بعد أربعة أيام من العمل التطوعي الطبي الذي قدمه طلبة سورية خلال مخيمهم التطوعي في بلدة "الخفسة" وسط إقبال شعبي كثيف شمل البلدة والقرى الريفية المحيطة بها. اختتم المخيم التطوعي (الطبي والصيدلاني والسني) الذي يقيمه الاتحاد الوطني لطلبة سورية فعالياته بمنطقة "الخفسة" بريف "حلب" في نهاية يوم الأحد 4/7/2010م.

وتضمن المخيم تقديم خدمات طبية لأهالي بلدة "الخفسة" والمناطق المجاورة لها من علاج ودواء مجاني. حيث انقسم المخيم إلى تسع عيادات طبية متخصصة (سنية، قلبية، داخلية، أطفال، جراحة عامة، بولية، نسائية، عظمية) عالج المرضى فيها ستون متطوعاً ومتطوعة من طلاب الدراسات العليا في اختصاصات الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة وكلية التمريض في "جامعة حلب".

أحببت أن أشارك زملائي الطلاب في سورية عملهم التطوعي لأساهم في مثل هذه الأعمال الخيرية التي تنمي الوعي التطوعي تجاه الناس. وكما أتمنى الشفاء لجميع من جاء لهذا المخيم

وقد حظي المخيم الطبي بإقبال شعبي مميز وقدّر عدد الأهالي المستفيدين من خدمات المخيم التطوعي حوالي 2865 مواطناً ومواطنة قدم لهم العلاج والأدوية اللازمة مجانا بحسب ما ذكر المكتب الإعلامي للمخيم.

** ماذا كان رأي الأهالي..

بعد حصولهم على الخدمات الطبية والدورية المجانية خلال المخيم، عبّر أهالي المنطقة عن سعادتهم بهذه المخيمات وعن امتنانهم للأطباء المتطوعين على العناية والحفاوة والتنظيم الذي استقبلوا به آملين في أن تتكرر زيارات المخيم التطوعي إلى قريتهم.

السيدة "ملك خليل" وجدت في المخيم الخدمة الطبية التي تفتقر لها المنطقة فقالت: «نحن في هذه المنطقة نفتقر للخدمات الطبية وهذا ما ندعو من خلاله الجهات المعنية للاهتمام بهذا الجانب في منطقتنا الريفية. وحينما سمعت عن المخيم الطبي من خلال التلفزيون، والوحدات الإرشادية لدينا في "الخفسة" توجهت مباشرة للعلاج، لأجد أفضل الاهتمام من قبل الشباب المتطوعين الذين لم يقصروا معنا أبدا..».

بدوره السيد "خلف الحسين" من أهالي منطقة "الخفسة" وجد في المخيم المشفى المتكامل الذي أصبح مقصد أهل المنطقة الأساسي خلال هذه الأيام، فقال: «أشكر الاتحاد الوطني لطلبة سورية، وهؤلاء الطلاب المتطوعين على هذه الخدمة التي قدمت لنا. فقد شكل هذا المخيم مستشفى شبه متكامل من حيث العيادات الطبية التي شملت كافة الاختصاصات، بالإضافة للأدوية المجانية التي قدمت لنا. وهنا أحب الإشارة إلى أهمية هذه الفكرة التي توصل الخدمة لمن هم بحاجة إليها وقد لا تسمح لهم ظروفهم المادية بالحصول عليها».

** ماذا قال المتطوعون عن تجربتهم..

سعادتهم بالغة بأنهم استطاعوا أن يقدموا الخدمة لمن يحتاجها، وهذه التجربة زادتهم حبا للعمل التطوعي فماذا قالوا؟

متطوعو الاتحاد الوطني لطلبة سورية عن سعادتهم بتقديم الخدمة الطبية للأهالي. الطبيب المتطوع "عقبة الدغيم" (اختصاص جراحة بولية) حدثنا عن مشاركته بالقول: «الدافع الأساسي لمشاركتي في هذا المخيم التطوعي هو نشر ثقافة الوعي الصحي والتطوع عند أهالي منطقة "الخفسة" ولكي أقدم خدمة طبية تثقيفية لأهالي المنطقة الفقراء الذين لمسنا من خلالهم مدى حاجتهم لهذه الخدمة».

فيما قالت المتطوعة "فضيلة خليل" طالبة (تمريض سنة أولى): «أحببت أن أشارك في المخيم من أجل الشعور بروح التعاون وتقديم المساعدة للناس الفقراء وهذا يشعرني بالارتياح وتقدير الذات، وأتمنى أن أكون قد ساهمت في تقديم الخدمة الصحية لأهالي المنطقة».

بدوره المتطوع "عز الدين الشواخ" طالب (تمريض سنه أولى) تحدث عن تعاون الأهالي واهتمامهم، ما أنساهم الصعوبات، فقال: «واجهتنا بعض الصعوبات وخصوصا فيما يتعلق بالطبيعة المناخية للمنطقة، ولكنها لا تذكر تجاه ما شعرنا به من قبل أهالي المنطقة من حفاوة ورقي في التعامل مع جنود اتحاد الطلبة الذين أتوا لخدمتهم».

ولم يقتصر المتطوعون على حدود القطر السوري، ليكون لأشقائنا العرب حصتهم في ذلك، فمن اليمن الشقيق أتى ليكتسب العلوم الطبية في سورية، وليشارك اليوم في عمل زملائه التطوعي، إنه المتطوع "زياد الكامل" طالب (سنة رابعة صيدلة) الذي قال عن مشاركته بالمخيم: «أحببت أن أشارك زملائي الطلاب في سورية عملهم التطوعي لأساهم في مثل هذه الأعمال الخيرية التي تنمي الوعي التطوعي تجاه الناس. وكما أتمنى الشفاء لجميع من جاء لهذا المخيم».