يعدّ مشروع المرآب الآلي الذكي من المشاريع الحديثة في "سورية"، وفي حال تم تطبيقه على أرض الواقع سيسهم بالحد من الازدحام الخانق، خاصة في الأماكن الحيوية؛ كمراكز المدن، وبالقرب من المنشآت على اختلاف أنواعها.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 20 أيار 2019، "خضر ميهوب" طالب هندسة ميكانيك ليحدثنا عن فكرة مشروعه، حيث قال: «كان هاجسي منذ أن ترفعت إلى السنة الخامسة إيجاد فكرة لمشروع يحمل قيمة مضافة، وقد قدّم لي الدكتور المشرف عدّة نصائح مهمة في هذا الخصوص، منها أن أي مشروع يجب أن يكون قابلاً للتطبيق العملي والتنفيذ على أرض الواقع، مع إمكانية مشاركته بالمعرض. ومن بين مجموعة من المشاريع المقترحة التي وضعتها، توصلت أخيراً إلى فكرة بحث علمي، وهو مرآب آلي ذكي، وهي فكرة تعدّ من الأفكار الحديثة وغير المعروفة في بلدنا، كما أنه مشروع سوف يقدم حلاًّ لمشكلة واقعية وقائمة، وهي مشكلة الازدحام الخانق للسيارات، التي يسببها عدم توفر المساحات الكافية التي تتناسب مع التزايد المستمر في عدد المركبات».

يمتاز هذا المشروع بأن فكرته ليست افتراضية أو من نسج الخيال، وهي قابلة للتطبيق العملي على أرض الواقع، وسيسهم بالفعل في حل مشكلة الازدحام الخانق في الكثير من الأمكنة الحيوية؛ كالأسواق ومراكز المدن والشركات والمؤسسات العامة والخاصة، ومن جانب آخر يمكن إنشاؤه أمام الأبنية السكنية، فهو يحتاج إلى مساحة صغيرة فقط، تكفي لمرآب يحتوي عشرين سيارة على الأقل

ويتابع: «في البداية تم جمع المعلومات المهمة والضرورية عن المشكلة المطروحة، وذلك لوضع تصور شامل وواضح عنها؛ وهو ما يساعد على وضع الفرضيات التي سيبنى عليها الحل. بعد ذلك بدأنا العمل على إنشاء القاعدة الأساسية الثابتة، ثم تركيب الأجزاء المتحركة، وعلى هذا الأساس تم اختيار المحرك الكهربائي المناسب لآلية عمل المرآب، وقد استغرق هذا العمل مدة شهرين، لأن وقتي كطالب لا يسمح لي بالتفرغ الكامل.

خضر ميهوب والدكتور هيثم سمرا

وبما يخص صعوبات العمل، فقد واجهتنا مشكلة واحدة في البداية، وهي تأمين المحرك الكهربائي المناسب، باعتباره غير متوفر في الأسواق المحلية، لكن على الفور اجتزنا هذه المشكلة من خلال تأمينه من خارج "سورية" بمساعدة بعض الأصدقاء».

ويضيف عن ميزات المشروع: «يمتاز هذا المشروع بأن فكرته ليست افتراضية أو من نسج الخيال، وهي قابلة للتطبيق العملي على أرض الواقع، وسيسهم بالفعل في حل مشكلة الازدحام الخانق في الكثير من الأمكنة الحيوية؛ كالأسواق ومراكز المدن والشركات والمؤسسات العامة والخاصة، ومن جانب آخر يمكن إنشاؤه أمام الأبنية السكنية، فهو يحتاج إلى مساحة صغيرة فقط، تكفي لمرآب يحتوي عشرين سيارة على الأقل».

الدكتور "هيثم سمرا" المشرف على مشروع المرآب الآلي الذكي، قال: «بعد الاطلاع على المشاريع المقدمة من قبل الطلاب، لاحظنا أن أغلبها يمكن أن يرفدَ سوق العمل، ويمكن أن يسهمَ في تطوير الآلات والمعدات الميكانيكية والكهربائية, والتجهيزات الإلكترونية والطبية، وإمكانية تصنيعها محليّاً، إضافة إلى ذلك، فإن الطالبَ بعد التخرج بإمكانه العمل في المراكز البحثية المتخصصة، والمساهمة في إعادة الإعمار بفعالية، وعليه الاعتماد على الخبرات الوطنية للنهوض بالصناعة المحلية. ومن بين هذه المشاريع، المشروع الذي قدمه الطالب "خضر"؛ فهو بالفعل مشروع واقعي وحقيقي، كما يمكن تطبيقه في أي منطقة مزدحمة بالسيارات، سواء كانت سكنية أو تجارية أو صناعية؛ وهو ما يساعد في حل مشكلة ازدحام السيارات التي نعاني منها في أغلب المناطق، وإنجازه على أرض الواقع يمكن بسهولة، وذلك بعد توفر مساحة صغيرة، إلى جانب توفر كافة المعدات اللازمة، سواء من السوق المحلي أو الخارجي وبأسعار مقبولة».

ويختم قوله: «المشاريع الطلابية تعكس مدى قدرة الطالب على الاستفادة من المعلومات النظرية التي درسها خلال سنوات الجامعة، مع إمكانية تطبيقها على أرض الواقع، كما تساعد الطالب على التفكير العلمي السليم، وتحليل وجمع المعلومات، والاطلاع على المشاريع السابقة المشابهة، لكي يستطيع إنجاز أي مشروع ضمن اختصاصه، والعمل على تطويره وتحديثه، وإجراء أي تعديل ضروري بما يتناسب مع التطور التكنولوجي العالمي. وبالمقابل، فإن الطالب يحتاج قبل إنجاز أي مشروع إلى الدعم المعنوي، وهذا بالفعل ما نقوم به، إضافة إلى تأمين إمكانية استخدام الورشات التخصصية والمخابر التي تحتاج إليها المشاريع المتوفرة في الكلية، إلى جانب تقديم الخبرة والمشورة حتى إنهاء المشروع وتقديمه في المعرض».

يذكر، أن الشاب "خضر ميهوب" من مواليد "بانياس" عام 1994، طالب في السنة الخامسة هندسة ميكانيك، اختصاص قوى ميكانيكية.