استطاعت "سارة برهوم" بحضورِها المحبب وطموحها وموهبتها في الكتابة، جذب قلوب متابعيها وكانت قادرةً على إقناع الكثير بأنّها تستحقُ لقبَ كاتبة رغم صغر سنها، فأخذت المتلقي إلى عالم "رمانة آدم" فعاد بشغف اللحظة الأولى.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 26 آب 2019، "سارة برهوم" لتتحدث عن بداياتها قائلة: «ولدت في مدينة "طرطوس" شتاء عام 1991، طفولتي كانت هادئة جداً مضمونها الالتزام الدراسي، الذي استمر حتى المرحلة الثانوية، وشغفي وحبي للغة الإنكليزية دفعاني لدراسة الترجمة، أنا لست شاعرة ولا أديبة ولا كاتبة، ولن أنتمي لأيّ مسمى أدبي، فكلما أطلقنا الألقاب على شيء نلغي نصف شغفه وقدسيته، والكتابة لدي مقدسة وأريدها شغف أبدي».

بداياتي كانت خجولة، كنت أكتب على الورق وأخبئه، حتى دخلت مواقع التواصل الاجتماعي وبدأ اسمي بالانتشار، ودوماً كنت المشجعة لنفسي لأنّه حلمي وحدي، وأي حركة، نظرة، كلمة، موقف، شعور قد يولد فكرة لدى الكاتب الشغوف، فيترجم ما يرى على الورق بطريقته، فأنا أكتب عن أي شيء في الحياة

وعن بدايتها في الكتابة قالت: «بداياتي كانت خجولة، كنت أكتب على الورق وأخبئه، حتى دخلت مواقع التواصل الاجتماعي وبدأ اسمي بالانتشار، ودوماً كنت المشجعة لنفسي لأنّه حلمي وحدي، وأي حركة، نظرة، كلمة، موقف، شعور قد يولد فكرة لدى الكاتب الشغوف، فيترجم ما يرى على الورق بطريقته، فأنا أكتب عن أي شيء في الحياة».

خلال توقيع كتاب "رمانة آدم"

أما عن الصعوبات التي تواجه الكاتبة في مسيرتها فقالت: «العراقيل وجهات النظر العائلية بأنّني خارجة عن ترتيب الحياة المتعارف عليها للفتاة في مجتمعنا، والتي هي ولادة، دراسة، تعلم أعمال منزلية، تخرج، زواج، أولاد، موت، وأنا ضفت عليها حلم، ولا أنكر من أضافوها قبلي ونجحوا، ولكن أيضاً مدينتي صغيرة والنشاطات الأدبية فيها محدودة، وعائلتي لا تحبذ السفر، لكن النجاح يغير وجهات النظر، وإن كنت خارج السرب».

أمّا بخصوص المشاركات والجوائز والتكريمات فقالت: «شاركت في كتابٍ جمعَ العديد من القصص بعنوان "تراتيل وطن"، بقصة قصيرة عنوانها "حكاية وطن"، وأيضاً مشاركة أخرى في كتاب جماعي آخر بعنوان "كل من عليها فان"، ثم كتابي الخاص "رمانة آدم"، كنت ضيفة في أكثر من برنامج إذاعي وتلفزيوني، وأيضاً على قناة المواهب على "اليوتيوب"، ووجود شخص واحد يتأثر بحرفي هو بمثابة تكريم لي، وبالنسبة للأمسيات للآن أرفض المشاركة لأنّني ممن يبكي إثر تعليق مؤثر على منشور له في موقع التواصل "الفيس بوك" فما بالك بالتصفيق، وقد يرى العالم كله دموعي، لكني أنوي استجماع عواطفي والمشاركة يوماً ما».

كتاب "رمانة آدم"

من كتاب "رمانة آدم" اخترنا لكم عنوان "اقتلني" وجاء فيها:

«على أرواحنا خيٌم نبيذُ العتمة

الكاتب أحمد سحلبجي

سكرة الحياة بعد فوات الأوان

وسكرة الموت قبل أوانها

ظلام أحمر بدم الوجع تصبغ

مسرحية الحياة باتت مقيتة.. ممثلون فاشلون، وأنا مشاهد لا يهوى المسرح، الجميع ممثل، الجميع مشاهد، الجميع متعب، والجميع لا يهوى المسرح، فبالله عليكم هلا نتصرف بقليل من الرحمة، هل نُسدِل الستارة!».

الكاتب "أحمد العجة" تحدث عن الكاتبة "سارة برهوم" قائلاً: «صاحبة قلمٍ رقيقِ الإحساس خارجٍ عن المألوفِ، لا يعترف بكثير من القواعد التي نهجها الأدب، وهذا ما يعطي لأصابعها بصماتٍ مضيئة مميزة، ترسمُ الشعورَ رسماً حتى توصلَه للقلبِ مُتقناً ملموساً، أعجبني كتابها "رمانة آدم"، وأرى أنه يقارع بأسلوبه كثيراً من كتبِ الأدباء، وأرى لها شيئاً مميزاً يُمسك بيدها نحو الأمام خطوة بخطوة».

الكاتب "أحمد سحلبجي" قال عنها: «"سارة برهوم" جسّدت شخصيتها بعبارات بسيطة حين كتبت: (إنّكِ امرأةٌ مكتفيةٌ بذاتِها، زيتكِ منكِ، وقمحكِ منكِ، ونارُكِ منكِ)، ولدت حروفُ "سارة" دونَ رحمٍ أو احتضانْ، لم يُمسك يدها لا الصحافة ولا الإعلام، ولم يتبنّاها إلا القارئ، ذاك الذي تأخذه بسطرٍ واحدٍ في أديم الشتاءِ إلى نارٍ تصطليه، وتميتُه بسطرٍ واحدٍ، وتُحييه، وباستطاعتي القول أنّ "سارة" من الكاتبات النادرات اللواتي لم يبتعنَ الشُهرةَ بعملةِ الأنوثة، رغمَ جمالها الذي لا غبُارَ عليه، أنثى متواضعةٌ جداً، أنيقةٌ جداً، صادقةٌ لدرجة أنّ المجتمع الذي نعيش به اليوم صار فضفاضاً عليها، فهي تكتب لربّما تُعيد يوماً سجيةَ الإنسان لما فُطِرَ عليه».

ويجدر بالذكر أنّ "سارة برهوم" من مواليد مدينة "طرطوس" 1991.