هو الطبيب صاحب اليد الذهبية التي جابت العالم بأسره لتوقع أكثر من ثمانين ألف عملية ناجحة في جراحة القلب المفتوح، منها لرؤساء عالميين، ليصبح طبيباً مشهوراً عالمياً، بعدما أبدع وتفرد في مشواره المهني والخيري الطويل.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع البروفسور "الياس حنا" بتاريخ ٧ تموز ٢٠٢٠ ليخبرنا عن البدايات حيث قال: «ولدت في قرية جميلة اسمها "متن الساحل"، تتربع على ربوة تطل على البحر الأبيض المتوسط أمامها الخضرة والبساتين والزهور والرياحين والكثير من الناس الطيبين في محافظة "طرطوس"، كان والدي معلماً ومزارعاً في الوقت ذاته، يزرع أشجار الزيتون والقمح وأتمهما بمنشأتين متواضعتين لعصر الزيتون وطحن القمح، ما أكسبه مع أسرته حالة ميسورة نسبياً بين أهل القرية.

أول لقاء لي مع البروفسور جراح القلب الملقب بـ"صاحب الأيدي الذهبية" في جراحة القلب الدكتور "الياس حنا" كان في خريف 1976، في كلية الطب البشري بجامعة "دمشق"، حيث دعاني لحضور ثلاث عمليات للقلب المفتوح أجراها بمركز جراحة القلب في مشفى "المواساة"، وكان مساعداً للجراحة التي أجراها الدكتور "الياس حنا"، الدكتور "سامي القباني"، رئيس مركز جراحة القلب في مشفى "المواساة" آنذاك، حيث تعلّم التقنيات الجراحية الجديدة التي دربه عليها الدكتور "الياس حنا"، وطاقمه الطبي، وحصلت زيارتي لمنزل الدكتور "الياس حنا" في مدينة "سان فرانسيسكو" عام 2019، حيث تعرفت بعمق على هذا الجراح الرائد في جراحة القلب بأنحاء العالم، له موسوعة كاملة عن عملياته موّثقة في مكتبته المنزلية، هذا المبدع السوري الأصيل الذي رفع اسم "سورية" عالياً، في أرجاء العالم

نشأت في عائلة مؤلفة من خمسة أبناء بينهم فتاة وحيدة وأنا الأصغر بينهم، أتممت المراحل الأولى من دراستي في قريتي، ثم انتقلت إلى مدينة "طرطوس" لأنهي دراستي الثانوية، ومنذ صغري كنت محباً لدراسة الطب، خاصة بعد أن شاهدت أحد الأطباء وهو قادم إلى قريتي راكباً على جواده وقد استقبله أهله والقرويون باحترام شديد، فأدركت أهمية مهنة الطب للبشرية، وصممت أن أصبح طبيباً مرموقاً في المستقبل، وشجعني والدي لتحقيق هذا الهدف وأرسلني إلى "بيروت"، لأستقر مع ابن عمي، حيث باشرت دورة في اللغة الإنكليزية ودورة أخرى في علوم التشريح، لأجتاز امتحاناته وأحرز العلامة الكاملة 100 من 100، دُهش أساتذتي ونصحوني بمتابعة دراستي العليا في "أميركا"».

مع الرئيس الراحل حافظ الأسد

وتابع حديثه عن مغادرته "سورية": «غادرت "دمشق" إلى جامعة "كولومبيا" في "نيويورك"، في شهر أيلول عام 1955، وكنت أبلغ من العمر آنذاك 18 عاماً، فيما بعد ذهبت إلى مدينة "أوستن" وتقدمت بطلب قبول في جامعة "تكساس"، حيث كنت محظوظاً لمقابلتي السيد "مايك باغيت"، والذي ساعدني كثيراً، فتخرجت بعد دراسة عامين ونصف العام في حزيران 1959، نظراً لحصولي على أعلى الدرجات ومنحت جائزة الشرف كمواطن من "تكساس"، وتلقيت أيضاً جائزة "أوسكولابيوس" للأخوة، وهنا بدأت ألتمس تحقيق حُلمي.

فيما بعد اخترت جامعة "تولان" للطب البشري في مدينة "نيو أورليانز" في ولاية "لويزيانا"، حيث حصلت هناك على جائزة ميدالية "غيغر" الذهبية لقاء تميزي في أطروحتي العليا حول الصحة العامة عن أعمالي في الأمراض الاستوائية، وبعدها بدأت بتدريباتي الجراحية في مشفى "هاركنس كميونيتي" في "سان فرنسيسكو" طيلة خمس سنوات، وخلال تلك الفترة التقيت بـ "هيلين" وتزوجنا في صيف 1963، بعدها انتقلت مع عائلتي إلى "هيوستن" "تكساس" لدراسة الجراحة القلبية، ثم ذهبت إلى قاعدة الجيش الأمريكي في "سان أنتونيو" "تكساس"، حيث مُنحت رتبة رائد ومُنحتُ الجنسية الأمريكية، وبعد شهر واحد من التدريب العسكري نُقلت بحراً إلى "فيتنام" لأكون طبيباً جراحاً مخصصاً للمشفى الجراحي الثالث في مخيم "دونك تام" لمدة عام، وفي الجيش كونت لنفسي سمعة مهنية طيبة وانتشاراً واسعاً حيث كتبت الصحف عن عملي الجراحي الإعجازي الذي قمت به هناك».

