دخل الفنّانُ "أديب ميهوب" عالمَ الفنّ مبكراً، متكئاً على موهبة خلقت معه ليحلقَ معها طفلاً، فيتذوّق الألوان كما الحلوى، ووجد فيها ضالته التي تشعره بالسموّ والرفعة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 4 تشرين الأول 2019 التقت الفنان "أديب ميهوب" ليحدثنا عن بداياته، فقال: «منذ الصغر، لم أذكر أنه مضى يوم دون أن أحمل أدوات الرسم والدفاتر، وكبرت هذه الموهبة يوماً بعد يوم على الرغم من أنني لم أدرس الفن، واتجهت لدراسة الاتصالات، لم أتوقف عن الرسم والمشاركة في المعارض يوماً، فالفن رسالة إنسانية سامية، ولغة الجمال».

منذ الصغر، لم أذكر أنه مضى يوم دون أن أحمل أدوات الرسم والدفاتر، وكبرت هذه الموهبة يوماً بعد يوم على الرغم من أنني لم أدرس الفن، واتجهت لدراسة الاتصالات، لم أتوقف عن الرسم والمشاركة في المعارض يوماً، فالفن رسالة إنسانية سامية، ولغة الجمال

ويتابع عن الشخصيات التي تلهمه للرسم: «يلهمني الأديب "جبران خليل جبران" للرسم، فهناك في ذاكرتي وفي فؤادي آنية قديمة للعطر تعتق على مرور الزمن.

فيروز بريشته

لقد تأثرت كثيراً بالمدرسة الواقعية، وأعمالي مزيجٌ بين المدرسة الواقعية والرومانسية، مع ميولي للواقعية أكثر، فالطبيعة تعني لي النقاء والصفاء لروحي السجية بين أضلعي، والألوان أبجدية تنطق بها ألسنة أرواحنا بكل مكوناتها، الفن ليس الرسم فحسب بل كل ألوانه بالنسبة لي كما النبض من القلب لا يفترقان، وبالنهاية نغادر لنحيا معاً في مكان آخر».

وعن المعارض التي شارك بها، أضاف: «في أيام الدراسة الإعدادية والثانوية، شاركت في الكثير من المعارض على مستوى المحافظة، وابتعدت فترة بسبب ضيق الوقت، ثم عدت من جديد للمشاركة في مهرجان الاحتفاء بالكاتب "جبران خليل جبران" الذي أقيم في محافظة "طرطوس" العام الماضي بلوحة بورتريه مزدوج جمعت "جبران"، و"مي زيادة"، وفي معرض تكريم الفنان "أديب مخزوم" في "دمشق" شاركت بلوحة جمعته مع عظماء الفن بالوطن العربي، كما شاركت بندوة ومعرض لتكريم الفنان "علي الكفري"، ومسابقة أجمل بورتريه للفنانة "فيروز" الذي أقيم في "مصر"، وحصلت على المركز الثالث، وحفظت اللوحة في مجلد تكريم "فيروز" الذي رعاه رئيس تحرير مجلة "السلام" الدولية في "استوكهولم"».

جبران ومي زيادة

وعن العقبات التي واجهته، ومشاريعه للمستقبل يقول: «أكثر وأشد الأعداء للفنان هو ضيق الوقت، فقد أخذني عملي في بعض الأوقات كثيراً عن الفن، وصعوبة تأمين المواد الجيدة للرسم، وكما كل فنان أحلم أن أقدم أعمالاً ترقى بهذه الرسالة إلى أعلى درجات الجمال، والإبداع إلى جانب حلمي بالعالمية، والشهرة وإقامة المعارض الدولية».

ويضيف الناقد الفني "أديب مخزوم" عن أعمال "ميهوب": «منذ بداية انطلاقته الفنية طرح "أديب ميهوب"، وبشيء من الجدية مسألة الحفاظ على المشاهد الواقعية، ولقد أبرز موهبة لافتة في تجسيد الوجوه والمرأة والطبيعة والزهور ضمن رؤية واقعية تعتمد على لمسات اللون الماهرة والواثقة، نرى في لوحاته قدرة فائقة على تجسيد المرأة في جلستها المطلة على الطبيعة الربيعية، وهو يصل إلى لوحات واقعية لا تتخلى عن حيويتها، بل تذهب إلى صياغة خاصة به، وفيها شيء من العفوية أحياناً رغم اهتمامه بالدقة والنمنمة التفصيلية.

لوحة تظهر عبق الألوان

واقعية سحرية، هكذا يمكننا أن نشعر بشيء من الإحساس اللوني الضروري لتزخيم التعبير الواقعي، من خلال تحميل اللمسات اللونية شحنات داخلية، تجعل الحوار البصري أكثر حيوية وحوارية مع نبض الإحساس الداخلي».

يذكر أنّ الفنان "أديب ميهوب" من مواليد "صافيتا" عام 1965، يحمل شهادة في الهندسة الإلكترونية، وشهادة بالاتصالات الضوئية، ويعمل كمهندس في مؤسسة الاتصالات.