تميزت بزراعة "الترمس" ووجود نبع مياهٍ معدنيةٍ فيها، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي المفتوح على عدة قرى لبنانية، وتاريخها الموغل بالقدم، تكاد تكون قبلةً سياحيةً يتوافد إليها نحو 1000 نسمة صيفاً، ومنها خرج الشاعر والزجال ليغردوا في سماء الأدب، إنها قرية "بويضة الزمام".

مدوّنةُ وطن "eSyria" زارت القرية بتاريخ 16 تموز 2020 والتقت "سامر إبراهيم" من أهالي وسكان القرية وعضو مجلس بلدة "دوير رسلان" التي تتبع لها "بويضة الزمام" إدارياً، حيث قال: «تقع القرية التي ترتفع عن سطح البحر بين 750- 850 متراً ببن جبل الشيخ "ابراهيم السلطان" ومغارة "بيت الوادي" في ريف مدينة "الدريكيش"، وتطل على البحر وبرج "صافيتا"، ويمكن أن نشاهد منها في الأجواء الصافية مدينة "طرابلس" اللبنانية وكل من "شكا" و"البترون"، وذلك من أعلى نقطة فيها في قمة الجبل، وتتميز هذه القرية -الصغيرة بعدد سكانها والكبيرة بجمالها وطبيعتها الخلابة- بأنّها مكشوفة من مختلف الاتجاهات».

عدد سكان القرية يقارب 1050 نسمة بشكل عام، ولكنه يزداد في فصل الصيف بفعل الاستجمام والسياحة وعودة المغربين إليها ليصل إلى نحو 2000 نسمة

وعن سبب تسميتها ومعنى هذه التسمية قال: «معنى اسمها نواة السيطرة، وذلك لأنها تشرف على الكثير من القرى والطرق في محيطها المتسع، ويدل اسمها المركب باللغة الآرامية إلى معنيين: الأول البويضة وتعني "النبع" والزمام وتعني "الغلة" ليصبح معنى اسمها "نبع الغلال".

جانب من القرية

ويقال في التاريخ القديم للقرية أنها سميت بـ"بلد الزمام" نسبة إلى حشرة "الزمام" التي كانت توجد بكثرة في مواسم الحصاد، بينما تاريخياً تعدُّ من الأماكن القليلة في المنطقة المسكونة من القدم، وذلك دلالة تعاقب الكثير الحضارات عليها، حتى إنّ أقدم عائلة تسكن فيها كاستيطان بشري حديث يعود تاريخها إلى نحو 250 سنة».

وبالنسبة لعائلاتها الأكبر والأقدم والمتفرع عنها في الوقت الحالي فقد قال المهندس "مهند إسماعيل" رئيس المجلس البلدي في "دوير رسلان" والتي تتبع لها القرية إدارياً: «عدد سكان القرية يقارب 1050 نسمة بشكل عام، ولكنه يزداد في فصل الصيف بفعل الاستجمام والسياحة وعودة المغربين إليها ليصل إلى نحو 2000 نسمة».

مهند اسماعيل

وعن حدود القرية قال: «يحدُّ القرية من الجهة الغربية "قنية علوش" ومن الجهة الشرقية ناحية "دوير رسلان" ومن الجهة الشمالية قرية "بيت الوقاف" ومن الجهة الجنوبية قرية "بيت الوادي"».

يعمل معظم سكانها بالزراعة وبالدوائر الحكومية والمنظمات الشعبية، وهنا قال رئيس الجمعية الفلاحية في القرية "سلمان قرفول": «معظم الزراعات في القرية بعلية وتعتمد على الري بمياه الأمطار بشكل عام، كزراعة القمح والشعير والحمص ومختلف الخضار كـ(البندورة واللوباء والبامياء)، كما أنّه تتم زراعة "الترمس" فيها في حالة فريدة تتميز بها عن باقي القرى المحيطة بها، حيث يقدر إنتاجها بين عشرين إلى ثلاثين ألف طن، وذلك نتيجة طبيعة التربة التي تختلف عن باقي ترب القرى المحيطة بها فهي تتنوع ما بين البيضاء والحمراء وكلاهما غني بالعناصر الهامة لزراعته، وفي الغالب هذا الإنتاج يذهب لمعامل تصنيع البيرة، وهذا جعل إنتاجها من هذا المنتج الزراعي يتفوق على باقي الزراعيات، ما يعني أن 50% من السكان يعملون بزراعته، حتى كادت حصة الفرد من زراعة الترمس تقارب ضعفي بقية الزراعات، كما أن أهالي القرية لم يكتفوا بهذا التميز الزراعي، وتمكنوا من زراعة الأشجار المثمرة كالتفاحيات واللوزيات، وأدخلوا زراعة الزيتون ليحققوا الاكتفاء الذاتي، وهذا جعلهم متمسكين بالعمل الزراعي والبقاء في القرية».

موقع القرية ضمن الدائرة الصفراء على الخريطة

ويتابع: «رغم اعتماد الأهالي على الزراعة البعلية في غالب زراعتهم، إلا أنهم استثمروا الفائض من نبع المياه المعدنية نبع "عين السودة" في ري الخضار والزراعات الصيفية بشكل عام، علماً أنه يوجد نبع مياه آخر وسط القرية، ولكنه خفيف نسبياً».

وعن خدمات القرية قال "محمد أسعد": «يوجد لدينا مدرستان حلقة أولى وحلقة ثانية، حيث تعدُّ من القرى القليلة القديمة التي قضت على الأمية منذ عام 1982 كما تتوفر فيها جميع الخدمات الحكومية كالهاتف والكهرباء والصرف الصحي والمياه والطرق المعبدة والمرصوفة التي شارك الأهالي في شقها وتوسيعها لتصل إلى أغلب المواقع الزراعية».

ويضيف: «التحصيل العلمي والشهادات العلمية العليا التي حصل عليها أبناء القرية والتعلق بالأرض كان سبباً أساسياً للمحافظة على الطبيعة الطيبة والمُحبة للآخر، حتى كادت الدعاوى القضائية تخلوا منها منذ عشرات السنين.

كما برز لدينا عدد من أساتذة الجامعات والأطباء والمهندسين والضباط والشعراء منهم الشيخ الشاعر "علي كتوب" رحمه الله والشاعر "مازن كتوب" والزجال "وسام قرفول" والزجال "وسيم قرفول"».