تعدُّ سمكة "العصيفري" من الأسماك الشعبية المرغوبة في أسواق السمك لتناسب سعرها والقدرة الشرائية للمواطنين ولذّة لحمها وإمكانية تناولها بشكلٍ كامل، ويعدّها أغلب الصيادين سمكةً مستوطنةً في مياهنا البحرية، كونها تعيش ضمن أسراب، إلا أنّ عملية صيدها تحتاج إلى الخبرة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 15 آذار 2020 بالصياد "محمود هلهل" ليحدثنا عن هذه السمكة الشعبية، حيث قال: «توجد سمكة "العصيفري" في مياهنا البحرية المحلية ضمن أسراب وتجمعات سمكية كبيرة جداً، حيث يعتقد بعض الصيادين أنها سمكة مهاجرة والبعض الآخر أنها سمكة محلية العيش والمنشأ، وهي معروفة بأنها تقطع خلال فترة حياتها مسافات كبيرة ضمن المياه البحرية بحثاً عن الطعام الذي يتمثل بالقشريات والمحاريات الصغيرة والأعشاب والطحالب البحرية، وهذا ما جعل لحمها ذا مذاقٍ خاص متميّز عن بقية أقرانها من الأسماك الصغيرة والمتوسطة، حيث في الغالب تتوفر ويتم صيدها بحجم ثابت لا يزيد على حجم كف اليد الواحدة، بينما لو تركت لتكمل حياتها قد يصل طولها إلى حوالي نصف متر تقريباً، إلا أنّ الطلب الكبير عليها يحدُّ من ذلك.

لا أحد يعلم سبب تسميتها الحقيقية، بكون هذا الاسم متداول فقط محلياً دون وجود مراجع علمية حول السبب، إلا أن البعض يرجح سبب ذلك نتيجة طبيعة شكلها الانسيابي الذي يكاد يكون مبروماً، نتيجة كثافة اللحمة البيضاء النقية فيها

وتتميز هذه السمكة عن بقية الأسماك بوجود خط عظمي من مؤخرة رأسها وحتى نهاية جسدها وصولاً إلى ذيلها، كما أنّ مذاق لحمها لذيذ جداً وتتفوق على سمكة "السكمبري والسردين" الغنيين بالفوسفور واليود، وهذا يجعل الطلب عليها كبيراً بين محبي تناول الأسماك، إضافة إلى سعرها المقبول الذي يتراوح ما بين 2000 و3000 ليرة».

خالد خليل

وفيما يخص طريقة صيدها يقول الصياد "خالد خليل": «تتميز طريقة صيد سمكة "العصيفري" بأنها تحتاج إلى خبرة كبيرة وتمرس من الصياد الراغب بصيدها بكونه لا يمكن صيدها في النهار وإنما في الليل وبواسطة الضوء الصناعي، حيث يحدد الصياد مكان وجود سربها ويحاول جذبه من الأعماق بواسطة ضوء الليد أو ضوء الكاز، وخلال ذلك يقوم برمي شباكه بشكل مستقيم ريثما تنجذب للضوء فيقوم بعملية التفاف حولها مشكلاً ما يشبه الدائرة بواسطة تلك الشباك، وحينها يقوم بإغلاق الشباك من الأسفل لتشكيل ما يشبه القمع، فتغدو محاصرة ولا مفر لها، وحينها يتم سحبها بهدوء إلى ظهر المركب، وهذا يحتاج إلى جهد كبير من الصياد ورفاقه».

أما عن سبب تسميتها فيقول الصياد "عمر طه": «لا أحد يعلم سبب تسميتها الحقيقية، بكون هذا الاسم متداول فقط محلياً دون وجود مراجع علمية حول السبب، إلا أن البعض يرجح سبب ذلك نتيجة طبيعة شكلها الانسيابي الذي يكاد يكون مبروماً، نتيجة كثافة اللحمة البيضاء النقية فيها».

سمكة العصيفري

ويتابع: «بالنسبة للونها فهو أبيض مائل إلى الفضي في منطقة البطن، ويتغير إلى فضي داكن في منطقة الظهر، مع وجود خط طولاني قريب من اللون الأصفر، بينما الزعانف لونها وردي داكن في الغالب، وتتنقل هذه السمكة في حياتها الطبيعية بالأعماق الرملية بين الصخور، وتختار الأعماق التي تزيد على 400 متر في مرحلة وضع البيوض مع بداية فصل الربيع، حيث تعمد بعد هذه المرحلة إلى تغذية نفسها بشكل جيد لتعوض النقص خلال مرحلة التكاثر».

ولطريقها تنظيفها وطهيها متعة بالنسبة للشيف "خالد الترك" الممتهن لطهي الأسماك فقط، وهنا قال: «في الغالب تباع السمكة طرية ولا يبقى من كمياتها للتخزين في الأسواق، وهذا يجعل عملية تنظيفها سهلة وممتعة مع عملية فتح بظنها واستئصال أحشائها، حيث لا يتطلب هذا وقتاً كبيراً وغسيلاً مطولاً، لتأتي بعدها عملية الطهي بالزيت بعد وضعها بالطحين وفق أغلب الأذواق، حيث لا يجب أن تترك طويلاً في الزيت المغلي لتحافظ على قوامها وخواصها الغذائية، وخلال هذه الأثناء تتم عملية تجهيز الصوص المكون من الحمض والطحينة والثوم فقط، لتقدم ساخنة كوجبة كاملة الدسم والبروتين والمعادن».

محمود هلهل