قامت جامعة "حلب" ممثلة بطلابها في مشاركة عدد من الطلبة اليابانيين بغرس أشجار "الساكورا" اليابانية في قلب حديقتي أصدقاء جامعة "حلب" وكلية الهندسة الميكانيكية، موقع eAleppo رافق الخطوة المشتركة بين الجانبين وعكس أهميتها في عيون من شارك بالغراس بتاريخ 5/3/2011، وكانت البداية مع المحامي "باسل كيالي" ممن يدرسون اللغة اليابانية بالجامعة فيقول:

«تأتي هذه الخطوة الإيجابية نتيجة للجهود التي بذلت في تطوير العلاقة بين "سورية" و"اليابان" وتدل على مدى عمق الثقافة بين الجانبين، وهي تعتبر مبادرة لطيفة قامت بها الجامعات اليابانية، على العديد من الأراضي السورية ومن بينها مدينة "حلب"».

سوف يتم زراعة عشرين غرسة موزعة بين جامعة "حلب" والحديقة البيئية التي سوف تفتح في الأيام القادمة

مضيفاً: «وتمثل شجرة "الساكورا" رمزاً وطنياً لدى الشعب الياباني أحبوا من خلاله توسيع رقعة زراعته لتشمل منطقة الشرق الأوسط».

الطالب "باسل كيالي"

لكن "اليابان" كبلد متقدم لا يكفي أن تكون علاقاتنا محصورة ضمن المجال الزراعي وإنما يجب أن تمتد إلى المجالات الأخرى وعن هذا يقول "كيالي": «مثل المجالات العلمية والثقافية، ونحن بدورنا كطلاب يجب علينا أن ننهل من علومهم لنغني أفكارنا بالعديد من التجارب والخبرات العلمية ونعكسها على مجتمعنا حتى تعم الفائدة بين جميع أطياف المجتمع السوري».

وجاءت فرحة الطلاب اليابانيين بغرس أشجار "الساكورا" في "حلب" لما تتمتع به من خصوصية تاريخية وحول هذا يقول "كيالي": «فإن شبهنا "سورية" بـ "اليابان" فإن "دمشق" تشبه "طوكيو" من خلال حداثة الحياة الاجتماعية، وأما "حلب" فإنها تشبه مدينة "كيوتو" اليابانية لما تمثل هاتين المدينتين من رموز تاريخية، وباعتبار "حلب" من أقدم مدن التاريخ وأيضاً "كيوتو" تعتبر عند اليابانيين مدينة ذات تاريخ وجذور».

الطالب "محمود عثمان"

لكن وبرأي الطالب "محمود عثمان" وهو من طلاب المعهد الياباني وأحد المشاركين في عملية الغراس أراد فيما لو أتاحت له الفرصة أن يغرس في أرض "اليابان" غرسة تعبر عن "سورية" فيقول: «من خلال زراعة أشجار الزيتون، ولما يمثل غصن الزيتون من شعار السلام الذي اتخذناه، وهذه الخطوة التي قام بها طلاب "اليابان" تشعرنا بأن هناك من يريد أن يتعاون معنا».

وأضاف: «ونحن كطلاب سوريين فخورون بأننا شاركنا اليابانيين اليوم بزراعة شجرة "الساكورا" حتى يلمسوا مدى الانطباع الإيجابي أثناء مشاركتنا لهم بفرحتهم بزراعة تلك الشجرة».

البرفسور "يوشيتاكا ساتو"

وعن عدد الغراس التي ستتم زراعتها والمناطق التي سوف تشملها هذه العملية

تحدث الدكتور "محمود قاسم" نائب رئيس جامعة "حلب" للشؤون الجامعية: «سوف يتم زراعة عشرين غرسة موزعة بين جامعة "حلب" والحديقة البيئية التي سوف تفتح في الأيام القادمة».

وأضاف: «إلى جانب ذلك هناك العشرات من الغراس التي سوف يقرر زراعتها في مناطق أخرى بـ مدينة "حلب"، لكي تعزز التعاون المشترك وتعكس مدى أهمية الصداقة التي تجمع بين البلدين، وترفع درجة الكفاءات العلمية الموجودة عنّا نتيجة للخبرات التي تتمتع بها دولة "اليابان"».

شجرة "الساكورا" تعتبر رمزاً في قلب الشعب الياباني وحول أهميتها تحدث عنها "يوشيتاكا ساتو" رئيس جمعية رابطة الصداقة السورية- اليابانية فيقول: «شجرة "الساكورا" هي مزهرة غير مثمرة وفي كل سنة بدءاً من آذار وحتى شهر نيسان تبدأ أزهار شجر "الساكورا" بالظهور ممتدة من جنوب "اليابان" وحتى شماله، ويسمى هذا الخط في "اليابان" باسم خط "الساكورا"، وكل يوم يتابع اليابانيون من خلال أجهزة التلفاز أخبار "الساكورا" من خلال موجز يقدم ضمن النشرة الإخبارية».

وأضاف: «فقد تم زرع خمسين من أصل مئة شجرة تم إحضارها من اليابان وقد تركزت في كل من "دمشق" و"القنيطرة" و"حمص" والآن في مدينة "حلب" وسوف تتبع زراعة الغراس باقي المحافظات السورية، وشجرة "الساكورا" تستطيع أن تعيش في "حلب" لكون بيئتها تشبه الموطن الأصلي للساكورا».

وختم قائلاً: «منذ غضون ألف سنة تم الاهتمام بهذا النوع من الأشجار في "اليابان" لما يشكل من السرور بقدوم زراعته وخصوصاً في هذه الأيام».

والجدير بالذكر أن كلمة ساكورا تعني باللغة اليابانية- الكرز المزهر- وموطنها الأصلي في العديد من دول شرق آسيا كـ "اليابان" و"الصين". والاحتفال تم بين رابطة الصداقة السورية- اليابانية مع جمعية أصدقاء جايكا.