يعمل المسرح في حياة الشباب على تنشيط مواهبهم وصقلها إلى جانب تنامي الذوق الفني والجمالي والحس النقدي لديهم، ومن منطلق أهميته أقيمت في صالة "معاوية" مساء 26/3/2011 انطلاق فعاليات المسرح المدرسي في "حلب".

بُدئ الحفل بتقديم العديد من الفقرات الغنائية والتمثيلية ورقص السماح لتختتم بمسرحية منهجية تعبر فيها عن طريق السلامة التي تتضمن الانتباه إلى عدم إسراف المياه والحفاظ على البيئة.

بلغ عدد المشتركين ثلاثين، منهم عشرون شاباً قدموا فقرتين واحدة لرقص السماح والأخرى دبكة لبنانية

وعلى هامش الحفل التقى موقع eAleppo العديد من زائريه والبداية كانت مع "باسل حاجولي" أحد طلاب كلية الحقوق ليحدثنا عن دور المسرح عند الشباب فيقول: «إن المسرح في حياة الشباب يأخذ عدة اهتمامات ولكن ما يميزه أنه يعمل على إخراج الطاقات الكامنة ومن خلاله يتم تبادل العديد من الرسائل الاجتماعية والثقافية».

"باسل حاجولي"

وأضاف: «وما نطلبه أن يتم تفعيل المسرح بشكل أكبر وخصوصاً المسرح الجامعي ودعمه مادياً وإعلاميا من خلال تشكيل لجنة خاصة تكون مسؤولة عنه وتقيم العديد من الدورات الثقافية التي تختص بشؤون المسرح لتنشيطه وتفعيل المسرح الفكاهي ليستطيع بدوره بلوغ هدفه الاجتماعي».

«لكن جيل الشباب لا يكتفي فقط بالمسرح الفكاهي- والكلام لـ "حاجولي"- وإنما يجب أن يكون متنوعاً ومندمجاً ما بين الفكاهي والتوعوي لكي يستطيع العمل على تثقيف الناس وإيصال المعلومة بطريقة سلسلة ومقبولة لديهم على عكس التلفاز الذي يعمل على تلقين المعلومة فقط دون أن يكون للشخص أي نشاط فاعل فيه ومن هنا تكمن خطورة التلفاز على الأولاد إن لم يكن هناك رقيب على تلك البرامج».

"أحمد شوا"

وختم قائلاً: «يمكن عن طريق المسرح أن يتم طرح قضايا قانونية هي من أكثر القضايا تداولاً وعكس حلولها في بعض المرات أو تركها للجمهور ليستنبطها في المرات الأخرى، وعن طريق المسرح أيضاً يمكن توضيح بعض القوانين غير الواضحة وهذا ما يعطيها شمولية أكثر للمعنى».

هذا رأي جيل شبابنا، ولكن للأسرة دور مهم أيضاً في تشجيع أولادها على الحضور إلى المسارح، وحول أهمية الموضوع من وجهة نظر رب الأسرة كان معنا "أحمد شوا" فقال: «الأولاد يشكلون أمانة عند والديهم ومما يفترض على رب أسرتهم أن يعمل على توجيه عقولهم نحو عالم ثقافي من خلال تحفيز نشاطهم ودفعهم إلى مسرح متعدد الفئات من بينه التوعوي والفكاهي».

وأضاف: «فالولد يقضي ساعات وساعات أما شاشة صغيرة دون أي يكون لنا أي تدخل ولا نعرف تماماً ما الذي يغزو عقولهم من تلك البرامج الخارجية، على عكس المسرح تماماً حينما يكون هناك حوار ثقافي تطرح فيه العديد من وجهات النظر ومنها يستطيع الشخص أن يختار ما هو الأنسب لحالته الاجتماعية.

ومن خلال المسرح يمكن للشخص أن يتفاعل مع الحدث ويعطي رأيه وهناك من المسارح ما يجعل للحوار ساحة بين القائم فيه وبين الزائر وهذا ما يرفع من قيمة الحوار».

وحول تحضيرات الفعاليات وكيفية التعامل مع الطلاب لأول مرة التقينا "عصام أبرم" مدرب الفرقة فقال: «بلغ عدد المشتركين ثلاثين، منهم عشرون شاباً قدموا فقرتين واحدة لرقص السماح والأخرى دبكة لبنانية».

وأضاف: «فحينما نعمد لاختيار الكوادر فإننا نقوم بجولة على المدارس لاختيار عدد منهم ونجري اختباراً وبعدها نختار من كانت ميوله فنية وهنا تبدأ أصعب المراحل في تلقينهم للحركات التي يجب أن تتناسب مع الموسيقا فمنهم من يكون أسرع منها، ومنهم من يكون أبطأ إلى أن يتم التغلب على تلك البداية».

صحيح أن الرقص يولد متعة عند مستخدميه وناظريه لكنه وبالدرجة الأولى يعمل على امتصاص قدرات الشباب ومنها يقول "أبرم": «فهو يعمل على صرف طاقات الشباب الزائدة ضمن قالب فني مدروس بعيداً عن أي أعمال سلبية في الوقت ذاته إلى جانب تنمية قدراتهم على الحركة والتفاعل مع المجتمع ومنه يمكن أن يكون له دوراً ايجابياً في أي حركة مسرحية».