تخرّجنا...!!" هذه الكلمات تأتي بعد مسيرة جهد قضاها الطلاب لتكون أولى الكلمات التي يردّدونها عند صدور وثائقهم الدراسية بعد مشوار طويل من الدراسة والامتحانات، ذلك حال كلية الآداب بجامعة "حلب" حينما احتفلت مساء 4/1/2011 على مدرج ايبلا بتخريج /72/ طالباً من مختلف الأقسام ومن أبرزهم تلك الدفعة الأولى التي تم تخريجها من المعهد العالي للغات من حملة الماجستير والتأهيل التخصصي للغة العربية لغير الناطقين بها.

فرحة عارمة رافقت الحفل من خلال كلمات التهنئة والنجاح التي قدمتها أعضاء الهيئة التدريسية ورئيس جامعة "حلب" مشددين فيها على أهمية النضال في مشوارهم التعليمي لكونهم البناة الحقيقيين والذين يساهمون في بناء حضارة الإنسان.

حينما برزت الحاجة الماسة لذلك تم افتتاح هذا القسم وبسبب ادراكنا لأهميته تم تقديم التسهيلات له ومن المتوقع في السنة القادمة أن يكون عدد الخريجيين ضعف العدد الحالي

موقع eAleppo حضر الحفل وعلى جانبه حاور الأستاذ "مصطفى ابراهيم مواس" أحد المتخرجين باختصاص تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها والعامل حالياً على تدريس الطلاب الأجانب حول أهمية ذلك الإختصاص وما مدى فعاليته يقول: «أهميته تكمن في سد الإحتياجات المتكررة والمتزايدة على طلب التعلم على اللغة العربية من قبل طلاب الأجانب الذين وفدوا إلى سورية وخصوصاً التدفق الأخير التي شهدته مدينة "حلب" من قبل الطلاب الأتراك».

"مصطفى ابراهيم مواس"

وأضاف: «ومن خلال هذا التعليم يسمح لمدرس اللغة العربية بنقل ثقافته إلى الحضارات الأخرى والتعريف بها من بعد ما شهوها الإعلام الغربي، فجاءت تلك الخطوة لتعزيز التواصل بيننا وبين المجتمع الغربي وخصوصاً من فئة الشباب المتعلم».

ومن المعروف بأن تدريس الطلاب الأجانب له طرق مختلفة في تلقينهم للغة العربية تختلف عن طرق التدريس التقليدية في المدارس العربية وحول كيفية التعامل والآليات المتبعة في طريقة التدريس للأجانب أجاب "مواس": «تتم من خلال تفهمنا بأن الطالب هو إنسان بالغ يحمل موروث غربي مختلف عن ثقافتنا وفي نفس الوقت هو طالب راغب في تعلم اللغة العربية، مما يتوجب علينا التعامل معه كطالب صغير فنبتدئ معه بتدريبه على مخارج الحروف وتلك هي الخطوة الأهم في مشوارنا التعليمي، إضافة إلى طريقة التعليم التي اتبعها من خلال استخدام صور توضيحية أو حركات ايميائية أو تمثيلية في بعض الأحيان من اجل توضيح معنى الكلمة بالشكل الأنسب، وبرأي من الخطأ أن يتم استخدام لغة وسيطة كاللغة الإنكليزية او غيرها وخصوصاً المبتدئين من الطلاب».

"محمد الأحمد"

هناك العديد من الأسباب التي جعلت من الطالب الغربي أن يقدم على تعلم اللغة العربية ومن بينها زيادة عدد اللغات التي يحملها كالفرنسية والألمانية وغيرها قالها "مواس" «وخاصة بعد الأحداث التي جرت بأمريكا من بعد 11 أيلول والتي شجّعت الأمريكان على تعلم اللغة العربية وتفهم ثقافتنا، وهذا مما ذكره دكتور من الجامعة الأمريكية بأن اللغة العربية أصبحت اللغة الأولى التي تدّرس في الجامعات الأمريكية من بعد ما كانت اللغة الإسبانية هي الأولى ورغبة الآخرين بالعمل في السلك الديبلوماسي من خلال السفارات المتواجدة في الوطن العربي، إضافة إلى النمو المتزايد في أعداد طلاب الأتراك والذين بدوأ يعودون إلى تعلم اللغة العربية».

