بإصرارها على النجاح ومواصلة المسير لم يقف صغر سنّها بينها وبين التّزين بالذّهب، فحصدت ابنة نادي "الساحل" "رنيم ميهوب سليمان" بطولة الجمهورية لسباق الدراجات الهوائية ضد الزمن فردي.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 21 نيسان 2019، مع بطلة الجمهورية "رنيم سليمان" للحديث عن مسيرتها الرياضية في رياضة ركوب الدراجات الهوائية، فجاء في حديثها: «تربيت ضمن عائلة تحب الرياضة، وآمنت منذ الصغر بمقولة: (العقل السليم في الجسم السليم)، وشاركت منذ طفولتي في بطولة المدارس لألعاب القوى، وحصدت على مدار ثلاث سنوات الألقاب لمدرسة "عقبة بن نافع" في محافظة "طرطوس"، شاركت في سباق 100 متر جري، وتمكنت من قطع المسافة خلال 11 ثانية عندما كنت في الصف العاشر، وفي عام 2017 انضممت إلى نادي "الساحل" بفئة الدراجات الهوائية، وبعد ثلاثة أشهر من التمرين ومشاركتي الأولى في بطولة الجمهورية المقامة في "السويداء" حصلت على المركز الثالث بمسابقة الفردي العام فئة الشابات، وفي ذات العام شاركت في بطولة النخبة المقامة في "اللاذقية" بمسابقة الفردي العام أيضاً، وحصلت على فضية المركز الثاني، وفي عام 2018 تمكنت من الحصول على فضيتين وبرونزيتين، وفي هذا العام استطعت بعد تدريب مطول ومنظم مع المدرب "محمد الترك" من حصد الذهب، والتتويج بالمركز الأول في مسابقة ضد الزمن المقامة في "السويداء"، وفضية مسابقة الفردي».

البطلة "رنيم سليمان" فرضت نفسها رقماً صعباً على مستوى "سورية"، ولديها من الإمكانات ما يؤهلها لتتفوق عربياً وقارياً، شريطة توفر الدعم الكامل لها مادياً ومعنوياً، وهنا أطالب اتحاد الدراجات أن يولي اهتماماً أكبر برياضة الدراجات في "طرطوس"

وبالحديث عن دعم العائلة لها قالت: «عائلتي كانت الداعم الرئيس في كل الأوقات، ولا سيما عندما كنت أتعرض لحوادث في السباقات، ففي عام 2018 في بطولة الجمهورية، تعرضت لحادث دخلت إثره المستشفى لعدة أيام، وكانت عائلتي هي الداعم الأول الذي ساعدني على العودة من جديد.

مع المدرب محمد الترك

والدي جريح أصيب خلال الحرب، وهذه الإصابة أعطتني دافعاً أكبر لتحقيق حلمه بأن أكون إحدى سيدات الجمهورية في رياضة الدراجات التي طالما أحبها، فوقفت على منصة التتويج منذ عام 2017؛ وكان هذا ردّ الجميل لكل ما قدمه والدي لي منذ الطفولة، ولعل البطولة الأخيرة هذا العام أول هدية من الذهب أقدمها إلى هذا السند الذي لا ينكسر على الرغم من الجراح».

وعند الحديث عن رياضة الدراجات الهوائية في "طرطوس" ونادي "الساحل" خصوصاً قالت "رنيم": «من أولويات نادي "الساحل" في هذا العام كانت كرة القدم، وابتعاد النادي عن شبح الهبوط إلى الدرجة الأولى وحفاظه على المنافسة ضمن الدوري الممتاز؛ فكان هناك تراجع كبير بالاهتمام في رياضات القوى بوجه عام والدراجات الهوائية بوجه خاص، ورياضة الدراجات الهوائية في محافظة "طرطوس" تشهد تنافساً بين أندية المحافظة كنادي "الساحل" و"العمال" ونادي "المصفاة"، إلا أن غياب كل أنواع الدعم عن هذه الرياضة في المحافظة أدى إلى تحجيمها، مع العلم أن منصات التتويج لم تخلُ في السنوات الأخيرة من شباب وشابات "طرطوس"، وأظن أن غياب النقل الإعلامي أسهم أيضاً في ذلك».

من ميداليات البطولات

وأشارت "رنيم" بالحديث عن الدعم المادي: «لا يوجد أي دعم مادي من قبل النادي أو الاتحاد الرياضي العام، فدراجتي إضافة إلى اللباس المتكامل على نفقتي الشخصية، حتى إن الصيانة الفنية المتكررة للدراجة أيضاً على نفقتي الشخصية، ورياضة الدراجات الهوائية تحتاج إلى دعم مادي، فهي مكلفة بالنسبة لذوي الدخل المحدود، وعلى الرغم من ذلك، فإن عائلتي لم تتوقف يوماً عن تقديم كل ما تحتاج إليه رياضتي هذه».

مدير المكتب الإعلامي في نادي "الساحل" "نوار الشعار" عنها يقول: «البطلة "رنيم سليمان" فرضت نفسها رقماً صعباً على مستوى "سورية"، ولديها من الإمكانات ما يؤهلها لتتفوق عربياً وقارياً، شريطة توفر الدعم الكامل لها مادياً ومعنوياً، وهنا أطالب اتحاد الدراجات أن يولي اهتماماً أكبر برياضة الدراجات في "طرطوس"».

من تتويج بطولة الأندية في "السويداء"

وتواصلنا كذلك مع المدرب "محمد الترك" مدير منتخب سيدات "سورية"، الذي كان له الدور في تتويج "رنيم" بالمركز الأول هذا العام، وعن "رنيم" تحدث قائلاً: «ابنة نادي "الساحل" من الخامات والمواهب الجديدة في رياضة الدراجات الهوائية في "سورية"، لديها الإصرار على النجاح، إلاّ أن الإمكانات اللوجستية في "طرطوس" بالنسبة لرياضة الدراجات تعد ضعيفة نسبياً، فكان لا بد من الوقوف إلى جانب المواهب الرياضية الشابة، ومن هذا المنطلق قمت بمساعدة "رنيم" من خلال معسكر أقمناه لمدة 10 أيام في "دمشق" قبيل البطولة، وأشرفت على تدريبها، وحصولها على المركز الأول ولقب بطلة الجمهورية نتيجة الإيمان بقدرة المواهب الشابة بتحقيق الألقاب عند توفر التجهيزات المناسبة».

الجدير بالذكر، أن "رنيم سليمان" من مواليد "طرطوس"، عام 2000.