إلى جانب عملها في المحاماة، أبدعت بتصميم قطع فنية استوحتها من التراث، لكنها لم تخلُ من لمسة عصرية تناسب مختلف الأذواق، مستفيدةً مما تجود به الطبيعة من حولها.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 30 نيسان 2019، الحرفية "تغريد زينب" لتحدثنا عن موهبتها واحترافها في الأعمال اليدوية، حيث قالت: «ربما مقولة الألم يولد الإبداع تنطبق عليّ؛ فبعد معاناة شخصية في حياتي، قررت أن أكون معيناً لأسرتي، وفي الحقيقة أنا لم أتعلم الأعمال اليدوية، إنما هي موهبة من الله، فقررت استغلالها لتكون المعين لي، وقد قدمت لي الطبيعة في ذلك مساعداتها الكبيرة، فكانت الموهبة وعشقي لهذا النوع من الأعمال من جانب، وبالتأكيد مساندة عائلتي وأولادي من جانب آخر كانت المشجع الأكبر لي لدخول هذا المجال، فبدأت آخذ من الطبيعة والبيئة من حولي أشياءً كثيرةً كأكواز الصنوبر والسرو والبلوط وأعواد الرمان وجذور القصب، وكنت أجمع أنواعاً مختلفةً من الأصداف والحصى سواءً البيضاء أو السوداء الموجودة على الشاطئ، وأي شيء يمكن الاستفادة منه كنت أجمعه، وأعمل على تحسينها بطريقة فنية لافتة للنظر، أضع من خلالها لمساتي العصرية وأسلوبي الخاص وبعضاً من روحي وحسي الفني، أيضاً استخدمت الفخاريات، وعبوات الأدوية الفارغة، أعدت تدويرها بعد معالجتها بطريقة فنية تريح عين الناظر إليها، وتجذبه إليها لمعرفة تفاصيلها الفنية وكيف تم العمل عليها وتحويلها من أداة غير صالحة للاستخدام، إلى قطعة فنية جميلة».

رغبتي في العمل لا تحتاج إلى دوافع ومحفزات، لكن كنت أرى نفسي جلست بأوقات فراغي للعمل، ففيه أجد راحتي، والحقيقة في مناسبات كثيرة كالأعراس والنجاح وغيرها، يطلب مني تحضير أدوات ضيافتها، فأقدمها بأسلوب فني مبدع ورائع ومناسب لطبيعة المناسبة، لكن على الرغم من ذلك فهذا النوع من الأعمال يحمل بعض الصعوبات، لعل أهمها مشكلة التسويق، أيضاً بسبب ظروف الحرب هناك مشكلة في تأمين بعض المواد الأولية اللازمة للعمل كالخيش والحبال التي تأتي من مدينة "حلب"

وتتابع القول: «رغبتي في العمل لا تحتاج إلى دوافع ومحفزات، لكن كنت أرى نفسي جلست بأوقات فراغي للعمل، ففيه أجد راحتي، والحقيقة في مناسبات كثيرة كالأعراس والنجاح وغيرها، يطلب مني تحضير أدوات ضيافتها، فأقدمها بأسلوب فني مبدع ورائع ومناسب لطبيعة المناسبة، لكن على الرغم من ذلك فهذا النوع من الأعمال يحمل بعض الصعوبات، لعل أهمها مشكلة التسويق، أيضاً بسبب ظروف الحرب هناك مشكلة في تأمين بعض المواد الأولية اللازمة للعمل كالخيش والحبال التي تأتي من مدينة "حلب"».

بعض أعمال الحرفية "تغريد زينب"

وتضيف: «أنا منتسبة إلى اتحاد الحرفيين منذ عام 2013، وقد قدم لي الاتحاد الكثير من الدعم بأمور عديدة، لكن بسبب ظروف صحية معينة مررت بها امتنعت عن مشاركة أعمالي في بعض المناسبات، لأعود في هذا العام للمشاركة في مهرجان "التراث السوري"، مشاركة يمكن أن توصف بأكثر من الناجحة، لاقت منتجاتي فيها الكثير من الترويج، وتمكنت من بيع قدر لا بأس به منها، ومن الجدير ذكره أيضاً أنني خلال السنوات الماضية، إضافة إلى عملي كنت أتابع دراستي في كلية الحقوق، وحالياً أعمل في المحاماة إلى جانب العمل في حرفتي التي أعشق».

وعنها يقول "منذر رمضان" عضو مكتب تنفيذي ورئيس مكتب الثقافة والنشر والإعلام في اتحاد الحرفيين في "طرطوس": «هناك مواهب مميزة حولت هوايتها إلى إبداع، تماماً مثل الحرفية "تغريد" التي إلى جانب عملها الحرفي تابعت تحصيلها الجامعي، وحتى بعد حصولها على الشهادة والعمل، وجدت نفسها متعلقةً بهذا الموروث، لكنها أضافت من روحها لمسةً مختلفةً، وتمكنت من استثمار المواد بطريقة فنية معاصرة تتناسب مع الماضي والحاضر، وتلبي الحاجة لمن يبحث عن التحف التي تضفي الجمال والروعة لداخل المنزل وخارجه، على الرغم من أن هذه الحرفة تصنف بمتناهية الصغر لأن مردودها المادي ضئيل جداً، وذلك في حال لم يتم ترويجها كما هو مطلوب، لأن المعارض التي تقام لا تكفي للترويج».

منذر رمضان

ويضيف: «لطالما كنا وما زلنا كاتحاد حرفيين نقيم المعارض الخاصة بالحرف التراثية والتقليدية الموروثة عن الأجداد، لتشكل جسر عبور لهذه الحرف من الماضي إلى المستقبل، من خلال تدريب كل من يمتلك الرغبة لكافة الأعمار والشرائح، وهذا ما عملنا عليه منذ بداية الحرب على وطننا، لأنها استهدفت محو الذاكرة والتاريخ، وهذا ما لم ولن يحدث لأن هناك شريحة كبيرة من السوريين حافظت بقوة على أدق التفاصيل من هذا التراث العريق، ولم تتوقف هذه الأيادي عن العطاء ولم تبخل علينا بخبرتها بأي تفصيل مع إضفاء لمسة عصرية مميزة من دون المساس بجوهر التراث تماماً كما نلاحظه فيما تقدمه الحرفية "تغريد" من أعمال».

يذكر، أن الحرفية "تغريد زينب" من مواليد "دمشق" عام 1978، مقيمة في "طرطوس"، متزوجة وأم لثلاثة أولاد.