مع أطباء مركز جراحة القلب في الصين

وعن بداية حياته في تأسيس مركزه للجراحة القلبية حدثنا: «بعد تأديتي مهمة الخدمة في الجيش، بدأت بتأسيس برنامج الجراحة القلبية، الذي طالما تمنيت تطويره، ففي عام 1974 قمت بنجاح بأول عملية جراحية لتبديل الدسام التاجي في مركز "سانت ماري" الطبي، وأطلقت برنامج جراحة القلب المفتوح في المشفى، حيث استطعت أن أجعل هذا العمل بسيطاً للغاية، وفي شهر أيار عام 1974 وجهت "روسيا" دعوة إلى مئة طبيب أمريكي لزيارة "موسكو" و"سانت بيترزبيرغ"، وكنت واحداً منهم، حيث أجريت مع الدكتور "فاسيلي كوليسوف"، رئيس أطباء الجراحة القلبية في المعهد الطبي في "لينينغراد"، عمليات القلب المفتوح مازجين الخبرات سويةً في تطوير هذه الجراحة، وتضمن فريقي الطبي عشرين شخصاً، بين طبيب وممرض فني، من بينهم زميلي "جون كرو"، وذهبت إلى "سريلانكا" مع فريقي الجراحي لإجراء عمليات تبديل الدسام التاجي في المركز الطبي في "كولومبو"، وكانت جميع العمليات الجراحية تُجرى مجاناً وبلا مقابل وبتمويل أساسي من مؤسستي الطبية الخيرية والتي أطلقت عليها مؤسسة "حنا" للأوعية القلبية، والتي كانت تقدم خدمات مجانية في جميع الدول التي قمت بزيارتها، كما قمت بزيارة "سورية" مع عائلتي أثناء وجودي في "سريلانكا"، وفي زيارتي الثانية إلى "سريلانكا"، حُزت على شرف الاستقبال والتكريم من قبل رئيس "سريلانكا"».

أما عن الجولات العالمية التي قام بها تابع حديثه: «في عام 1977 قام وزير التعليم العالي في "سورية" مع الدكتور "سامي القباني" كبير الجراحين ومدير مركز "دمشق لجراحة الأوعية القلبية" في مشفى "المواساة" الجامعي بتوجيه دعوة لي لزيارة "سورية"، حينها أقام الرئيس الراحل "حافظ الأسد" مأدبة استقبال لي ولفريقي الطبي في "قصر الشعب"، فيما بعد قمت بزيارة إلى "بغداد" عام 1978 مع فريقي الطبي بدعوة من وزير الصحة وشاركت في بناء مركز طبي لجراحة القلب، وبعد ذلك قمت بجولة إلى "لندن"، "باريس"، "الهند"، "الصين" و"اليونان"، وقمت بأكثر من 83 ألف عملية قلب جراحية ناجحة، منها لرؤساء وشخصيات عالمية معروفة منهم "ديلي لاما" رئيس الديانة البوذية في "الصين"، حيث تمت العملية بمنزله في "الصين"، كما يوجد لدي مكتبة جدرانها مليئة بالصور الوثائقية لمقابلاتي مع رؤساء العالم وأغلب العمليات الجراحية القلبية التي قمت بها في بلادٍ مختلفة، بالإضافة لتأليفي لكتاب وثائقي بالصور والمخطوطات التراثية العالمية من كل مراكز الآثار السورية التي قمت بزيارتها أثناء زياراتي المتعددة لـ "سورية"، ولي صورة مع الرئيس الراحل "حافظ الأسد" وأهديته حينها هذا الكتاب الوثائقي، وهو موجود بمكتبة "الأسد" بـ"دمشق" الآن».

مع رئيسة وزراء سيرلانكا

الدكتور "طوني فهوم" حدثنا عن معرفته بالدكتور العالمي "الياس حنا" قائلاً: «أول لقاء لي مع البروفسور جراح القلب الملقب بـ"صاحب الأيدي الذهبية" في جراحة القلب الدكتور "الياس حنا" كان في خريف 1976، في كلية الطب البشري بجامعة "دمشق"، حيث دعاني لحضور ثلاث عمليات للقلب المفتوح أجراها بمركز جراحة القلب في مشفى "المواساة"، وكان مساعداً للجراحة التي أجراها الدكتور "الياس حنا"، الدكتور "سامي القباني"، رئيس مركز جراحة القلب في مشفى "المواساة" آنذاك، حيث تعلّم التقنيات الجراحية الجديدة التي دربه عليها الدكتور "الياس حنا"، وطاقمه الطبي، وحصلت زيارتي لمنزل الدكتور "الياس حنا" في مدينة "سان فرانسيسكو" عام 2019، حيث تعرفت بعمق على هذا الجراح الرائد في جراحة القلب بأنحاء العالم، له موسوعة كاملة عن عملياته موّثقة في مكتبته المنزلية، هذا المبدع السوري الأصيل الذي رفع اسم "سورية" عالياً، في أرجاء العالم».

جدير بالذكر أنّ د."الياس حنا" مواليد "متن الساحل" في "طرطوس" عام 1936، مقيم في "سان فرانسيسكو" بـ "أمريكا".