قدّم الفنان "سمير صفية" الأغنية الطربية الخاصة به، مازجاً بين لونين من الأغاني، وكانت بصمته الخاصة المتناسبة مع خامته الصوتية غير القابلة للتقليد، فكتب ولحن كلماتها على عوده الخاص، منتجاً أغنيته المتكاملة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بالفنان "سمير صفية" بتاريخ 26 آذار 2020 ليحدثنا عن بداياته مع الغناء، وهنا قال: «بداياتي الفنية كانت كما كل البدايات للفنانين والموسيقيين أصحاب المواهب الربانية والتي لاقت من يحتضنها ويعززها، حيث كانت في المرحلة الابتدائية بذوراً فطرية صغيرها سقاها ورعاها المدرس الموسيقي ابن مدينة "طرطوس" الذي عشق وغنى لون بيئته الساحلية "محمود الحاج"، كما تابعني في المرحلة الإعدادية ومنحني أصول الموسيقا والغناء وهذا منحني فرصة المشاركة في برنامج "نادي الهواة" على أثير إذاعة "دمشق" من إعداد "عبد الفتاح سكر"، وهناك غنيت لكبار المطربين في هذا البرنامج، أمثال "وديع الصافي"، "نصري شمس الدين"، "مروان محفوظ" و"فؤاد غازي"، وحصلت على المرتبة الأولى بمجموع تسعة من عشرة».

تميز بعزفه على العود الذي هو جزء من شخصيته الفنية، فقدم مقطوعات من تأليفه وتلحينه، وكذلك غنى من كلماته التي مزجت الأغاني الشعبية المحببة والأغاني الطربية منتجة لوناً خاصاً يطيب الاستماع له

وأضاف في توضيح دور البيئة الجغرافية والمجتمعية كمشجع له، فقال: «لقد كان دور البيئة الجغرافية وقرية "حصين البحر" المعروفة على مدى عقود طويلة بثقافتها ومخزونها من العطاء الفني والأدبي وكأنه جزء من جيناتها كما يقال عنا (الحصينية) دوراً كبيراً، ناهيك عن دعم الأسرة بشكل خاص والعائلة بشكل عام بكونهم آمنوا بموهبتي وأحقية دعمها بكل ما ملكوا من دعم».

سمير صفية

وهذا الدعم المجتمعي أتى بجدواه فلم يخرج عن بيئته بل قدم لها الغناء الشعبي الممزوج بالطرب الأصيل الذي يؤصل اللون الخاص بمحافظته "طرطوس" كما أستاذه "محمود الحاج"، وهنا قال: «قدمت الفن الشعبي والطرب الأصيل ومزجت بينهم لأنتج لوني الخاص الذي لم يحيد عن خصوصية بيئتي البحرية التي قلما نجد من يلتزم بها، حتى بات هذا اللون يتمايز مع خامتي الصوتية وروح "طرطوس" كعنوان لها أينما قدمت أغانيّ، فهذا اللون هو إرث حملته من أستاذي، وكان يجب المحافظة عليه بدعم كما أسلفت من بيئتي الاجتماعية الحاضنة الأساسية لي».

كما أنه تمكن بما ملكه من ذائقة فنية أدبية اختزنت الكثير من المفردات، من كتابة كلمات معظم أغانيه الطربية، على حد قوله، حيث قال: «أغلب ما أقدمه من أغانٍ طربية أكتب كلماته ضمن أجواء خاصة ابتكرها للكتابة، وأحفز المخيلة التي تحتاج لعمليات تحريض دائمة، ويدفعني لذلك مواقف أتعرض لها وقصص أسمعها، فأنسج قصصاً حولها فأختار منها التكثيف المعبر عن المعنى وأقدمه بمفردات لتشكل في النهاية النص الغنائي، كما أستعين بكلمات شعراء تميزوا بتأصلهم للبيئة أمثال "مصطفى الحاج"، "أمين صفية"، "رزق الله صفية"، "رضوان جاموس"، "علي جاموس"، "موسى خضور"، وهذا كله بهدف المحافظة على الأغنية السورية الأصيلة التي تعاني في وقتنا الراهن من تدني المستوى نتيجة الدخلاء الكثر فاقدي الخامة والموهبة والانتماء، علماً أنه توجد خامات ترفع لها القبة تحاول المحافظة والتمسك بهذا الخط الطربي لإدراكها هذا التدني ولرسالتها السامية في الفن».

محسن عباس

ورغم أن مسيرته الفنية قاربت الخمسة عقود وتزيد قليلاً، يرى الفنان "سمير" أن رسالته لم تكتمل بعد، وهي في طور النمو الهادئ لأنه يحتضنها في النطاق الضيق والبيئة المجتمعية المحلية ولم يرغب بأن تكون للمرابع الليلية أو المتنزهات، وأضاف: «في الغالب لا أقدم كلماتي إلا على أنغام عودي، حيث تصدح أحاسيسي معبرة عما أهدف إليه، فالأغنية الطربية جزء منها سيد التخت الشرقي "العود" وجزء آخر الإحساس وجزء للصدق في التوصيف والتعبير، وهذا تكرس خلال دراستي للصولفيج في نقابة الفنانين لأربع سنوات على يد "إبراهيم جودت" و"مطيع المصري"، وكانت تجربة المشاركة في مهرجانات "تدمر" من أهم المشاركات إلى جانب مهرجانات "دمشق" من خلال كورال النقابة».

وفي لقاء مع الفنان "محسن عباس" أكد أنه عندما قدم إلى "طرطوس" من "حلب" كان يسمع باسم الفنان "سمير" ويرى الدعوة لأمسياته في مختلف شوارع "طرطوس"، فتشكل لديه فضول الاستماع لهذا الصوت ومعرفة خصوصيته، وبالفعل وجد خامة صوته الشخصية الخاصة التي من الصعب تقليدها وكأنها بصمة فردية، أضاف: «تميز بعزفه على العود الذي هو جزء من شخصيته الفنية، فقدم مقطوعات من تأليفه وتلحينه، وكذلك غنى من كلماته التي مزجت الأغاني الشعبية المحببة والأغاني الطربية منتجة لوناً خاصاً يطيب الاستماع له».

يشار إلى أنّ الفنان "سمير صفية" من مواليد محافظة "طرطوس" قرية "حصين البحر" عام 1960، عضو نقابة الفنانين، وله العديد من المشاركات التلفزيونية والمسرحية الغنائية منها "رومنتيكا"، "أثر الفراشة"، و "بانتظار الخريف"، وكذلك شارك بمهرجان "المحبة والسلام"، برنامج "بحر وسهل وجبل" وبرنامج "واحد من أربعة".