قدم "عمار عبد الرحمن" حلم الطفولة في بناء جسد مثالي، على متطلبات حياته كشاب في مقتبل العمر، ومنحه الكثير من الحوافز والإمكانات للتحقق، وسرعان ما تحول هذا الحلم إلى واقع مكنه من المشاركة في بطولة الجمهورية وتحقيق المركز الأول.

ظروف عدة كانت بالنسبة للاعب "عمار" صعبة وقاسية كأي شاب، لكن حكمته التي نمّاها من خلال لعبة بناء الأجسام، مكّنته من تجاوزها ببراعة فاقت عمره الصغير بشهادة مدربيه في اللعبة، وفي لقاء لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 17 كانون الثاني 2019 قال: «علاقتي بالرياضة بوجه عام علاقة ودية وعاطفية، فدوماً كنت أرغب بجسد جميل ومتناسق، ووجدت في لعبة بناء الأجسام هدفي مع أنها لعبة التحدي والقوة التي تحتاج إلى الصبر والمتابعة والمحبة.

"عمار" لا يتباهى أمام رفاقه بجمال جسده وتحقيقه لبطولات عدة، بل على العكس هو متواضع مع أنه يملك مقومات جسدية أعدّها كمدرب أفضل بكثير من اللاعبين القدامى، كما أنه قادر على مراقبة نفسه ببراعة والتحكم بها وتأهيلها إن لزم الأمر بأسلوب لم أره عند غيره من اللاعبين، حتى على صعيد الموسيقا التي يسمعها خلال التمرين قادر على التفاعل معها وتحويلها إلى طاقة إيجابية تشبع عضلاته بالتمرين

وفي الحقيقة هي حلم بالنسبة لي منذ الصغر، وكان قدوتي فيها البطل العالمي "آرنولد"، ورغبت بأن يصبح جسدي كما جسده، وهذا دفعني للانتساب إلى نادي تدريب اختصاصي لمتابعة مراحل تحقيق هذا الحلم بتحفيز من الكابتن "محمد الأحمد"، فاعتنيت بأدق تفاصيل بناء العضلات، وفق أسس علمية منهجية بعيدة عما يتبعه بقية اللاعبين، والفضل هنا لمدربي الكابتن "فادي سليمان" والكابتن "محمد بصو".

اللاعب عمار علي يمين الصورة خلال المشاركة ببطولة الجمهورية

ولا أنكر أنني لعبت كثيراً في سنوات سابقة، وانقطعت عن اللعب عدة مرات بسبب ظروف صعبة وقاسية، ولكن في المدة الأخيرة قررت الاستمرار لتحقيق الحلم، حيث لا يتعارض هذا مع متابعتي للتحصيل العلمي في كلية السياحة التي تخرجت فيها بفضل الرياضة، فهي ساعدتني على تنشيط قدراتي الذهنية، ومكنتني من تحدي صعوبة المنهاج التعليمي النظري والعملي بحكمة وصبر».

ويتابع في توضيح تفاصيل تميز بها عن بقية أقرانه: «الجميل في هذه اللعبة التحدي لبناء عضلات مثالية، والرغبة في التطوير الدائم لها للوصول إلى مستويات متقدمة؛ وهو ما انعكس على رشاقة وجمال الجسد، ويحكم ذلك مراحل متعددة، أولها بروز بعض العضلات المتميزة في الجسد التي لا يمكن ظهورها بمتابعة بسيطة فقط، وثانيها تنمية هذه العضلات التي تجعل من الشخص متميزاً في اللعبة، وأخيراً تناسق بناء جميع العضلات في الجسد بعضها مع بعض، وهذه مرحلة مهمة جداً لا يدركها بعضهم ولا يعيرونها أي اهتمام.

الكابتن ياسر عون

والفضل هنا للمدربين اللذين تبنيا قدراتي وإصراري على تحقيق تميز مهما كانت الصعوبات في التمرين؛ وهو ما انعكس في النهاية على مشاركتي في بطولة الجمهورية للمرة الأولى وتحقيقي المركز الأول عام 2018، التي شجعني وجهزني لها الكابتن "محمد بصو"، وسبقتها المشاركة ببطولة الكلاسيك وتحقيقي المركز الرابع على مستوى الجمهورية أيضاً».

تميز اللاعب "عمار" بقدرته على التحكم التام بحالته النفسية والغذائية اللتين تعدان من الأساسيات كما قال في تحدي الزمن، وهنا قال: «الحالة النفسية والغذائية مهمة في هذه الرياضة، وكان يحكمها التحدي للحصول على كتلة عضلية متميزة، وساعدني في استقرار الحالة النفسية دعم الأهل والأصدقاء وقدرتي الشخصية على ضبطها، وهذا لم يأتِ من فراغ برأيي لكون النتائج تظهر تباعاً وعلى مراحل، ناهيك عما اكتسبته منها وهو التوازن الداخلي الذي جعلني أكثر قدرة على حلّ أغلب المشكلات التي تعترضني.

عمار عبد الرحمن

إضافة إلى استقرار الوضع المادي؛ لأنني كنت أعمل كـ"شيف" غربي يدرك فوائد كل وجبة طعام، فأحاول تعويض النقص في بعض العناصر الغذائية بالمكملات الغذائية».

وفي لقاء مع المدرّب "ياسر عون" أكد أن "عمار" تميز بثقته بنفسه واندفاعه تجاه اللعبة ومحبته لها، وتابع: «"عمار" لا يتباهى أمام رفاقه بجمال جسده وتحقيقه لبطولات عدة، بل على العكس هو متواضع مع أنه يملك مقومات جسدية أعدّها كمدرب أفضل بكثير من اللاعبين القدامى، كما أنه قادر على مراقبة نفسه ببراعة والتحكم بها وتأهيلها إن لزم الأمر بأسلوب لم أره عند غيره من اللاعبين، حتى على صعيد الموسيقا التي يسمعها خلال التمرين قادر على التفاعل معها وتحويلها إلى طاقة إيجابية تشبع عضلاته بالتمرين».

يشار إلى أن اللاعب "عمار سمير عبد الرحمن" من مواليد "دمشق" عام 1994، ومقيم في "طرطوس".