بالتعاون بين اتحاد الحرفيين ومديرية الثقافة في "طرطوس" انطلقت فعاليات مهرجان التراث الشعبي الثقافي الرابع؛ بافتتاح معرض تراثي حي، ولوحات رقص لفرقة "إيل ياما"، وتكريم نخبة من التراثيين على صعيد المحافظة.

على وقع صوت الجرن الخشبي، وأنفاس الحرفي "فيصل زيدان" انطلقت فعاليات معرض "التراث الشعبي" الحي، القائم على التعريف بحرفنا التراثية وآلية العمل بها، وهنا قال لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 5 آب 2018: «كانت ترافق عملية دق حبات القمح أصوات خفيفة بعض الشيء لتريح العامل بهذه الحرفة التراثية القديمة، وهذا ما لا يدركه أغلب الناس لكونهم يحصلون على القمح المقشور الجاهز، فهي حرفة تراثية في عائلتنا؛ لأن نتاجها وجبة غذائية شبه يومية فيما مضى، وتستخدم المدقة الخشبية من خشب الغار لتضفي نكهة خاصة على القمح المقشور».

هي حرفة أجدادي من عشرات السنين، ورثتها وعملت بها حفاظاً عليها من الاندثار، وقد حققت بالنسبة لي مصدر دخل جيد، ومشاركتي اليوم كانت غنية وفتحت لي سوق تصريف جيداً بين الناس المهتمين بالتراث

"يوسف إبراهيم" عضو في فرقة "إيل ياما" للفنون الشعبية، قال: «قدم أربعة عشر شاباً وشابة من مختلف الأعمار عدة لوحات في الرقص الشعبي والفلكلوري من عدة محافظات سورية، ومنها: "اللالا"، و"الجبل"، و"البحر"، و"الجزيرة". وكان الهدف إظهار الفلكلور الشعبي لكل محافظة وحالة تميزه عن غيره».

الحرفي يوسف الأطرش

الحرفي "يوسف الأطرش" صانع كراسي القش وحصر البردة، قال: «هي حرفة أجدادي من عشرات السنين، ورثتها وعملت بها حفاظاً عليها من الاندثار، وقد حققت بالنسبة لي مصدر دخل جيد، ومشاركتي اليوم كانت غنية وفتحت لي سوق تصريف جيداً بين الناس المهتمين بالتراث».

الحرفي "سليمان داؤود" المشارك بصناعة الملاعق الخشبية، قال: «هذه المهرجانات والمعارض المباشرة كفيلة بإعادة إحياء التراث من جهة، وتجديده برؤية معاصرة من جهة أخرى، فكثيرون من الزوار توقفوا ليشاهدوا كيف تصنع هذه الملاعق؛ فهم دوماً يشاهدونها جاهزة للاستخدام، ولا يدركون طريقة صناعتها».

فرقة "إيل ياما"

هي صور للأعمال التراثية واللوحات الراقصة التي أعلنت انطلاق النسخة الرابعة من مهرجان "التراث الشعبي والثقافي"، وفق ما قال "منذ رمضان" من اتحاد حرفيي "طرطوس"، وتابع: «ضمّ المهرجان فقرات عدة، منها: طريقة صناعة الكراسي، وطريقة استخراج الزيت من حبات الغار، وطريقة نسج الحرير واستخراج الخيوط من الشرانق.

وقسم المعرض إلى قسمين؛ الأول صباحي، والثاني مسائي، ففي صالة المركز الثقافي العربي بـ"طرطوس"، وبمشاركة ستة عشر حرفياً وهاوياً من "اللاذقية" و"طرطوس" قدموا معروضات ومقتنيات تراثية، وكذلك تشارك فرقة "إيل ياما" للرقص الفلكلوري والمعاصر بلوحات متعددة.

الحرفي سليمان داؤود

الهدف من المهرجان التعريف بالحرف والمقتنيات التراثية واستحضارها في وقتنا الحالي لتكون ركيزة أساسية وجسراً في بناء مستقبل مشرق، وأيضاً التعريف بالمدربين التراثيين الذين أسسوا لحرفيين هواة جدد، ومنهم جرحى الجيش العربي السوري، بهدف تأمين مصادر دخل بسيطة لهم».

يشار إلى أن المهرجان افتتح بتاريخ 5 آب، ويستمر لغاية 7 آب 2018.