طبيعة غنية بالمقومات السياحية استلهم منها فكرة مشروعه، فأصبحت واقعاً بعد جهود كبيرة بذلها لتخطي الكثير من العوائق، ومنذ اللحظة الأولى بعد إنهاء عمل خطوط للانزلاق بين الجبال بدأ قطف ثمار جهده بنجاح كبير وإقبال هائل إلى هذا الريف المنسي.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 أيار 2019، صاحب فكرة مشروع "Zip Line" (الانزلاق بين الجبال) ومنفذها "فواز غنام" ليتحدث لنا عن مشروعه، فقال: «العيش في منطقة جبلية ذات طبيعة ساحرة بين الجبال والمرتفعات والوديان، كانت الملهم لولادة الفكرة، فالجبال هنا متقاربة بعضها من بعض، وأول ما يخطر على البال الوصل بينها بجسور، وأنا فكّرت بالربط بينها بالأكبال، التنفيذ كان صعباً جداً، فالتمويل شحيح والإمكانات ضعيفة، مع كل ذلك بدأت التخطيط والدراسة وجمع المتطلبات، فأدركت أن مشروعي كبير ومكلف، لكن لم يبقَ أمامي إلا المتابعة، فالتراجع يعني خسارة كل شيء إضافة إلى العجز عن سداد الديون، ناهيك عن الشتاء وأمطاره الغزيرة، وضيق وقت إجازاتي القليلة التي أصبحت أقضيها بالأشغال الشاقة في سبيل تحقيق الهدف، فبدأت تركيب القواعد ثم الكبل الخاص وتوفير كل المستلزمات، التي حرصت أن تكون جميعها من أفضل الماركات العالمية وأكثرها أماناً؛ فرنسية الصنع، وهي في الحقيقة غير متوفرة في "سورية"، لذلك قمت بتأمينها من خارج "سورية"».

اليوم وبعد أن أصبحت الفكرة حقيقةً وأمراً واقعاً، ولاقت إقبالاً كبيراً جداً، ليس فقط من أهالي المنطقة، بدأت التعامل فوراً مع فريق "روح سورية" الذي ساعدني بالاختبار والتجريب، وبدأ تنظيم وتنفيذ النشاطات فور انتهاء العمل، وحتى هذه اللحظة قام الفريق بتنظيم أكثر من ستة عشر نشاطاً بمشاركة أكثر من 600 مشترك

وعن أهمية مشروعه يكمل حديثه بالقول: «في معظم مراحل العمل والتمويل كنت بمفردي، باستثناء بعض المساعدات المادية من إخوتي، ومساعدة بعض الأصدقاء في تركيب وشدّ الكبل، كذلك طبيعة المنطقة التي كانت داعماً من حيث قرب الجبال بعضها من بعض، وعمق الوديان التي تفصل بينها، في الوقت الذي لم أتلقَّ الدعم والمساعدة من أي جهة أو منظمة حكومية أو غير حكومية، علماً أنه المشروع الأول من نوعه في المنطقة، وعلى مستوى "سورية" من حيث الضخامة، وله أهميته بالنسبة لمنطقة فقيرة بوجه عام كريف "القدموس"؛ الأمر الذي يشجع على العمل في مجال السياحة الطبيعية، إضافة إلى لفت نظر المجتمع السوري بوجه عام إلى هذا النوع من الرياضات، أيضاً سيفتح الباب أمام العديد من أنواع السياحة، كالسياحة العلمية والجيولوجية، التي بمقدورها إذا حظيت بالاهتمام أن تنعش اقتصاد المنطقة بالكامل».

طبيعة منطقة المشروع

ويختم: «اليوم وبعد أن أصبحت الفكرة حقيقةً وأمراً واقعاً، ولاقت إقبالاً كبيراً جداً، ليس فقط من أهالي المنطقة، بدأت التعامل فوراً مع فريق "روح سورية" الذي ساعدني بالاختبار والتجريب، وبدأ تنظيم وتنفيذ النشاطات فور انتهاء العمل، وحتى هذه اللحظة قام الفريق بتنظيم أكثر من ستة عشر نشاطاً بمشاركة أكثر من 600 مشترك».

تنفيذ المشروع في منطقة متفردة من حيث طبيعتها الساحرة من جهة، وقربها من شلالات "السميحيقة"، ومغارة "الداقورية" القديمة جداً من جهة ثانية، أعطاه قيمةً مضافةً، عنه تقول "فداء كفا" التي شهدت مراحل التنفيذ، وكانت أوّل فتاة تقوم بتجربة الانزلاق: «قيام مشروع كهذا في ريف منسيّ، سيسهم بالتأكيد في شهرة المنطقة وطبيعتها، هذه الطبيعة بما تمتلكه من مقومات متعددة ستسمح بقيام الكثير من المشاريع السياحية؛ وهو ما يسهم في جذب السياح والزائرين من كافة أنحاء بلدنا، وربما السياح الأجانب في مراحل لاحقة، وجذب المستثمرين لتنفيذ مشاريعهم؛ وهو ما يسهم في توفير فرص عمل لأهالي المنطقة، وتحسين الوضع المعيشي. منذ لحظة انطلاقنا كانت النتيجة مفاجئةً جداً، من حيث الإقبال الكبير للناس الذين توافدوا لتجربة الانزلاق بين الجبال، من كافة الأعمار، ومن جميع المستويات، أما بالنسبة لي، فقد كنت الفتاة الأولى التي جربت الانزلاق على الحبل، مغامرة جميلة وفريدة من نوعها بعيدة عن الخوف ومشبعة بالأمان والراحة، تجربة ستمنح أي شخص الكثير من الثقة بالنفس، والجرأة المطلقة، فلا شيء يستطيع الوقوف في وجه الإرادة».

فداء كفا

يذكر، أن صاحب المشروع ومنفذه "فواز غنام" من مواليد "السميحيقة" عام 1982، خريج كلية التربية بجامعة "تشرين".