذلك تراكم النفايات المستمر».

الدكتور محمد بصو

وأضاف: «عمليات جمع النفايات من أزقة الجزيرة تتم بواسطة عربات صغيرة، وهو عمل شاق نتيجة طبيعة الأزقة وقلة الكوادر العاملة».

الجدير ذكره، أن عدد المكبات في "طرطوس" اثنان وستون مكباً، ترحل نفاياتها يومياً إلى معمل "وادي الهدى"، الذي يعمل بطاقته العظمى بعد تحويل كامل المكبات إليه.