ومن الطبيعي بأن كل طالب يتخرج من الكلية يسعى من ورائها إلى تحقيق الحلم الذي سعى من أجله فهل استطاع الطلاب تحقيق فرصة عمل أجاب "مواس" «العديد من حملة الماجستير يعملون حالياً في تدريس اللغة العربية للأجانب بنظام الساعات المأجورة، لكن الفرص الخارجية في الجامعات الأوربية والأمريكية أكبر من تلك الفرص المتاحة داخل سورية ومما نرغبه من الجهات المعنية أن يتم استيعاب فئة المتخرجين للعمل على سد أية شواغر بوظائف حكومية ولزيادة فرص العمل للشباب المتخرج دون اللجوء إلى السفر إلى الخارج».

الدكتور "محمد حسن عبد المحسن"

لكن الخريج "محمد الأحمد" هل حقق رغبته من خلال تخرجه من ذلك الاختصاص أجاب قائلاً: «فمن خلال هذا الاختصاص الجديد اتاح لنا تدريس مجموعة من الطلاب الأجانب وهناك فرص اخرى للعمل بأكثر من مجال سواء بتدريس الطلاب داخل سورية أو من خلال إيفادنا إلى الجامعات الأجنبية».

وأضاف: «على المدرّس أن يتقن استخدام التدريس لإعطاء صورة واضحة عن اللغة العربية ولإشعار الطلاب الأجانب بأهميتها للحث على التعلق بها ومن خلالها يمكننا أن نوصل صورة مشرقة عن الثقافة العربية».

لكن المدرّس عليه أن يتقن العديد من الأساليب التعليمية لكي يجيد استخدامها في أي مرحلة كانت وحول الأساليب التي اتبعها في تدريسها للغة العربية للطلاب الأجانب قال "الأحمد": «استخدم العديد من الأساليب المتنوعة ومنها اللغة الوسيطة فقد استخدمتها بالمرحلة الأولى من التعليم لكي أسهّل فهم معنى الكلمة العربية اضافة للصور التوضيحية، وهذه هي اهم مرحلة في التعلم وبمجرد اجتياز الطالب لها تصبح مرحلة التعليم سلسلة لكلا من الطالب والمدرّس».

لكن وبراي الأستاذ "الأحمد" فإن الطالب الأجنبي الذي يريد ان يتعلم اللغة العربية هو أكثر جدية من الطالب العربي الذي يريد ان يتعلم اللغة الأجنبية وحول هذا يقول: «فمن خلال تجربتي في تدريس الطلاب الأجانب لاحظت ان هناك اهتماماً اكثر من قبلهم لكونهم يرغبون ، بدخول السوق العربية واستثمار اموالهم من خلال اقامة الشركات والمعامل وخصوصاً في دول الخليج العربي».

وحول مزيدا من الإهتمام بهذا الموضوع التقينا الدكتور "محمد حسن عبد المحسن" رئيس قسم اللغة العربية في المعهد العالي للغات ليطلعنا حول آليات التعاون مع الجامعات الأخرى من اجل تامين فرص العمل لأولئك الخريجين فيقول: «هناك العديد من اتفاقيات التوءمة التي وقعت مع الجامعات لإيفاد العديد من المدرسين ومنها جامعة "أورفة" و"اسطنبول" بـ "تركيا" وأيضاً مع الجامعات الفرنسية والإيطالية والجورجية، الروسية والماليزية والإندونسية وبلغ عددهم في الوقت الحالي ستة مدرسين».

ونفى الدكتور "عبد المحسن" حول تأخر ظهور هذا القسم قائلاً: «حينما برزت الحاجة الماسة لذلك تم افتتاح هذا القسم وبسبب ادراكنا لأهميته تم تقديم التسهيلات له ومن المتوقع في السنة القادمة أن يكون عدد الخريجيين ضعف العدد الحالي».

والجدير بالذكر أن عدد الطلاب الذين تم تخريجهم في كلية الآداب بلغ 72 طالب منهم 25 طالب ماجستير باللغة العربية لغير الناطقين بها، 37 طالب لغة انكليزي، 10 طلاب لغة فرنسية.