أحبّ الشعر منذ الصغر فخطّت حروفة أروع القصائد، ليتميّز بمسيرة أدبية واسعة وغنية ويبدع في أكثر من مجالٍ بها، حاصداً تكريمات وجوائز.

التقت مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 5 أيلول 2020 المهندسة والشاعرة "وراد خضر" لتحدثنا عن مسيرة والدها الشاعر الراحل "عدنان خضر" قائلة: «تضاء الدنيا عند بزوغ الفجر ثم مع خيوط الشمس الأولى المرسلة عبر الفضاء الواسع يزداد النور ضياءً شيئاً فشيئاً حتى يعمّ الكون، هكذا بدأت قريحة الشاعر المرحوم "عدنان خضر" بالضياء منذ نعومة أظافره، حيث كتب أول قصيدة عمودية ناضجة على غرار الشعر القديم الموزون المقفّى، عندما كان في الصف الأول الإعدادي في ثانوية "صافيتا" وألقاها في احتفال عيد "الوحدة" بين القطرين "سورية" و"مصر" عام 1959/1960.

رحل شاعرنا قبل أن يتمَّ أداء رسالته، وكان لهذا الرحيل أثر مؤلم في نفوس عارفيه ومقدّريه وما أكثرهم، هو شاعر والشاعرية جزء من كيانه، وربما هي كل كيانه ولا أُغالي، وقد امتاز شعره بالسلاسة والعذوبة والرقة والوضوح، وأفكاره كانت بنّاءة وجريئة، وهي مستقاة من تجارب مرّ بها فتركت آثارها في نفسه، وفي شاعريته تجارب غنية لها أثرها الضخم في نفس الشاعر وفي بيئته التي نشأ بها وانطلق منها وترك فيها اسماً عطراً وذكرى كريمة، حيث غنى التجربة ليس في طولها وامتدادها وحسب، وإنما في عمقها وأثرها في نفس صاحبها ومجتمعه وبيئته، والشاعرية مثلما هي وليدة الحس والشعور فإنها وليدة الظروف التي تنطلق بها ومنها

كبر والدي وكبرت معه قريحته، وتفجرت موهبته فكتب وأبدع، وفي الجامعة اختار قسم اللغة العربية وتخرج منه عام 1969، وخلال مسيرته الدراسية كان دائماً يبرز كشاعر على مسرح الأدب والشعر، استضاء بالعلم فأضاءت قصائده صفحات المجلات، وزُينت بحضوره الأمسيات الشعرية على مدرجات الجامعة، وفي السنة الثالثة فاز بجائزة الشعر الثالثة في مهرجان الشعر الأول بجامعة "دمشق" عام 1967، والحقيقة أكثر ما يلفت النظر في قصائده ذلك الوميض المؤلم الذي يبرق بين سطور بعض قصائده، هذه النفحة الحزينة التي كان يختارها للتنفيس عما يحسه أو ربما كانت تخرج غضباً كشعاع خفي يلتمع ليخفف من وطأة الإحساس بالظلم، ظلم القدر وظلم المجتمع وظلم الظروف فليس من مخفف إلا الكلمة الصادرة عن المشاعر الصادقة النابعة من القلب».

صورة لأحد أعماله

وعن أعماله الأدبية قالت: «عام 1971 صدر ديوانه الشعري الأول بعنوان "ظلال"، أما ديوانه الشعري الثاني فكان بعنوان "أغنيات مرجحة" أصدره عام 1987، وفي مجال الشعر تنوعت قصائده وموضوعاته فكتب الشعر العاطفي، القومي، والاجتماعي كما كتب القصة التي تحكي عذابات أناس يعرفهم وعاش بعض قضاياهم، وكان له أثر مميز في مجال المسرح فقدم مسرحية تاريخية بعنوان "الثائر"، كتب المسرحية الموحية المعبرة، أيضاً كان له أكثر من 100 منشور ونشرة في مجلات وصحف سورية وعربية في الشعر والقصة والمسرح بالإضافة إلى دراسة موسعة لـ"المهلهل" ومختارات من شعره بعنوان "الشاعر المهلهل"، بالإضافة لنيله الجائزة الأولى في "مهرجان المعلمين" عام 1984 وجائزة "نشيد المعلم" في العام نفسه وعُين في العام 1987 رئيساً لاتحاد الكتاب العرب في "طرطوس"».

الدكتور "عبد اللطيف اليونس" أخبرنا عن معرفته به قائلاً: «رحل شاعرنا قبل أن يتمَّ أداء رسالته، وكان لهذا الرحيل أثر مؤلم في نفوس عارفيه ومقدّريه وما أكثرهم، هو شاعر والشاعرية جزء من كيانه، وربما هي كل كيانه ولا أُغالي، وقد امتاز شعره بالسلاسة والعذوبة والرقة والوضوح، وأفكاره كانت بنّاءة وجريئة، وهي مستقاة من تجارب مرّ بها فتركت آثارها في نفسه، وفي شاعريته تجارب غنية لها أثرها الضخم في نفس الشاعر وفي بيئته التي نشأ بها وانطلق منها وترك فيها اسماً عطراً وذكرى كريمة، حيث غنى التجربة ليس في طولها وامتدادها وحسب، وإنما في عمقها وأثرها في نفس صاحبها ومجتمعه وبيئته، والشاعرية مثلما هي وليدة الحس والشعور فإنها وليدة الظروف التي تنطلق بها ومنها».

يُذكر أنّ الشاعر "عدنان خضر" من مواليد قرية "تل ورد" شرق "حمص" عام 1943 كان من سكان مدينة "طرطوس" وتوفي عام 1990.