استمدت مزرعة "المشيرفة" في ريف "القدموس" تسميتها من موقعها على السفح الشمالي لجبل النبي "شيث"، موقع تميزه إطلالاته الواسعة، وتضاريسه المتنوعة، والغطاء النباتي الغني بأشجار السنديان والرياحين والنباتات البرية والطبية.

للحديث عن موقع المزرعة والسكان فيها، التقت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 16 أيلول 2020 "شادي عيسى" رئيس بلدية "كاف الجاع" حيث قال :«هي إحدى المزارع التي تتبع إلى قرية "الشعرة" ضمن قطاع بلدية "كاف الجاع"، والتي تتبع لها من الناحية الإدارية، كما أنها تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة "القدموس"، وتبعد عنها مسافةً تقدّر بعشرة كيلو مترات، ويحيطها مجموعةً من القرى، فمن جهة الغرب قرية "نعنو"، وكل من مزرعة "النبي شيث" وقرية "الشعرة" من جهة الجنوب، أما من جهة الشمال فكل من قريتي "المقرمدة" و"الشنية"، ويبلغ عدد السكان فيها حوالي 400 نسمة، وهي مقسمة إلى أربع حارات، تحمل كل حارة اسم العائلة التي تقطنها، والعائلات هي "الراعي"، و"عطية"، و"أحمد"، و"محمود"».

تقع المزرعة على السفح الشمالي لجبل النبي "شيث"، ومن خلال المسح الأثري لم يتبين لنا وجود لأي آثار ضمن أراضيها، لكن يوجد فيها نبع ماء قديم جداً يعود للفترة الإسلامية، أما عن تسميتها "المشيرفة"، فهي تصغير لكلمة المشرفة والتي تعني الإطلالة من المكان المرتفع

أما فيما يخص الوضع المعيشي للسكان فيها فأضاف: «النسبة الأكبر من أهالي المزرعة يعملون في مجال الزراعة، وأغلب المحصولات هي محصولات بعلية، ومن أبرزها القمح والتبغ، وهما المحصولان الرئيسيان اللذان يعتمد عليهما السكان في تحسين أوضاعهم المعيشية، كما يزرع الشعير والزيتون والكرمة والتين والرمان والجوز وغيرها من الأشجار المثمرة، وبعض أنواع الزراعات الحقلية حول المنازل. هذا إلى جانب تربية بعض أنواع المواشي والدواجن، والنسبة المتبقية من السكان التي تقارب 40% هم من العاملين في القطاعات الحكومية المتنوعة».

جانب من الطبيعة

وعن الطبيعة والمناخ يكمل قائلاً: «المنطقة هنا تتميز بتنوع تضاريسها بين قمم جبلية وأودية، أما قربها من قمة النبي "شيث" فقد جعلها محطةً لمحبي الاستكشاف والمسير والتصوير، وتعتبر غنيّةً بغطائها النباتي من أحراج السنديان والريحان وبعض النباتات الطبية كالزوفا والزعتر وغيرها. أما مناخها فهو جبلي معتدل صيفاً، وفصل الشتاء فيها شديد البرودة، مع أمطار غزيرة جداً، وتشهد تساقطاً للثلوج في بعض الأحيان».

وعن الواقع الخدمي قال: «المزرعة مخدمة بشبكة مياه للشرب، وشبكة للكهرباء، مع توافر خدمات الهاتف والإنترنت بشكل جيد، لكن ينقصها مركز صحي ما يضطر الأهالي إلى تلقي علاجهم في المركز الصحي في قرية "الجماسة قبلية" القريبة منها، ولا يوجد فيها شبكةً للصرف الصحي، أما الطرقات سواء الرئيسية أو الفرعية والزراعية فوضعها يعتبر جيداً، كما تعتبر نسبة التعليم والمتعلمين فيها مرتفعةً، وتوجد فيها فقط مدرسةً ابتدائيةً، ومن بعد ذلك في المراحل اللاحقة فيتابع الطلاب دراستهم في إعدادية قرية "الشعرة"، ومن ثم ثانوية "كاف الجاع"».

نبع قديم

وبالحديث عن الخدمات التي تقدمها بلدية "كاف الجاع" ضمن المزرعة ختم قائلاً: «قام المجلس الحالي بتعبيد طريق بطول 250 متراً، وهو طريق زراعي يخدّم العديد من العقارات الزراعية والمداجن، كما تم تحسين جوانب الطرقات لضمان السلامة المرورية والتخفيف من الحرائق، وتعزيل خنادق الصرف المطري تحسباً لحدوث السيول في فصل الشتاء. كما تقوم البلدية بجمع وترحيل النفايات المنزلية بشكل دوري مرتين أسبوعياً، وتوجد دراسة لتنفيذ محطة معالجة مشتركة بين "المشيرفة" و"المقرمدة"، بهدف تخديم المنطقة بشبكة صرف صحي، إلى جانب ذلك تعمل البلدية على إعادة تشغيل الإنارة الشارعية وفق الإمكانات المتوافرة».

"بسام وطفة" رئيس قسم التنقيب في دائرة آثار "طرطوس" قال: «تقع المزرعة على السفح الشمالي لجبل النبي "شيث"، ومن خلال المسح الأثري لم يتبين لنا وجود لأي آثار ضمن أراضيها، لكن يوجد فيها نبع ماء قديم جداً يعود للفترة الإسلامية، أما عن تسميتها "المشيرفة"، فهي تصغير لكلمة المشرفة والتي تعني الإطلالة من المكان المرتفع».

"المشيرفة" من غوغل